المؤتمر الدولي لـ"أصدقاء الشعب السوري"
الرباط ـ الحسين ادريسي
أحبطت السلطات الأمنية في مراكش المغربية، مساء الأربعاء، محاولة لاقتحام الفندق الذي استضاف اجتماع مجموعة "أصدقاء الشعب السوري" خلال يومي 11 و12 من الشهر الجاري، فيما أكد المشاركون في الاجتماع استعدادهم لتقديم الدعم السياسي والمالي للائتلاف الوطني السوري "المعارض"،
باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري.
وقال مصدر أمني لـ"العرب اليوم"، إن "الأمر تعلق بأربعة أشخاص سوريين تمكنوا من التسلل إلى قاعة الاستقبال في الفندق، المجاور لمكان انعقاد الاجتماع، مساء الأربعاء، واعتقلتهم عناصر الاستعلامات العامة، رغم أنه اتضح أن هؤلاء الشباب من المناوئين لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد، وكانوا يعتزمون دخول قاعة الاجتماع للتعبير عن دعمهم لجهود الدول الصديقة للشعب السوري".
وفي موضوع ذي صلة، أبدَى المشاركون في الاجتماع الوزاري الرابع لـ"أصدقاء الشعب السوري"، استعدادهم لتقديم الدعم السياسي والمالي للائتلاف الوطني السوري "المعارض"، باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري، حيث وجه العاهل المغربي الملك محمد السادس رسالة، قرأها وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، تضمنت "ضرورة تسريع مسلسل الانتقال في سورية لوضع حد لدوامة العنف في البلاد وتحقيق التطلعات المشروعة للسوريين في الديمقراطية والحرية"، فيما قالَ وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في كلمته في المؤتمر، إنَّ "الاعتراف بالائتلاف أمرٌ واجب"، داعيًا الدول المشاركة في الاجتماع، التي تجاوزَ عددها 120 دولة، إلى "تقديم أشكال الدعم كافة الممكنة، لجهود الائتلاف في خدمة الشعب السوري".
في هذا السياق، دعا رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري٬ الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، الحكومة السورية "إلى الرحيل" من أجل تحقيق الانتقال الديمقراطي في سورية٬ والانتقال إلى مرحلة البناء وإعادة الاعمار، فيما أكدت نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري٬ سهير الأتاسي، أن "الشعب السوري التواق إلى الحرية في حاجة ماسة للدعم الدولي٬ لرفع المعاناة التي يعيشها في المدن كافة، وذلك بعد الدمار الذي طال البنيات التحتية، وأن الائتلاف الوطني السوري يعمل بتنسيق مع الدول الشريكة والمنظمات الدولية ووفق المبادئ والمعايير الدولية وحقوق الإنسان، على تحديد حاجات الشعب السوري وبحث أفضل السبل لإيصالها إلى المحتاجين"٬ داعية المجتمع الدولي إلى "تبسيط مساطر وصول هذه المساعدات إلى اللاجئين في الحدود".
وبدوره، قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، إن تشكيل ائتلاف المعارضة السورية تحت قيادة موحدة "يشكل بصيص أمل"٬ معربًا عن الأمل في أن يتمكن هذا الائتلاف من بلورة منظور شامل وواضح لتحقيق طموحات الشعب السوري، بمكوناته كافة٬ ويحافظ على وحدة سورية أرضًا وشعبًا وسيادة، وإثرَ تذكيرهِ باعتراف المملكة العربية السعودية بالائتلاف ممثلاً حقيقيًا وشرعيًا للشعب السوري٬ أكد على ضرورة توحد المعارضة السورية من أجل تحقيق خيارات الشعب السوري والانتقال السلمي للسلطة، معلنًا عن منح هبة قدرها 100 مليون دولار لصالح الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة.
وعن الموقف التركي٬ قال وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، إن "سورية دخلت في أزمة لا يمكن الخروج منها بعد أن رفضت الحكومة السورية جميع النصائح ومقترحات الإصلاح التي تقدمنا بها٬ وفضلت الحل الأمني"٬ منبهًا إلى أن "هناك إرهاصات حرب طائفية بدأت تلوح في المنطقة بسبب سورية"، مشددًا على أن "الحل الوحيد لحل الأزمة يتجلى في مواصلة الضغط الاقليمي والدولي على دمشق، وأن بلاده فرضت عددًا من العقوبات الاقتصادية على سورية، وجمدت جميع المعاملات مع البنك المركزي السوري".
وبشأن المحطة المقبلة لـ"أصدقاء سورية"، أشارَ وزير الشؤون الخارجية والتعاون في المغرب، سعد الدين العثماني، إلى أن "الاجتماع المقبل للمجموعة سينعقد في إيطاليا، بعدمَا نظمت الاجتماعات الثلاثة السابقة على التوالي في كل من تونس وإسطنبول وباريس