بيروت - لبنان اليوم
خلال الاسابيع القليلة الماضية، كثُر الحديث عن عودة الاشتباك السياسي المرتبط حصرًا بمعركة رئاسة الجمهورية بين كل من رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية ورئيس التيار "الوطني الحر" جبران باسيل، حيث ارتفعت وتيرة التراشق السياسي بعدما تكشّفت خيوط ملفّ الوقود المغشوش والذي ترافق مع حملات اعلامية من كلا الطرفين.
وفي هذا الاطار، تحدثت مصادر مطلعة عن الاسلوب الذي ينتهجه فرنجية في معركته الرئاسية، والذي وصفته بـ "ضربة معلّم" جعلته متقدما بالنقاط على باسيل، اذ يرى الأول، وبحسب المصادر، ان علاقته مع "حزب الله" مهما اعترتها بعض الشوائب، او حملت أوجه عتب، ستبقى متينة على مستوى التحالفات، حيث أن عمق هذه العلاقة التي تجمع بينهما لا يمكن اختصارها ببعض التباينات التكتيكية حول ملف او آخر، مشيرة الى ان الحزب لن يسقط في هوّة المفاضلة بين فرنجية وباسيل تحت أي ظرف او استحقاق في المرحلة المقبلة، الأمر الذي يبدو لـ "بيك زغرتا" اكثر من كافٍ على المدى البعيد.
وترى المصادر ان تركيز فرنجية اليوم يتمحور حول نقاط ضعف خصمه السياسي ليعمل على استثمارها في معركته، إذ ان خلافات باسيل مع معظم القوى السياسية في لبنان تشكل له عقبة كبيرة امام سُلّم الطموح، الأمر الذي يسعى فرنجية الى تظهيره من خلال اعادة فتح حدوده مع هذه القوى، على قاعدة "خصم خصمي حليفي"، سواء مع "حركة امل" وبعض افرقاء الثامن من آذار من جهة وفريق الرابع عشر من آذار من جهة اخرى، وتحديدا مع "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية"، إذ ان علاقته مع رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط تعتبر متجذّرة الى حد بعيد.
وفيما اعتبرت المصادر ان علاقة فرنجية مع "تيار المستقبل" لا تزال مستقرة منذ تسمية الرئيس سعد الحريري له لرئاسة الجمهورية قبل ان يتراجع الاخير آنذاك ويذهب الى تسمية الجنرال ميشال عون، الا ان فرنجية استطاع الحفاظ على الودّ السياسي مع الحريري، ويبدو أنه اعتنى جيدا بزرعه في تلك المرحلة منتظرًا موسم القطاف، إذ انه ركن الى المهادنة مع المملكة العربية السعودية التي تقف بشكل او بآخر خلف الحريري، بالاضافة الى ان المصاهرة التي جمعت نجل "البيك" النائب طوني فرنجية بكريمة احدى الشخصيات الصيداوية جعلت من الأخير "ضابط ارتباط" بين "المردة" و"المستقبل"، ولعلّ تعزيز العلاقة بين الطرفين بدا من حسن حظ فرنجية حين بدأت علاقة الحريري مع "الوطني الحر" بالتدهور تدريجيا قبل بلوغ مرحلة الطلاق السياسي.
من جهة اخرى، ترى المصادر ان العلاقة مع "القوات اللبنانية" تبدو الى حدّ ما وديّة، ورغم الحذر الذي يربك تقدّم فرنجية خطوات أوسع نحو "القوات" الا انه يحاول قدر المستطاع الابتعاد عن الخلافات العقائدية والاقليمية، ويصوّب تركيزه باتجاه النقاط المشتركة في ما بينهما والمرتبطة بالانماء وكافة القضايا الشمالية من جهة، والخصومة مع باسيل من جهة اخرى، خصوصا وان فرنجية يدرك جيدا ان رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع يعتبر احد المتسابقين المرشحين لرئاسة الجمهورية، لكنه يعمل على تجميد المنافسة معه ضمن قالب "الوصال السياسي" لأن حساباته تنطلق من واقع التغيرات الاقليمية والدولية، ومدى تأثيرها على الساحة الداخلية، معتبرا ان وصول جعجع الى حائط مسدود سيجعله امام خيارين؛ اما الاعتكاف عن التصويت او التصويت له في ظل الخلافات العميقة الحاصلة مع "الوطني الحر".
قد يهمك ايضا:حملة سليمان فرنجية على عون وباسيل فتحت باكرًا معركة الرئاسة اللبنانية
فرنجية يتحرّر من الضوابط السياسية ويوجّه رسائل حادة