بيروت - لبنان اليوم
تقف الكنائس في لبنان أمام تحديات كبيرة وهي تستعدّ لإحياء أسبوع الآلام، وأول هذه التحديات هو التحدّي الصحي الداهم، ويعرف المطارنة والرهبان جيداً أن المسؤولية لا تقع وحدها على أجهزة الدولة اللبنانية، بل إنها تقع أيضاً على عاتق الإكليروس، وهذه المسؤولية تنقسم إلى توعويّة بحيث يقع على عاتق الكنيسة إرشاد شعبها وجعله يتقيّد بإرشادات وزارة الصحة لتخفيف المخاطر، كذلك يجب أن تلعب المؤسسات المتفرعة عن الكنيسة وعلى رأسها المؤسسات الصحية والتعليمية، دوراً كبيراً على صعيد الوطن لاجتياز هذه الأزمة.
ومعروف أن الرهبانيات والكنيسة كانت ريادية في تطوير النظام الصحي والتعليمي في لبنان وبالتالي فإن الوقت هو لإثبات مدى الوقوف إلى جانب الشعب ومدى هذه الجدارة، أما التحدي الثاني والأبرز فهو التحدّي الإجتماعي والإقتصادي، وقد بدأ بعض الأبرشيات المارونية وضع الأراضي التي تمتلكها في تصرّف الناس من أجل زراعتها لتحصين الأمن الغذائي، وإذ يرى المواطنون أن هذه الخطوة جيّدة، إلا أن خبراء يعتبرون أن مثل هكذا خطوة يجب أن تترافق ببرنامج تطويري.
ومعروف أن الرهبان كانوا السباقين في الاتصال بأوروبا واستقدام التقنيات المتطورة من أجل تطوير نمط عيش الشعب، لذلك فإن الشعب لا يطلب صندوقة "إعاشة" أو ما شابه من مساعدات إجتماعية، على رغم وجود بعض العائلات المحتاجة، فالغالبية تطلب من الكنيسة والرهبنة إجتراح الحلول للأزمة على صعيد المناطق علما بأن الأزمة الإقتصادية الوطنية تحتاج إلى حل ينبع من الحكومة وليس من الكنيسة.
وأمام كل ما يحصل، فإن المطلوب من الرهبانيات والكنيسة تشغيل العقول للبحث عن حلول وليس تقديم المساعدات الإجتماعية فقط، لأن الكنيسة كانت دائماً سباقة في البحث عن حلول في زمن كان الوضع يتطلّب عجائب، وقد نجحت في محطات عدّة، وبالتالي فإن المطلوب منها اليوم تحريك المحركات وأن تكون في حجم الأزمة.
"من يعطي الكثير يطلب منه الكثير"، لذلك فإن حجم المسؤولية لا يتوقّف حسب العارفين بشؤون الكنيسة على الموضوع الإجتماعي بل يتخطاه ليصل إلى المستوى الوطني، علماً أن الملف الوطني والسياسي محصور في يد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، المطالب بدور أكبر يوازي حجم دور بكركي الوطني.
فد يهمك ايضا:الراعي يفتتح مؤتمر التنشئة الكهنوتية المتجددة