كابول - أعظم خان
اختفت مظاهر الحياة الطبيعية من كابول التي تحولت إلى مدينة أشباح في اليوم الثاني لسيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية وإعلانها النصر، وفقا للتقارير الواردة من هناك. هذا التحول بوضوح في مركز المدينة المقفر، وقد أغلقت العشرات من محلات السجاد والمجوهرات أبوابها، وكذلك المقاهي الصغيرة في شارع "تشيكين" المزدحم عادة.
ويقول أصحاب الأعمال التجارية إنهم اتخذوا هذه الخطوة لحماية محلاتهم وبضائعهم، كما عبّر بعضهم عن قلقهم بخصوص من الذين سيكونون زبائنهم في المستقبل.
وقال أحد أصحاب المتاجر "أنا في حالة صدمة كاملة. دخول طالبان أرعبني، لكن مغادرة الرئيس أشرف غني، وتركنا جميعا في هذا الوضع، هو الأسوأ على الإطلاق".وقال عدد من سكان كابل إن الدوائر الحكومية خالية، وكذلك حي السفارات غير البعيد عن مطار كابل والذي أصبح مهجورا بالكامل مع مغادرة الدبلوماسيين وعائلاتهم البلاد.
لكن طالبان تقول إنه سيكون بمقدور الناس استئناف أنشطتهم اليومية قريبا، وأكد أحد قادة الحركة لرويترز إن "الحياة الطبيعية ستستمر وبطريقة أفضل بكثير" مما كانت عليه
كشف المتحدث باسم حركة طالبان أن الحركة تعمل على تشكيل حكومة جديدة في أفغانستان، مشيرا إلى أن طالبان طلبت من مقاتليها عدم التعرض للمدنيين، في الوقت الذي تسعى فيه الحركة لتقديم نفسها للمواطنين الأفغان بصورة أكثر اعتدالا.
ونفى المتحدث باسم الحركة، سهيل شاهين، أن تكون ثمة نية لدى الحركة لشن هجمات انتقامية على المتعاونين مع الولايات المتحدة من المواطنين الأفغان. ونفى شاهين تقارير عن منع مقاتلي الحركة النساء من الدخول إلى مقر الجامعة في مدينة هيرات، قال إن "سياسة الحركة تضمن حق النساء في العمل والتعليم"، وإن ما يحدث على الأرض قد يكون "حالات فردية"، مشددا على أن من لم يمتثل لتعليمات الحركة من مقاتلي طالبان سينال الجزاء اللازم.كما استهجن شاهين ورود تقارير عن تردد مقاتلي طالبان على بيوت عدد من المتعاونين مع الولايات المتحدة لترويعهم، بالقول إن "سياستنا لا تشمل عمليات انتقامية، ولكن هناك الكثير من الإشاعات المنتشرة لتشويه صورة الحركة".
وأكد شاهين التزام الحركة بقانون الشريعة الإسلامية، وعزمها تشكيل محاكم، تعين قضاتها حكومة طالبان، لضمان تحقيق العدالة، كما أكد أن الشرطة الدينية التي يُعتزم تشكيلها "ستكون مهمتها مساعدة الناس". وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كانت عقوبات تالمحاكم ستتضمن الرجم وقطع الأيدي والإعدام العلني، قال شاهين إن الحركة ستلتزم بحدود الشريعة الإسلامية، وإن أي عقوبات من هذا النوع ستحددها المحاكم التي تعتزم الحكومة تشكيلها، عقب انتقال السلطة سلميا إلى حكومة طالبان.
وأكد شاهين أن الحركة ستسمح بحرية الصحافة في انتقادها، لكنه أجاب عن سؤال حول ما إذا كانت طالبان ستضمن خروجا آمنا لمن يرغبون في مغادرة البلاد، بالقول إن "المواطنين لا يجب أن يغادروا أفغانستان لأن البلاد في حاجة إليهم وفي حاجة إلى وحدة وطنية لطي صفحة الحرب والعيش في سلام"
وقال مسؤول اخر في حركة طالبان إن مقاتلي الحركة بدأوا بجمع الأسلحة من المدنيين في العاصمة الأفغانية كابول اليوم الإثنين، لأن الناس لم يعودوا بحاجة إليها من أجل الحماية الشخصية، حسب قولهم. وقال مسؤول في طالبان "نحن نفهم أن الناس كانوا يحتفظون بالسلاح من أجل سلامتهم الشخصية، يمكنهم الآن أن يشعروا بالأمان. لسنا هنا لإلحاق الأذى بالمدنيين الابرياء .
وقال صلاد مولسكين، مدير مجموعة "إم أو بي واي" الإعلامية، وهو أحد سكان كابول، في تغريدة على تويتر إن مقاتلي طالبان جاءوا إلى مبنى شركته للاستفسار عن الأسلحة المخصصة للحراس المسؤولين عن أمن الشركة.
و قالت حركة طالبان، في بيان، إنها كسرت، أخيرا، مقاومة قوات الجيش الأفغاني الخاصة في مطار قندهار، وأجبرت الآلاف منهم على الاستسلام.
وحاصر مقاتلو طالبان قوات الجيش الأفغاني، على مدى الأيام الثلاثة الماضية.
وتعتبر قندهار، ثاني أكبر مدن أفغانستان، مقرا لقاعدة باغرام الجوية، مركز عمليات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في البلاد. تفيد الأنباء الواردة من أفغانستان بوقوع عدد من القتلى، في صالة الركاب بمطار كابول الدولي، في ظل حالة من التزاحم والفوضى؛ إثر محاولة مئات الأشخاص مغادرة البلاد هربا من حركة طالبان.
وقال شهود عيان إن خمسة أشخاص، على الأقل، قُتلوا ونُقلت جثثهم إلى سيارة خارج المطار، مضيفين أنهم لم يتبينوا ما إذا كان القتلى قد سقطوا بطلقات نارية أم نتيجة للتدافع. ونقلت الوكالة عن شهود آخرين القول إن عددا من الطائرات غادرت العاصمة الأفغانية.
و نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن شهود عيان القول إن 3 أشخاص قُتلوا، إثر إطلاق نار في صالة الركاب بمطار كابل، وإنهم رأوا الجثث الملطخة بالدماء ملقاة على الأرض. ولم يحدد تقرير الصحيفة مصدر إطلاق النار. وكان مسؤول أمريكي قد قال، في وقت سابق، إن القوات الأمريكية، المسؤولة عن تأمين مطار كابل، أطلقت النار في الهواء لتفريق الحشود.
قد يهمك أيضاً :