بيروت- لبنان اليوم
تعاني لبنان من أزمة ثقة بين الأطراف السياسية مجتمعة بسبب الاضطرابات التي تنال من تشكيل الحكومة الجديدة، فما بين مد وجزر، حيث تشهد اللقاءات بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، تفاهمات توحي بأنّ الحكومة قاب قوسين أو أدنى من الولادة، إلا أن تعقيدات ناسِفة لتلك الايجابيات، ما دعا لظهور مطالب إمّا الاتفاق على الحكومة والإفراج عنها اليوم قبل الغد، وامّا مصارحة الشعب بالسبب الحقيقي للتعطيل.
قالت مصادر سياسيّة "إنّ الناس ضاعوا ما بين "المَدّ" و"الجَزْر"، وأحبطتهم سياسة "المسكّنات" التي يُحقَنون بها بعد كلّ لقاء بين الرئيسين، وتخدّرهم الى حدِّ الشلل في تقدير ما إذا كان تعطيل تأليف الحكومة التي ينتظرونها مَردّه إلى عامل داخلي أو إلى عامل خارجي أقوى.
وطالبت المصادر الرئيسين ب"الاجابة بوضوح عن تساؤلاتهم: ما الذي يمنع هذا التأليف حتى الآن؟ وهل المانع داخلي مرتبط فقط بحقيبة سياديّة او خدماتية، او بإسم ومواصفات هذا أو ذاك من المطروحين للتوزير في الحكومة المعطَّلة؟ أم أنّ جوهر التعطيل هو أقوى وأبعد من الداخل ومرتبط بمانع خارجي؛ إقليمي او دولي، او برهان على عامل خارجي ما يُفضي الى متغيّرات وإعادة خلط أوراق، وأنّ كلّ ما يجري تظهيره من تعقيدات وتباينات تارة حول حجم الحكومة، وتارة أخرى حول الحصص والحقائب والأسماء، ليست سوى مجرّد قشور تُغطّيه؟".
ولفتت المصادر الى أنه "في كل الاستحقاقات اللبنانية الحكومية وغير الحكومية لطالما سمعنا من السياسيين الشيء وعكسه في آنٍ معاً، ومن هنا لا نستطيع ان نثق بما يقولونه، ولذلك لا نعوّل ابداً على الرغبات الكلامية التي تصدر بين الحين والآخر عن هذه الجهات المعنية مباشرة بملف التأليف، خصوصاً انّ مثل هذه الرغبات المعَبَّر عنها حاليّاً مع محاولة تأليف حكومة سعد الحريري، ما هي سوى تكرار للرغبات نفسها التي أبدِيَت مع حكومة مصطفى اديب الذي انتهت اتصالات تأليفها الى اعتذاره، وهذه الجهات هي نفسها التي نادت بالتعجيل والتسهيل، فيما هي كانت تمارس ضمناً التعطيل. وبالتالي، فإنّ كلّ ما يُعبَّر عنه من إيجابيات ورغبات يبقى في الاطار الكلامي الفارغ، حتى يقترن هذا الكلام بالفِعل ويترجم بولادة سريعة للحكومة، في هذه الحال فقط نصدّق رغباتهم، وأمّا دون ذلك فهو كلام بكلام".
قد يهمك ايضا :
فريق بعبدا منزعج من مشاورات تأليف الحكومة اللبنانية
ماكرون يحدد مصير مبادرته وسعد الحريري يربط تحركه بالموقف الفرنسي