بيروت - لبنان اليوم
على رغم المشاكل الداهمة، وفي مقدّمها الإنتشار المتصاعد لفايروس "كورونا" وهلع الناس حيال عدم توافر المستلزمات الطبية الضرورية للمعالجة، والهاجس المتمثّل بالأزمة المعيشية للمواطنين الناتجة عن التخبط الحكومي بالنسبة إلى القرارات المالية المتخذة، فإن البعض لا يزال مصرًّا على التصرّف وكأن البلد بألف خير، مما يسمح لهم بالتغريد خارج السرب وخارج المنطق وخارج السياق العام، الذي تعيشه البلاد منذ نحو سبعة أشهر.
وفي هذا الوقت العصيب، الذي تعيشه البلاد، ووفق معلومات مؤكدة فإن معركة الرئاسة لا تزال مستعرة تحت صفيح الاحداث المتتالية، خصوصًا أن رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل لا يزال يعمل على تنظيف الساحة الرئاسية من أمامه ومحاولة إزاحة الأشخاص المحتملين لمنافسته، الواحد تلو الآخر؛ فقد حاصر قائد الجيش جوزيف عون، ونجح بالتعاون مع "حزب الله" في حرف الأنظار عنه الى حدود نسيانه لتتجه الثورة نحو المصارف وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، على أن يبقى امامه مرشحان من الصف الاول يعمل عليهما هما سمير جعجع وسليمان فرنجية.
لكن حسابات حقل باسيل لم تتطابق حتى الساعة على حسابات البيدر، وفق مصادر مطلعة. فقائد الجيش لا يزال، من حيث موقعه الوطني، قوياً ويتعامل مع التطورات بحرفية ونظافة كف. فلو إستطاعوا أن يمسكوا عليه أي شيء لكانوا أخضعوه، لكنهم لم يستطيعوا اليه سبيلا. أما حاكم مصرف لبنان الذي لا تزال سمعته العالمية ذات صدقية، على رغم الحملات التي شنت ضده ، وبالتالي لو أمسكوا عليه أي ممسك لكانوا إقتلعوه، لكنهم لم يستطيعوا إلى ذلك سبيلًا، وهو لم يخضع حتى الساعة للضغوطات المتزايدة ضده.
ووفق المعلومات المتداولة فإن باسيل منكفىء في الوقت الحاضر عن الساحة الإعلامية، وذلك لأهداف عدة، منها ما هو قريب، ومنها ما هو متوسط المدى، ومنها ما هو بعيد.
فعلى المدى القريب ينكّب الوزير السابق على معالجة المشاكل العالقة والمتراكمة داخل تياره، وسيحاول تظهير صورة مغايرة لطريقة التعاطي مع التطورات المتسارعة، خصوصًا أن حراك الشارع كان في جزء كبير منه موجهًا ضد باسيل والسياسة المتبعة، ولذلك سيحاول من خلال سلسلة خطوات حرف الأنظار في إتجاه آخر، ومن بين هذه الخطوات تسليط الضوء على المصارف والدور الذي يلعبه حاكم مصرف لبنان لتأليب الرأي العام ضده، وهذا له إرتباط بالهدف البعيد المدى.
أما في ما يتعلق بأهداف المرحلة المتوسطة المدى فإن العمل سينصّب، وبالتنسيق مع "حزب الله"، لتثبيت أقدام رئيس الحكومة حسّان دياب، من خلال إظهار دعم له في الخطوات التي يمكن إتخاذها، وبالأخص في ملف الكهرباء، بعدما تبنّت الحكومة خطة باسيل القديمة – الجديدة.
أما الهدف البعيد المدى، وهو الأساس، فإن عين باسيل تبقى شاخصة على إستحقاق 2022، وهو يبدو مستنفرًا على كل الجبهات، محاولًا بشتى الطرق إعادة تعبيد طريق بعبدا، وإبقاء المعركة مفتوحة على مصراعيها، مستفيدًا من رصيد رئيس الجمهورية الذي، على ما يبدو، سيفعل المستحيل لازاحة رياض سلامة وجوزيف عون من امام صهره، على أن يتولى الأخير مهمة تصعيب المهمة على المرشحين المحتملين، أي جعجع وفرنجية، وذلك بالتكافل والتضامن مع "حزب الله"، الذي لا يزال، في إعتقاده ممسكًا، وحتى إشعار آخر، بخيوط اللعبة.
قد يهمك ايضا:المناقشات بشأن تأثير "كورونا" تسيطر على جلسة اجتماع الحكومة اللبنانية
"فوبيا فيروس كورونا" وراء ارتفاع مراجعي عيادات الصدر و"الطوارئ" في دبي