بغداد / بيروت - كمال الأخوي
تشهد دول العراق ولبنان منذ أكتوبر الماضي، مظاهرات قوية ضد الفساد والطائفية، في محاولة شعبية لإنهاء الوصاية الإيرانية على هذه الدول عبر أدواتها الطائفية.
لحقت أخيرًا إيران بهذه المظاهرات احتجاجًا على تردي الأوضاع الاقتصادية، فيما يمكن وصفه بالثورة في الإمبراطورية الفارسية أو الهلال الإيراني الذي نسجه ملالي طهران.
احتجاجات العراق
واندلعت احتجاجات العراق في الأول من أكتوبر الماضي، احتجاجًا على تردي الخدمات وتفشي الفساد والبطالة، وفي الوقت الذي قررت فيه قوات الشرطة وجماعات مسلحة تابعة لإيران، مواجهة المتظاهرين بالقوة، وسقط بالفعل عشرات القتلى والمصابين، علت هتافات العراقيين، ضد الطائفية والوصاية الإيرانية.
وطالب العراقيون بإنهاء المحاصصة الطائفية المتبعة في تقاسم السلطة منذ الاحتلال الأميركي للعراق في عام 2003، والتي تسيطر من خلال إيران على مقاليد الحكم في العراق، وأعلن العراقيون رفضهم للتدخلات الإيرانية وتوجيهات المرشد الإيراني علي خامنئي، للمسؤولين العراقيين.
مظاهرات لبنان
وفي السابع عشر من أكتوبر الماضي، لحقت لبنان بمظاهرات العراق، احتجاجًا على قرارات الحكومة بفرض ضرائب جديدة في ظل أزمة اقتصادية يمر بها البلد، وطالب المتظاهرون برحيل الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان، بشكل كامل لما تمثله من فساد وطائفية لم تعد مقبولة، ولذلك لم يهدأ الشارع باستقالة رئيس الوزراء سعد الحريري.
وحاول حزب الله اللبناني، مواجهة المتظاهرين بالقوة، واعتدى على المتظاهرات، كما حاول على المستوى السياسي منع استقالة الحكومة، للحفاظ على الوضع القائم، وعدم تأثر نفوذه، وهو ما يرفضه الشارع اللبناني.
اتهامات مرشد إيران
ولم تصمت إيران على مظاهرات لبنان والعراق، حيث رد المسؤولون فيها على الهتافات المعادية لها، ووصف المرشد الإيراني علي خامنئي، الاحتجاجات في البلدين، بأعمال الشغب التي تديرها أميركا وإسرائيل وبعض دول المنطقة الرجعية، وفق وصفه.
مظاهرات إيران
ولحقت إيران بالمظاهرات في الخامس عشر من نوفمبر الجاري، حيث شهدت الشوارع الإيرانية احتجاجات آلاف الإيرانيين على قرار رفع سعر الوقود ثلاثة أضعاف، وطالب متظاهرون بإسقاط حكم المرشد الديكتاتور، وفق وصفهم، وأن تعمل الحكومة لصالح الشعب الإيراني، وليس لتحقيق أهداف سياسية في المنطقة.
ويرى مسؤولون إيرانيون في الوقت الحالي أن هناك خطة دولية ضد إيران ومصالحها في المنطقة، تستهدف إسقاط الهلال الشيعي الذي تعمل إيران على بنائه والذي يضم كل من العراق وسوريا ولبنان، ولكنها ستواصل التصدي لهذه المؤامرات، وفق وصفها، بينما يرى سياسيون عرب أن هذه الاحتجاجات يجب أن تستمر لوقف التدخلات الإيرانية في المنطقة.
قد يهمك ايضا:
مكتب الحريري يؤكد أن سياسة محاولة تسجيل النقاط التي ينتهجها التيار الوطني الحر غير مسؤولة
الصفدي يرفض الحكومة اللبنانية والسنيورة يجدّد العهد للحريري خوفًا من الوقت