ريتشارد غرينيل القائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية

تنطلق الأسبوع المقبل مناورات التمرين البحري المختلط "المدافع البحري"، حيث تستضيف القوات البحرية السعودية في قاعدة الملك عبدالعزيز البحرية بالأسطول الشرقي نظيرتها القوات البحرية الأميركية، وتأتي المناورات امتدادًا لسلسلة من المناورات والتدريبات السابقة المشتركة بين البلدين، حيث يهدف التمرين إلى رفع الجاهزية القتالية للحفاظ على حرية الملاحة البحرية، ويتضمن التمرين على عدد من المناورات والتدريبات التي تعزز إجراءات الأمن البحري بالمنطقة، وتوحيد مفاهيم أعمال قتال القوات البحرية.

ومن جانبه، أعرب وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، اليوم الخميس، عن سعادته بتواجده في الرياض لمناقشة "التزام أميركا القوي بأمن السعودية، وأضاف في تغريدة له على موقع تويتر " هناك حاجة مستمرة للوقوف مع السعودية في وجه سلوك إيران المؤذي في المنطقة".

ووصل بومبيو أمس الأربعاء إلى الرياض في زيارة تستغرق ثلاثة أيام يبحث خلالها ملفات المنطقة، وكان في استقباله في مطار الملك خالد الدولي، الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز، سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأميركية، وسفير الولايات المتحدة الأميركية لدى المملكة، جون أبي زيد، ووكيل وزارة الخارجية لشؤون المراسم عزام بن عبدالكريم القين.

وكان بومبيو قد أعلن في وقت سابق استعداد واشنطن للحوار مع إيران في أي وقت، "لكن على طهران أن تغير تصرفاتها بشكل جوهري". وأضاف بومبيو خلال جولته الإفريقية أن "احتجاز إيران لمواطنين أوربيين وأميركيين غير قانوني وغير مقبول". واعتبر أن الضغوط القصوى على إيران ستستمر، "كما سيستمر عزلها من خلال الدبلوماسية".

وأضاف بومبيو في تصريحات للصحافيين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا قبيل التوجه إلى السعودية "لسنا متعجلين، حملة الضغوط مستمرة. إنها ليست حملة ضغوط اقتصادية فقط... وإنما فرض عزلة من خلال الدبلوماسية أيضا"، وفي وقت سابق، هاجم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مجموعة من الديمقراطيين، بسبب اجتماعهم السري مع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف خلال مؤتمر أمني عُقد في نهاية الأسبوع في ألمانيا.

وقال بومبيو للصحافيين، خلال جولته الإفريقية، إنه يخشى أن يقوّض الاجتماع الاستراتيجية الخارجية مع إيران وظريف، والذي يقع تحت طائلة العقوبات من قبل وزارة الخزانة الأميركية بسبب رعايته للإرهاب الدولي، وأضاف بومبيو: "ظريف هو وزير خارجية دولة قتلت أميركيا في 27 ديسمبر. وهو وزير خارجية بلد أكبر راعٍ للإرهاب في العالم".

وتابع بومبيو عن ظريف: "هو وزير خارجية دولة أسقطت طائرة ولا تريد أن تسلم الصندوقين الأسودين"، في إشارة إلى إسقاط الحرس الثوري الإيراني لطائرة الركاب الأوكرانية بصاروخ مطلع شهر يناير، وأردف عن اجتماع الديمقراطيين بظريف: "إذا التقيا لا أعرف ماذا قالا. آمل أنهم كانوا يعززون السياسة الخارجية لأميركا وليس سياستهم".

وفي سياق آخر، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، وليام أوربان، في مؤتمر صحافي عقده في البنتاغون أن الولايات المتحدة اعترضت شحنة أسلحة في نوفمبر الماضي مطابقةً لتلك المستخدمة في الهجوم على أرامكو، وأوضح أن السفينة الإيرانية التي كانت تنقل أسلحة إلى الحوثيين وتم احتجازها، كانت تحمل صواريخَ كورنيت إيرانية.

