الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

خطفت التطورات السياسية والأمنية والديبلوماسية الأخيرة الأنظار، وطغت على مواقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الوضع اللبناني، ولا سيما في ما يتعلق بتفجير المرفأ، وأعادت زيارة السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف إلى رئيس الجمهورية ميشال عون التذكير بما أشار إليه بوتين وخصوصاً لناحية طلب رئيس الجمهورية من موسكو تزويد لبنان بصور من الأقمار الاصطناعية حول تفجير المرفأ، بعدما سبق للرئيس الروسي أن لفت إلى هذه المسألة التي أعطيت أبعاداً لم تكن في محلها، والدلالة عدم تسجيل أي سبق سياسي وأمني وقضائي ربطاً بمداخلة بوتين، الأمر الذي تشير إليه مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى والتي تنفي أي دور لموسكو على خط الشأن اللبناني، بل هي على مسافة واحدة من حيث التعاطي مع جميع الأطراف والأصدقاء في لبنان، وجلّ ما تبتغيه الاستقرار في هذا البلد، والمرتبط وفق موسكو باستقرار المنطقة وخصوصاً دول الجوار، من سوريا إلى الأردن والعراق وفلسطين.

وتشير مصادر سياسية على علاقة وثيقة بالشأن الروسي، إلى أنّ كلام بوتين كان واضحاً خلال مناسبة في سوتشي، وبخاصةٍ في ظل النقاش الذي كان سائداً بين المشاركين حيث طرحت راهبة سؤالاً على بوتين يتعلق بتفجير مرفأ بيروت وكل ما يرتبط به.

وترى الخارجية الروسية في هذا الإطار، وتحديداً أوساط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، أنّ مثل هذا السؤال لا يُطرح على الرئيس الروسي، ومردّ ذلك الى أنّ الأخير لا يملك معلومات وتفاصيل تتعلق بذلك الزلزال الذي ضرب العاصمة اللبنانية، بمعنى أنّ المعطيات والمعلومات هي في حوزة بوغدانوف على خلفية إمساكه بالملف اللبناني وما يملكه من علاقات وصداقات مع معظم القوى السياسية والحزبية في لبنان.

وتؤكد المصادر المعنية أنّ بوتين لم يجزم ولم يقل إنّ لدينا صوراً عن انفجار مرفأ بيروت أحدث من صور الأقمار الاصطناعية، فما قاله بوتين هو بالحرف: "إذا كانت لدينا صور سنساعد لبنان من خلال تسليمه هذه الصور"، وأضاف متوجها الى الراهبة التي طرحت السؤال انّه سيسأل المعنيين حول هذه المعطيات وما إذا كانت متاحة لديهم. وقد استُغلّ موقف بوتين هذا من قِبل بعض الأوساط في لبنان، ما تبدى بوضوح إثر زيارة السفير الروسي في بيروت لقصر بعبدا لأجل الشعبوية والإيحاء بأنّ فريقاً معنياً يقول لمناصريه ومحازبيه إنّنا نواكب التحقيقات حول جريمة المرفأ، وسنعمل على تزويدنا بصور من الأقمار الاصطناعية، في حين أنّ الحقيقة كما نقلتها المصادر الروسية بعد تلك الضجة في بيروت، مؤداها أنّه لو كانت هناك أي معطيات لموسكو لكانت قدمتها الى الجهات اللبنانية المختصة، وقد مضى على الانفجار أكثر من عام.

وعن زيارة وزير الخارجية عبدالله بو حبيب إلى موسكو، تلفت المصادر إلى أنّه هو من طلب الموعد وقد حدّده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في 22 الجاري نهار عيد الاستقلال، هذا إذا لم تستقل الحكومة وتحصل مفاجآت وتطورات على غير مستوى وصعيد، مشيرةً إلى أنّه ليس هناك من جديد لدى المسؤولين الروس، فدورهم يصب في خانة تطوير العلاقة مع لبنان وهم يركزون على الاستقرار الأمني والاقتصادي، وبمعنى أوضح انّ الدور الروسي يقتصر على هذه النقاط، وهم يمارسون ضغوطا على بعض القوى السياسية اللبنانية والإقليمية لدى أي استحقاق أو تسوية بفعل علاقاتهم الوثيقة بهؤلاء، الأمر الذي برز في أكثر من محطة.

أما عن مساعدة الشركات الروسية في إعادة إعمار المرفأ أو في مشاريع وأعمال أخرى، فتؤكد المصادر أنّ إحدى الشركات التي تقدمت بعرض تراجعت قبل تقديم العروض بحيث ثمة روائح محاصصة وتنفيعات لدى البعض وهي حديثة العهد، بينما ثمة شركات روسية عملاقة ورأسمالها ضخم وتابعة للدولة الروسية مستعدة للمساعدة، ويمكن القول إنّه حتى الآن لا حديث جدّيا، وكل ما يحصل هو رغبة من قِبل موسكو في الدعم والمساعدة إذا اقتضى الأمر

وأخيراً، فإنّ ما تسرب من دوائر الخارجية الروسية حول الوضع الراهن في لبنان، يصب في خانة انزعاج موسكو من المشاكل السياسية والتهديدات والعراضات العسكرية والخطاب الطائفي العالي النبرة، إذ يرى الروس أنّ ذلك يشكل تهديداً لاستقرار هذا البلد ودول المنطقة.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

"الوطني الحرّ" يُدين أحداث الطيونة ويؤكد أن المطالب لا تتمّ بالتهديد

أهالي ضحايا المرفأ ينقسمون حول دعم المحقق العدلي