أحد عناصر الجيش السوري الحر
دمشق ـ وكالات
أعلنت المعارضة السورية، "سقوط 30 قتيلاً الإثنين، في مجزرة ارتكبها الجيش السوري في معضمية الشام"، وسط تسريب أنباء عن وصية للرئيس بشار الأسد أبلغ فيها قادته العسكريين أنه في حال إغتياله، فإنه يمنح تفويضًا ميدانيًا لكبار قادة الجيش والاستخبارات بشن غارات صاروخية مستمرة تجاه أهداف إسرائيلية وأميركية،
فيما حذرت منظمة الإغاثة الإنسانية من وقوع كارثة إنسانية كبيرة نتيجة للحرب في سورية، بالتزامن مع سقوط قذيفة سورية في حقل على الحدود التركية ـ السورية، من دون أن تسفر عن خسائر في الأرواح.
وأفادت لجان التنسيق المحلية السورية، بمقتل 30 شخصًا في مجزرة ارتكبها الجيش السوري في معضمية الشام فيما قالت شبكة "شام" الإخبارية، إن الطيران السوري قصف الأحد، مدينة دوما مما أسفر عن مقتل 14 شخصًا، أما في إعزاز في حلب فخلف القصف 43 قتيلاً بينهم 4 أطفال وإمرأة، كما تم العثور على 4 قتلى في مدينة القصير في حمص تم إعدامهم ميدانيًا، بالإضافة إلى 4 قتلى من بقرص سقطوا أثناء حصار مطار دير الزور العسكري ، ومن بين القتلى 15 طفلا و6 سيدات، وفي دير الزور سقط 12 قتيلاً بينهم طفلة، وفي إدلب 5 قتلى بينهم طفلان، وفي حماة 3 بينهم طفلة، وفي الرقة قتيل واحد".
وقالت لجان التنسيق السورية "المعارضة"، إن أعمال القتال التي شهدتها سورية الأحد، أسفرت عن مقتل 140 شخصًا في مناطق متفرقة من البلاد، غالبيتهم في دمشق وريفها، وأن الغارات الجوية والقصف المدفعي على مناطق الغوطة الشرقية كان الاعنف، لاسيما على بلدة حزة، كما شهدت مدينتا حلب واعزاز غارات عنيفة وعم الدمار وانتشرت الحرائق في مدينة داريا، في حين أكدت وكالة "سانا" الرسمية مقتل عدد ممن وصفتهم بـ"الإرهابيين" وتدمير سياراتهم في حلب ودير الزور وريف دمشق، وإحباط محاولة تفجير سيارتين مفخختين في ريف درعا.
وأفاد ناشطون بأن "مقاتلي المعارض المسلحة، يخوضون معارك عنيفة مع الجيش الحكومي حول مطار كويرس العسكري في ريف حلب، بينما يقصفون بالمدفعية مطار منغ العسكري في ريف المدينة، وأن الجيش الحر تمكن من إسقاط طائرة حربية كانت تقوم بعمليات قصف جوي على مدينة طيبة الإمام في حماة، وأن الطائرة سقطت غرب قرية قمحانة، وفي حلب، أسر الجيش الحر ضابطين من مطار "منغ" العسكري في ريف حلب الشمالي، ورفعوا العلم على أسوار المطار، كما أسروا ضابطًا برتبة رائد طيار من مرتبات مطار التيفور، وأنه مدير البرج ومسؤول التنسيق وحركة الإقلاع في المطار، وفي ريف دمشق تستمر الاشتباكات بين الجيشين الحر والحكومي للسيطرة على درايا"، وفقًا لما ذكر مراسل "سكاي نيوز عربية".
وبث ناشطون على شبكة الإنترنت، "شريطًا مصورًا يظهر الاشتباكات وعمليات القصف التي تدور في مدينة داريا، وأن الجيش السوري يدك المدينة بقصف مدفعي، وأن القصف طال دورًا للعبادة، حسب تعبيرهم، فيما أظهر شريط آخر آثار الخراب والدمار الذي لحق في المدينة نتيجة العمليات والاشتباكات المسلحة، وأن القصف الذي شنته قوات الجيش ألحق حرائق وأضرارًا كبيرة، كما تعرضت بلدة بيت سحم في ريف دمشق للحصار أيضًا، وسط ما وصفه ناشطون معارضون، بـ"حالة إنسانية صعبة جدًا" نتيجة انقطاع التيار الكهربائي والماء والاتصالات وفقدان كامل لمادة الوقود.
في سياق متصل، قالت منظمة الإغاثة الإنسانية "اللجنة الدولية للإنقاذ"، في تقرير لها، إن "الشرق الأوسط يواجه كارثة إنسانية كبيرة نتيجة للحرب في سورية، وأن الاغتصاب هو ظاهرة بارزة للحرب هناك وغالبًا ما يحدث أمام عائلات الضحايا، وأن الأرقام تشير إلى أن نحو مليوني شخص شُردوا من منازلهم في سورية الآن"، داعية إلى استجابة أكبر في مواجهة هذه الأزمة الإنسانية، واصفة رد الفعل الدولي تجاه الأزمة بأنه "غير كاف" إلى حد كبير.
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان "المعارض"، إن "3500 طفل قتلوا في سورية منذ بدء الانتفاضة السلمية في آذار/مارس من العام 2011، والتي تحولت إلى تمرد مسلح إثر قمع الحكومة لها"، فيما قدرت الأمم المتحدة عدد القتلى في سورية بنحو 60 ألف شخص منذ بدء الانتفاضة.