وذكر تقريران في وقت سابق، الأربعاء، أن أجهزة صغيرة داخل طائرات مسيرة استهدفت منشآت نفطية تابعة لشركة أرامكو في السعودية، وتلك الموجودة في ترسانة ميليشيا الحوثي اليمنية، تتماثل مع مكونات عثر عليها في طائرات إيرانية مسيرة في أفغانستان والعراق، وقال مركز "أبحاث التسليح أثناء الصراعات"، في تقرير صدر الأربعاء، إن أجهزة الجيروسكوب هذه لم يتم العثور عليها إلا داخل طائرات مسيرة صنعتها إيران.

يأتي ذلك بعد تقرير صدر مؤخرًا من الأمم المتحدة يقول إن خبراءها رأوا جيروسكوبا مشابهًا من طائرة مسيرة إيرانية استولى عليها الجيش الأميركي في أفغانستان، وكذلك في شحنة صواريخ كروز صودرت في بحر العرب متجهة إلى اليمن، ويربط ما تم التوصل إليه إيران بهجوم على منشآت نفط سعودية تتبع شركة أرامكو، وأدى إلى تأثر إنتاج المملكة العربية السعودية من النفط لفترة قصيرة.

كما يربط إيران بتسليح الحوثيين في اليمن. وتنفي إيران ضلوعها في هذا الهجوم، لكنها عززت بشكل متزايد نفوذها على الحوثيين، وشنت هجومًا صاروخيًا باليستيًا على القوات الأميركية في العراق، بعد أن قتلت غارة جوية أميركية قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في بغداد الشهر الماضي.

وصرح جوناه ليف، رئيس مركز الأبحاث، لـ"أسوشييتد برس": "هذا الجيروسكوب رأيناه الآن مرات كافية في المواد المصنعة في إيران حتى نتمكن من أن نقول بثقة إن وجوده في مادة أنتجها الحوثيون يشير إلى أن المادة تم استيرادها من إيران"، ويحظر قرار مجلس الأمن الدولي نقل الأسلحة إلى الحوثيين.

والجيروسكوب هو جهاز يساعد على توجيه طائرة مسيرة أو صاروخ إلى هدفه. ولا تحمل أجهزة الجيروسكوب المعنية اسم الشركة المصنعة، وتأتي في نسختين على الأقل من طرازي "في- 9" و"في- 10"، وفقًا للتقريرين. وتظهر أرقامها المكونة من أربعة أرقام أيضًا أنها تسلسلية، مما يشير إلى أن الشركة المصنعة نفسها أنتجت كل تلك التي تم العثور عليها.

وقال مركز "أبحاث التسليح أثناء الصراعات" إن طائرة مسيرة تابعة للحوثيين من طراز "قاصف 1" تحمل جهاز جيروسكوب "في- 10"، وهو "مطابق" لذلك الموجود في الطائرة المسيرة الإيرانية من طراز "أبابيل-3"، والتي عثر عليها مقاتلو تنظيم "داعش" في العراق.

وذكر تقرير الأمم المتحدة أن خبراء الأسلحة عثروا على نسخة "في- 9" من الجيروسكوب في الطائرات المسيرة أو المركبات الجوية غير المأهولة التي استخدمت في هجوم سبتمبر/أيلول على بقيق، مقر منشأة أرامكو لمعالجة النفط في السعودية.

ووفقًا لتقرير مركز "أبحاث التسليح أثناء الصراعات" في تقريره، فإنه "وفقًا لخبراء الطائرات المسيرة الذين هم على دراية بهذه التكنولوجيا، لم تتم ملاحظة أجهزة الجيروسكوب العمودية هذه في أي من الطائرات المسيرة بخلاف تلك المصنعة من قبل إيران"، وذكر تقرير الأمم المتحدة أن "الشركة المصنعة للجيروسكوب لا تزال مجهولة"، ومع ذلك، فقد أشار إلى العثور على أجهزة جيروسكوب "في-10" مماثلة "بين حطام صواريخ أطلقتها طائرات بدون طيار من طراز "صمد" و"قاصف" التي يستخدمها الحوثيون".

