ساحات بيروت

أجمعت المواقف الدولية في الذكرى السنوية الأولى للانتفاضة الشعبية في لبنان، على ضرورة العمل للخروج من الأزمة عبر تشكيل حكومة تكون قادرة على تنفيذ الإصلاحات والاستماع إلى مطالب الشعب. ودعت السياسيين اللبنانيين إلى «سلوك طريق مختلف».

وكتب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، عبر «تويتر»، قائلاً: «منذ عام مثل اليوم، بدأ اللبنانيون بالنزول إلى الشوارع للمطالبة بالإصلاحات، وبتحسين الحكم، ووضع حد للفساد المستشري الذي خنق إمكانات لبنان الهائلة»، مضيفاً: «تبقى رسالتهم واضحة، ولا يمكن إنكارها، فالعمل كالمعتاد غير مقبول».

من جهتها، جدّدت فرنسا دعوتها للمسؤولين اللبنانيين إلى التوافق لتشكيل حكومة، واعتبرت أنه حان وقت «اختيار النهوض بدل الشلل والفوضى».

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، إن «تشكيل حكومة مَهمّة قادرة على تطبيق الإصلاحات الضرورية لا يزال مؤجلاً، رغم الالتزامات التي أعادت مجمل القوى السياسية اللبنانية تأكيدها».

وأضافت: «تعود للسياسيين ولهم وحدهم، مسؤولية الانسداد المطول الذي يمنع أي استجابة للانتظارات التي عبّر عنها اللبنانيون»، وشددت على أن باريس «مستعدة لمساعدة لبنان في الإصلاحات الكفيلة لوحدها بتعبئة المجتمع الدولي».

وتابعت: «يعود إلى المسؤولين اللبنانيين اختيار النهوض بدل الشلل والفوضى. تقتضي المصلحة العليا للبنان والشعب اللبناني ذلك».

بدوره كتب السفير البريطاني كريس رامبلينغ، عن الانتفاضة اللبنانية، على حسابه على «تويتر»: «الكل يعرف ما يجب أن يحدث، هناك سبب للأمل. هناك الآن نقاش مفتوح حول حجم التغييرات الضرورية، والقضايا التي لطالما كانت من المحرمات».

كان المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، قد أصدر بياناً حول الذكرى السنوية الأولى على انطلاق التظاهرات الشعبية في لبنان مجدداً التأكيد على دعم الأمم المتحدة الكامل لحق التظاهر السلمي.

وقال كوبيش، «منذ عام من الآن، انطلقت سلسلة من التظاهرات الشعبية الحاشدة التي جمعت في ذروتها مئات الآلاف، لا بل ملايين من اللبنانيين، في جميع أنحاء البلاد، وبشكل عابر للانقسامات والانتماءات الطائفية والسياسية».

وأضاف: «نشدد على دعم الأمم المتحدة الكامل لحق التظاهر السلمي كنوع من حرية التجمع والتعبير التي يجب حمايتها».

وتابع كوبيتش: «ستستمر الأمم المتحدة بالوقوف إلى جانب لبنان وشعبه في سعيهم وراء مستقبل عادل وكريم ومزدهر ومستقر وسلمي». ولفت إلى أن الشباب والنساء كانوا «في صلب التحركات، تعبيراً عن خيبة أمل عميقة في النخب السياسية الحاكمة والنظام السياسي والإداري الطائفي الذي رسخ الفساد والمحسوبية، رفعوا أصواتهم ضد ممارسات الماضي الفاسدة، وطلبوا الإصلاحات الهيكلية الجذرية».

وتابع كوبيتش: «في أعقاب هذه الصحوة الوطنية، لا يزال التزام الناس وتوقهم للإصلاحات والتغييرات البنيوية ثابتاً، بالرغم من انحسار الزخم. لقد زرعوا بذور التغييرات المنهجية. وبعد مرور عام، كفاحهم يستمر». وأشار إلى أن «كل هذه العوامل عمقت انعدام ثقة اللبنانيين بقادتهم وبلدهم، وأدت إلى انتشار الذعر والإحباط الممزوج بالغضب، مما يفتح الباب أمام التطرف».

قد يهمك أيضا :

 أحمد قبلان يؤكّد أنّ حل مشكلة لاسا بين البطريركية والمجلس الشيعي وليس بالقوة

بيان من "الخارجية" الفرنسية حول المؤتمر الدولي بشأن لبنان