بيروت - لبنان اليوم
لا تتعاطى موسكو مع الملف اللبناني بوصفه ملفاً تابعاً للملف السوري. فالعلاقة الروسية مع سورية مختلفة لأسباب عديدة، مكنتها من امتلاك نفوذ حقيقي وعملي عبر أدوات سياسية وعسكرية، في حين أن قدرة اكتساب موسكو نفوذاً في لبنان يبدو ضعيفاً، لكنها بالرغم من ذلك تسعى إلى دور سياسي في بيروت.
ووفق مصادر مطلعة فإن الهدف الروسي الحقيقي في لبنان، هو دعم عملية تعطيل الأهداف الأميركية، أي تأمين غطاء دولي أو نوع من التوازن السياسي والإعلامي لحلفائها أو لأعداء خصومها في لبنان من دون أن تدخل في لعبة دعم طرف دون آخر في لبنان.
وأشارت المصادر إلى أن موسكو تدرك أنها من المستحيل أن تنافس إيران على نفوذها في لبنان، وكذلك لا يمكنها أخذ مكان السعودية أو واشنطن، لذلك تسعى لأن تكون مساهماً في ضرب المشاريع الأميركية لا أكثر ولا أقل.
وتعتبر المصادر أن الهدف الأميركي من لبنان بشكل أساسي هو الهدف الروسي، وهو الإستثمار في الثورة الغازية في البحر، ولهذا تعمل واشنطن بأن تكون جزءاً من هذا الإستثمار، وأن تؤمن حصة لإسرائيل من خلال إقتطاع جزء من البلوك النفطي على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، من هنا يمكن القول أن موسكو تسعى بدورها إلى تعطيل كل مشاريع الضغط على "حزب الله"، وذلك لتسهل عليه عملية منع إستثمار واشنطن في هذا القطاع.
وترى المصادر أن موسكو ترى في الغاز اللبناني أهمية إستراتيجية، إذ يشكل المخزون في الساحل اللبناني والسوري نحو 10 في المئة من المخزون العالمي، وتالياً فإن منع واشنطن من الحصول عليه، يعني أن روسيا ستزيد قدرة على التحكم بسوق الغاز الذي يتركز فيها وفي إيران والعراق.
ولفتت المصادر إلى أن موسكو ليست في وارد الدخول في لعبة الوساطات حالياً، وكل ما يحكى عن هكذا دور غير دقيق، وهي تلتقي بجميع الأفرقاء بناء على طلبهم هم، من دون أن يكون لها أي مبادرة رسمية صادرة عنها، إذ ترى أن المتضرر من الفوضى التي قد تحصل في لبنان عليه هو أن يمنعها عبر تقديم عروض أو مبادرات للأفرقاء السياسيين في لبنان.
وتقول المصادر أن النشاط السياسي الروسي، والحركة الديبلوماسية الروسية تجاه لبنان ستزيد خلال المرحلة المقبلة، لكن تحت هذا السقف من الأهداف والتوقعات.
قد يهمك ايضا:
مكتب الحريري يؤكد أن سياسة محاولة تسجيل النقاط التي ينتهجها التيار الوطني الحر غير مسؤولة
مُتظاهرو صور في جنوب لبنان يُندّدون بـ"الغزو الغوغائي" على المُعتصمين السلميين