وقالت الأمم المتحدة أيضًا إن خبراءها شاهدوا جيروسكوب "في-9" في معرض بواشنطن يُظهر الطائرة الإيرانية "شهيد -123" التي يقول مسؤولون أميركيون إنهم عثروا عليها في أفغانستان في أكتوبر/تشرين الأول عام 2016 بعد تحطمها، وتتطابق صور أجهزة الجيروسكوب مع تلك المذكورة في تقرير مؤسسة "أبحاث التسليح أثناء الصراعات"، يمكن رؤية جيروسكوب مشابه داخل صاروخ كروز صادرته البحرية الأميركية خلال مداهمة قارب شحن شراعي في بحر العرب في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

صادرت القوات أيضًا حاسوبًا يستخدم في توجيه هذه الأسلحة، وكانت لوحة مفاتيحه باللغة الفارسية، لطالما قالت الولايات المتحدة وتحالف دعم الشرعية في اليمن إن إيران تزود الحوثيين بالسلاح، بدءًا من بنادق هجومية إلى صواريخ باليستية تطلق على المملكة، وعثرت البحرية الأميركية على مخبأ أسلحة جديد على متن مركب شراعي هذا الشهر.

إيران تنفي منذ فترة طويلة تسليحها للحوثيين، لكن هذا الادعاء ثبت عدم صحته بعد الغارة الجوية الأميركية، التي قتلت قاسم سليماني، الذي كان يتعاون مع قوات تابعة له في اليمن ودول أخرى، وألقى الجنرال أمير علي حجي زاده، قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري الإيراني، خطابًا مؤخرًا وخلفه أعلام الحوثيين وجماعة حزب الله اللبنانية وحركة حماس وغيرها في محاولة لإظهار قوة إيران.

وعلى الجانب الآخر، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الأربعاء، أن ريتشارد غرينيل، السفير الأميركي لدى ألمانيا، سيصبح القائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية، في خطوة شجعت المحافظين الحريصين على قيادة جديدة للمخابرات التي ابتليت بسلسلة من الفضائح بالاستخبارات، وفقًا لما أوردته الفوكس نيوز الأميركية .

غرينيل، الموالي لترمب والناشط على تويتر وأحد ألد أعداء إيران، سيتولى مهام المدير الحالي للاستخبارات الوطنية بالإنابة، جوزيف ماغواير، وسط سعي الرئيس لإزالة ما يسميه الجهات الفاعلة السيئة على أعلى المستويات في مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالات أخرى.

وكان ماغواير مطالبًا بموجب القانون بترك منصب القائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية في غضون أسابيع، وكتب ترمب على تويتر بعد وقت قصير من نشر الخبر: "يسرني أن أعلن أن سفيرنا في ألمانيا، ريتشارد غرينيل، سيصبح مدير الاستخبارات الوطنية بالإنابة". "لقد مثّل بلدنا بشكل جيد للغاية، وأتطلع إلى العمل معه. وأود أن أشكر جو ماغواير على العمل الرائع الذي قام به، ونتطلع إلى العمل معه عن كثب، ربما بصفة أخرى داخل الإدارة!".

من هو غرينيل القائد الجديد؟

يعد غرينيل واحدًا من أشد الموالين للرئيس ترمب، ويعتبر إيران ألد أعداء أميركا، وقد أكسبه استعداده للوقوف في وجه الحلفاء والخصوم على حد سواء العديد من المؤيدين لسياسته، بمن فيهم العديد من المقربين من الإدارة والذين أشادوا بسرعة بترقيته.

وظهرت أدلة على جدارة ريتشارد غرينيل العظيمة وهو الضغط بإصرار على الألمان عندما يتعلق الأمر بإيران، والصفقة النووية، كما حقق نجاحًا في قضية شركة هاواي الصينية ونجح أيضا في قضية نورد ستريم 2/روسيا، وحلف شمال الأطلسي، وغيرها في الكثير من القضايا"، وكتب بنجامين وينغارتن عن غرينيل قوله "مجرد خيار استثنائي. ... ونعمة لأميركا".

