طهران ـ مهدي موسوي
أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم الثلاثاء أن رد بلاده سيكون قاسيا على أي تحرك يستهدف مصالحها. بدوره حذر نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية علي باقري كني من أن "بلاده سترد في ثوان معدودة على أي هجوم إسرائيلي جديد".
كما اعتبر أن الإسرائيليين "ارتكبوا خطأً استراتيجيًّا في قصفهم للقنصليّة الإيرانيّة في دمشق مطلع أبريل الحالي، ووفّروا الغطاء الشّرعي لاختبار حقيقي للقدرات العسكريّة والدّفاعيّة الإيرانيّة، ولولا فعلتهم تلك لما توافرت هذه الظّروف"،حسب قوله وعقب الهجمات الإيرانية بالمسيّرات والصواريخ على إسرائيل، السبت الماضي، يترقب العالم أجمع كيفية الرد الإسرائيلي المحتمل وسط التهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب.
وفيما أكدت إسرائيل أن ردها سيكون واضحاً وحاسماً، دون أن يشعل حرباً واسعة النطاق، رجح بعض المحللين أماكن وتواريخ الضربة المرتقبة.
فقد توقع 4 مسؤولين أميركين أن يحصل الرد الإسرائيلي المحتمل خلال عطلة نهاية الأسبوع وبشكل محدود النطاق.
كما رجحوا أن يتضمن ضربات ضد القوات العسكرية الإيرانية ووكلاء مدعومين من طهران في المنطقة، حسب ما نقلت شبكة NBC News اليوم الثلاثاء.
إلى ذلك، أكدوا أنه لم يتم إطلاع الإدارة الأميركية على قرار إسرائيل النهائي بشأن كيفية الرد، لافتين إلى أن الخيارات يمكن أن تتغير. وقالوا أيضًا إنه ليس من الواضح متى سيحدث الرد الإسرائيلي على وجه التحديد، لكنه قد يحدث في أي وقت.
واستند هذا التقييم الأميركي على ما يبدو إلى محادثات بين مسؤولين أميركيين وإسرائيليين جرت قبل أن تطلق إيران أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصاروخ على إسرائيل مساء السبت الماضي.
وقال المسؤولون الأميركيون إنه بينما كانت إسرائيل تستعد لهجوم إيراني محتمل الأسبوع الماضي، أطلع المسؤولون الإسرائيليون نظراءهم الأميركيين على خيارات الرد المحتملة.
كما نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" Jerusalem Post الإسرائيلية تقريراً كشفت فيه أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، طلب من الجيش الإسرائيلي تحديد "أهداف محتملة" للهجوم الإسرائيلي على إيران، على أن تشمل منشآت نووية أو هجوماً سيبرانياً.
تقرير الصحيفة الذي استند إلى مقال لـ"ذي واشنطن بوست" الأميركية وصحف أخرى، ذكر أنه داخل أروقة مجلس الحرب الإسرائيلي، يدور جدل محتدم بشأن توقيت وطريقة الرد على الهجوم الإيراني الأخير، فبينما يدعو البعض إلى اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة، يحث آخرون على التريّث من أجل جذب المزيد من الدعم الدولي.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية أفادت نقلا عن مسؤولين "القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل الاثنين بأن إسرائيل قررت الرد "بشكل حاسم وواضح" على الهجوم الذي نفذته إيران السبت الماضي، وسيكون بطريقة لا تؤدي لاشتعال المنطقة". وأشارت إلى أن القوات الجوية تستعد لتنفيذ الرد الإسرائيلي المحتمل.
كما أبلغ نتنياهو وزراء حزب الليكود أن إسرائيل سترد على إيران لكن بحكمة، وأن طهران يجب أن تعيش التوتر كما عاشته تل أبيب.
ودعا نتنياهو المجتمع الدولي، الاثنين، إلى "البقاء موحدا" في مواجهة "العدوان الإيراني الذي يهدد السلام العالمي"، وذلك بعد هجوم طهران على إسرائيل بمئات الصواريخ والمسيرات.
وكتب رئيس الوزراء في رسالة نشرها مكتبه على منصة "إكس": "على المجتمع الدولي أن يبقى موحدا لمقاومة هذا العدوان الإيراني الذي يهدد السلام العالمي"، مشيدا بـ"دعم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول أخرى لإحباط الهجوم الإيراني".
وفي وقت سابق، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن مجلس وزراء الحرب ناقش مجموعة من الخيارات في اجتماعه، الاثنين، بهدف إيذاء إيران بعد هجومها بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل لكن دون التسبب في حرب شاملة.
وفي تقرير لم تذكر مصدره، قالت القناة إن نية إسرائيل هي الشروع في عمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة، التي قالت إنها لن تشترك مع إسرائيل في أي هجوم مباشر على إيران.
يأتي هذا بعد يومين من إطلاق إيران أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة رداً على هجوم دامٍ على قنصليتها في دمشق.
واعترضت إسرائيل والولايات المتحدة وحلفاء آخرون معظم الصواريخ.
وتدرس حكومة بنيامين نتنياهو الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني.
وفي هذا السياق أكد الجنرال هرتسي هاليفي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اليوم أن إسرائيل سترد على هجوم إيران.
وقال هاليفي، متحدثاً من قاعدة نيفاتيم الجوية في جنوب إسرائيل التي تعرضت لبعض الأضرار في الهجوم "هذا الإطلاق لكثير من الصواريخ وصواريخ كروز والطائرات المسيرة على الأراضي الإسرائيلية سيُقابل برد".
في هذا السياق، نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان قوله لنظيره البريطاني اليوم الاثنين إن إيران لا تريد زيادة التوترات، لكنها سترد بشكل فوري وبقوة أكبر من ذي قبل إذا ردت إسرائيل بعمل انتقامي.
وقال عبد اللهيان: "لا ترحب الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتصعيد التوتر في المنطقة، لكن إذا أراد النظام الإسرائيلي الاستفزاز، فإن ردنا المقبل سيكون فوريا وأكثر قسوة وواسع النطاق".
وأشار عبد اللهيان إلى أن طهران ردت على إسرائيل كجزء من "حقها المشروع في الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة".
قد يهمك أيضــــــــــــــا
الرئيس الإيراني يؤكد أن إسرائيل لم تحقق أياً من أهدافها بحرب غزة