كما سقطت قذيفة سورية في حقل قريب من قرية "أقتشه باغلار" التابعة لمدينة كيليس التركية على الحدود التركية ـ السورية، من دون أن تسفر عن خسائر في الأرواح، في الوقت الذي نقلت فيه وكالة أنباء الأناضول عن مصادر التركية قولها، إن القذيفة وقعت في حقل زيتون تابع لأحد المواطنين الأتراك، على الحدود التركية ـ السورية.
وهرعت قوات الدرك إلى مكان وقوع القذيفة وطوقت المكان، وأبعدت المواطنين خشية وقوع قذائف أخرى، وقامت بجمع شظايا القذيفة من الحقل، وألحقت القذيفة ضررًا ببعض أشجار الزيتون، وخلفت حفرة بعمق متر ونصف وعرض 8 أمتار تقريبًا، ولا تزال أعمال البحث عن الشظايا مستمرة.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تسقط فيها قذائف سورية في الأراضي التركية، وسقطت إحداها على بيت ببلدة "آقتشه قلعه" في محافظة "أورفا"، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي مما أدّى إلى مقتل 5 أتراك، وتبع تلك الحادثة استصدار الحكومة التركية، مذكرة من البرلمان التركي، تفوضها فيها شن عمليات عسكرية خارج الحدود.
من جهته، أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، في ختام اجتماع طاريء لوزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة في القاهرة، الأحد، ضرورة اتخاذ التدابير كافة اللازمة من أجل مواجهة الوضع الإنساني والاجتماعي الخطير الذي يعيشه اللاجئون السوريون في دول الجوار وبخاصة في لبنان والأردن، مضيفًا أن "الطريق الوحيد المتاح لإنهاء الأزمة السورية هو فرض وقف لإطلاق النار بواسطة قوة لحفظ السلام، تتشكل تطبيقًا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وأنه بات واضحًا أن ما طالبت به الدول العربية منذ مدة بأن يتدخل مجلس الأمن بشكل حاسم، بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لفرض وقف إطلاق النار بقرار ملزم، هو الطريق الوحيد المتاح الآن لإنهاء القتال الدائر."
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف، أن "إبعاد الرئيس بشار الأسد من السلطة، لم يكن ضمن الاتفاق الدولي لحل الأزمة، وهو أمر غير ممكن التطبيق"، معتبرًا أن "خطاب الأسد الأخير، لم يقدم ما كان منتظرًا منه، وأنه لا يهدئ المعارضة، ولكنه دعا خصوم الأسد إلى تقديم مقترحات بديلة يمكن أن تفضي إلى مباحثات من أجل السلم".
وأكدت روسيا دعمها، السبت، لخطة مرحلة انتقالية اتفق عليها في جنيف يوم 30 تموز/يوليو، ولكنها لم تطبق لاستمرار القتال، فيا يقوم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي، بالترويج لهذه الخطة، التي تتضمن تسليم السلطة إلى حكومة انتقالية، ولكنها لا تشير صراحة إلى موقع الأسد في المرحلة الانتقالية، وتخشى موسكو أن يميل الإبراهيمي إلى تفسير صارم للخطة، يقضي بإبعاد الأسد وأقرب معاونيه من الحكومة الانتقالية.
في غضون ذلك، رصدت الصحف العربية، الإثنين، أحدث المستجدات على الصعيد الإقليمي، وحظي المشهد السوري بنصيب الأسد من الاهتمام، وسط توقعات بانهيار مفاجئ للنظام هناك، فقد كتبت صحيفة "الشروق أون لاين" الجزائرية بعنوان: هذه وصية الأسد في حال إغتياله!، في حين نقل موقع "أخبار بلدنا" عن مصادر سياسية سورية رفيعة المستوى، إن "القيادة السورية عقدت سلسلة اجتماعات أمنية خاصة برئاسة بشار الأسد، أبلغوه فيها أن القوى الدولية يستحيل أن تشن عملية عسكرية كبرى ضد سورية، لكن من المحتمل وضع خطة تنفذها أجهزة إستخبارات دولية وإقليمية، ترتكز على تهريب نوع غامض من الصواريخ الأميركية السرية إلى الأراضي السورية، إذ تنطلق هذه الصواريخ بتقنيات بسيطة، لكن بقدرات عالية ودقيقة لاستهداف مقرات يحتمل أن يتواجد فيها الأسد.
وبحسب المعلومات، فإن الأسد قد أبلغ قادته العسكريين أنه في حال نجاح عملية من هذا النوع، وأدت إلى إغتياله، فإنه يمنح تفويضًا ميدانيًا لكبار القادة في الجيش والإستخبارات بشن غارات صاروخية مستمرة تجاه أهداف داخل إسرائيل، وكذلك إطلاق صواريخ ضد قطع عسكرية أميركية وإسرائيلية في البحر الأحمر، والبحر الأبيض المتوسط، وتعطيل حركة الملاحة الجوية فوق البحر الأبيض المتوسط، عبر استهداف طائرات مدنية أوروبي.
ونقلت صحيفة "الوطن" السعودية عن مصادر وصفتها بالاستخباراتية قولها إن "الرئيس بشار الأسد، يقيم مع أسرته ومقربين محدودين منه على متن سفينة حربية في عرض البحر المتوسط، تحت حراسة روسية، وأنه يتنقل من وإلى السفينة الحربية بواسطة مروحية تحمله إلى موقع ما داخل سورية، وينقل بعدها عبر سيارات عادية إلى قصر الشعب تحت حراسة مشددة، في حال كان لديه موعد لاستقبال رسمي أو بروتوكولي".