كييف ـ جلال ياسين
مع دخول العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا اليوم السبت، يومها الـ 38، لا تزال الاشتباكات المتفرقة والقصف متواصل. فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيانها اليومي أنها استهدفت مستودعات الوقود في مصفاة كريمنتشوك (وسط البلاد)، باستخدام أسلحة دقيقة بعيدة المدى، لافتة إلا أنها كانت تقوم بإمداد القوات الأوكرانية في المناطق الوسطى والشرقية.
كما أفادت بقصف مطارات عسكرية أوكرانية بمدينتي بولتافا ودنيبروبيتروفسك بصواريخ عالية الدقة أيضا.بدوره، أكد رئيس منطقة بولتافا أن الصواريخ الروسية قصفت مدينتين في وسط البلاد في وقت مبكر اليوم، إلا أنه أشار إلى تدمير بنية تحتية ومبان سكنية.وكتب دميتري لونين في منشور على الإنترنت "قصف صاروخي استهدف إحدى منشآت البنية التحتية"، بحسب ما نقلت رويترز.
وفي وقت لاحق ذكر أن ما لا يقل عن أربعة صواريخ أصابت منشأتين للبنية التحتية في بولتافا، فيما هاجمت ثلاث طائرات روسية المنشآت الصناعية في كريمنشوك. أما في منطقة دنيبرو ، جنوب غرب البلاد، فقال فالنتين رسنيتشنكو حاكم المنطقة في منشور على الإنترنت أيضا إن صواريخ روسية قصفت منشأة للبنية التحتية مما أدى إلى إصابة شخصين وأحدث دمارا كبيرا. كما أضاف أن محطة وقود في مدينة كريفيي ريه تعرضت للقصف، مما تسبب في حريق. يذكر أن موسكو كانت أعلنت الثلاثاء الماضي أنها ستخفف عملياتها في وسط البلاد وشمالها، لاسيما في محيط العاصمة كييف، بغية التفرغ للعمليات العسكرية في الشرق الأوكراني وفق تعبيرها.
إلا أن السلطات الأوكرانية وحلفاءها الغربيين شككوا في تلك النوايا الروسية، مرجحين أن تعيد روسيا رص صفوف قواتها وتموضعهم، متوقعة قتالا عنيفاً مقبلا سواء في شرق البلاد وجنوبه أو بمحيط العاصمة. ومنذ انطلاق العملية الروسية على أراضي الجارة الغربية في 24 فبراير، لم يتمكن الروس حتى الآن من السيطرة على مدن كبرى في البلاد، باستثناء تقدم في الشرق والجنوب، وسط تأكيدات غربية بتكبد موسكو خسائر كبيرة.
بينما تترقب ماريوبول الساحلية جنوب شرق أوكرانيا منذ أسابيع عدة حلاً يفتح باب الإجلاء لآلاف المدنيين العالقين في المدينة المحاصرة من قبل القوات الروسية، زفت الرئاسة الأوكرانية اليوم السبت خبرا سارا.
فقد أعلن اليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني فولدومير زيلينسكي أن البلاد تتوقع أخبارا طيبة حول الإجلاء خلال هذين اليومين. كما أوضح أن الوفد الأوكراني توصل خلال المفاوضات التي جرت الثلاثاء الماضي في اسطنبول مع الوفد الروسي، إلى اتفاق حول تسريع عمليات الإجلاء. وقال في حديث للتلفزيون الرسمي الأوكراني، بحسب ما نقلت رويترز "أعتقد أننا سنسمع أخبارًا جيدة اليوم أو ربما غدًا بشأن إخلاء سكان ماريوبول ".
بالتزامن، أكدت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، أنه من المقرر فتح سبع ممرات إنسانية اليوم لإجلاء السكان من عدة مناطق محاصرة، مضيفة أن هذه الممرات تشمل واحدا لإجلاء المدنيين من ماريوبول بوسائل نقل خاصة وبالحافلات نحو مدينة برديانسك.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أكدت في وقت سابق أنها تترقب اليوم النجاح في محاولة إجلاء جديدة للعديد من المدنيين من المدينة المدمرة، بعد فشل مسعفيه أمس في إدخال مساعدات إليها، أو إخراج الآلاف منها وفق الخطة التي كانت معدة سلفاً، ووافق عليها الطرفان الروسي والأوكراني.
فيما أعلن زيلينسكي في مقطع مصور بُثّ ليل الجمعة السبت أن ممرات إنسانية فتحت في ثلاث مناطق، دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا.، حيث أجلي 6266 شخصا، بينهم 3071 من ماريوبول"، ولكن بحافلات وسيارات خاصة على ما يبدو. يذكر أن محاولات متكررة جرت على مر الأسابيع الماضية لفتح ممرات آمنة تسهل خروج آلاف المدنيين المحاصرين (170 ألف بحسب السلطات الأوكرانية) في تلك المدينة بظروف إنسانية كارثية، لكنها فشلت. فيما حمل كل جانب الطرف الآخر المسؤولية.
ومنذ انطلاق العملية العسكرية التي وصفتها موسكو بالمحدودة في 24 فبراير الماضي، على الأراضي الأوكرانية، شكلت ماريوبول التي تطل على بحر آزوف، هدفاً استراتيجياً لموسكو، لاسيما أن السيطرة عليها ستتيح ربط المناطق الواقعة تحت سلطة الانفصاليين الموالين للروس في الشرق، مع شبه جزيرة القرم (جنوبا) التي ضمتها روسيا إلى أراضيها عام 2014.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
بعد تحوّلها إلى مدينة أشباح زيلينسكي يقول حصار روسيا ماريوبول رعباً سيبقى في الأذهان لقرون
ثلاث زعماء أوروبيين في زيارة مفاجئة لأوكرانيا وزيلينسكي يشيد بشجاعتهم ودعمهم بلاده