وقال المذيع المحافظ هيو هيويت: "لا بد أن منتقدي تعيين ريتشارد غرينيل لم يفعلوا أفضل مما فعل في الضغط على ألمانيا للتحرك نحو هدف دعم الناتو بنسبة 2% أو الوصول بكوسوفو وصربيا إلى اتفاق فعلي؟ غرينيل لديه سجل كبير من النجاح في الخارج، وفي الأمم المتحدة لكن اليسار يمقته.. إنه فعال".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، وبعد أسابيع فقط من إطلاق الحرس الثوري الإيراني العديد من الصواريخ الباليستية على القوات الأميركية في العراق وإسقاطه طائرة مدنية، انتقد غرينيل ألمانيا بشدة بسبب احتفالها المزمع بتأسيس الجمهورية الإيرانية. وكان رد فعلها متناقضًا تمامًا مع الموقف الأكثر انصياعًا تجاه إيران من كبار المسؤولين الغربيين الآخرين، بمن فيهم رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.

وقال غرينيل "تقع على عاتق ألمانيا مسؤولية أخلاقية لتقول لإيران بحزم ووضوح إنه من غير المقبول حرمان شعبكم من حقوق الإنسان الأساسية، أو قتل المتظاهرين في الشوارع أو دفع المثليين جنسيًا من المباني. إن الاحتفال باستمرار وجود النظام يبعث برسالة معاكسة"، ودافع غرينيل عن عادة ترمب في التغريد، حتى في الوقت الذي قال فيه وزير العدل بيل بار إن تغريدات ترمب تجعل من "المستحيل" بالنسبة له القيام بعمله في وزارة العدل.

لكن غرينيل ردّ قائلا "إنه يجعل عملي أسهل بكثير"، وأضاف "علينا كدبلوماسيين أن نكون في طليعة الذين يحاولون حل المشاكل. لا نريد أن تكون هناك حرب بل نريد تجنب الحرب مما يعني أن الدبلوماسيين بحاجة إلى أن يكونوا قادرين على التحدث"، وإذا كنت ترغب في حل المشاكل، من الأفضل أن يكون لديك دبلوماسيون أقوياء حقًا - دبلوماسيون يعرفون كيف يدفعون ويعرفون كيف يتملقون ... لذلك، أحب أن يكون لدي رئيس مستعد أن يكون قاسيًا جدًا".

وفي العام الماضي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن غرينيل بشكل لا لبس فيه أنه "فخور" بخدمة رئيس حقق "التوازن المثالي" بين ضبط النفس واستخدام القوة في الخارج. ودافع عن "مبدأ ترمب"، الذي يُعرّف بأنه نهج الضغط الاقتصادي على الدول - بما في ذلك كوريا الشمالية وإيران والصين - وترك لهم طريقًا "لتغيير سلوكهم".

وعلى تويتر يوم الثلاثاء، أعلن غرينيل أن سياسة ترمب الخارجية "ناجحة". بالإضافة إلى ذلك، ردد غرينيل تحذيرات الرئيس بشأن هواوي، عملاق الاتصالات الصيني الذي يقول البيت الأبيض إنه يمثل تهديدًا أمنيًا دوليًا متزايدًا، ومع ذلك، فإن دعم غرينيل الصريح للرئيس، عبر الإنترنت وفي الخارج، دفع المنتقدين إلى تسميته بالأيديولوجي. حيث سيشرف على 17 وكالة أمنية ومخابراتية في البلاد تحت هذا الدور الجديد.

وحل ماغواير محل مدير الاستخبارات الوطنية المنتهية ولايته دان كوتس، الذي سخر منه ترمب مرارًا وتكرارًا خلال علاقتهما المتوترة. كتب ترمب في كانون الثاني/يناير 2019: "يجب أن تعود الاستخبارات إلى المدرسة"، قائلًا إن مجتمع الاستخبارات كان "سلبيًا وساذجًا للغاية عندما يتعلق الأمر بمخاطر إيران".

قد يهمك أيضًا

مايك بومبيو يُبشّر باتفاق بشأن "سد النهضة" على الرغم من "تحفظات" إثيوبية

لجنة لبسط سيادة إسرائيل على أراضي فلسطين بقرار من الرئيس ترامب