الانتخابات الرئاسية في لبنان

الى جانب الحراك الدبلوماسي الذي تشهده الساحة المحلية لكسر الجمود الرئاسي، خاصة من قبل السفير السعودي وليد بخاري والسفيرة الاميركية دوروثي شيا، حراك لبناني يتمثل بجولة يقوم بها نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب على المرجعيات والقوى السياسية، وأخرى للنائب غسان سكاف الذي يحمل مبادرة ويجول على الكتل النيابية للتباحث والتشاور، متوقّعاً في حديث صحافي، التوصّل الى اسم مرشح موحّد للمعارضة نهاية الأسبوع الحالي. فما هي حظوظ نجاح هذه المبادرة؟

النائب وضاح صادق يقول لـ”المركزية”: “زارنا النائب سكاف أمس في مكتبنا في “خط أحمر” حيث التقيته مع النائبين مارك ضو وميشال دويهي، واستطلع آراءنا في الموضوع الرئاسي. برأيي، مرشح المعارضة الاساسي الذي يحظى بأعلى نسبة من الأصوات هو صلاح حنين. كما أعتقد ان سكاف بدأ يتلمّس بأن أكثرية الأصوات تصبّ لصالح حنين. وهنا لا أشمل الجميع لأن الامور ما زالت ضمن المشاورات”.

ويضيف: “أما بوصعب فيزورنا الثلاثاء المقبل، وسنحضر اللقاء أنا والنائبين ضو ودويهي إضافة الى النائبين الياس جرادة وشربل مسعد، سنكون نحو سبعة نواب تغييريين ومستقلين، وعندها نطّلع على ما يطرحه في جولته”.

لكن في حال وصلت المعارضة الى اسم مرشح موحّد وبقي “حزب الله” مصراً على مرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، كيف ستواجه المعارضة الأمر، يجيب صادق: “حزب الله عطّل البلد سنتين ونصف السنة من قبل من أجل ايصال مرشحه الرئيس ميشال عون، لكننا اليوم نتمنى أن يكون لديه الإدراك اللازم، لأننا نعرف ان جزءا من قراره يتعلّق بالمحور الخارجي، بأن بيئته وشارعه وجمهوره يعاني ككل لبنان، وهو في حال انهيار كامل. اليوم إذا أصرّ على إما رئيس الجمهورية الذي يختاره هو من خطه السياسي ومن محوره وسيفرضه علينا أو لا رئيس للجمهورية، فبالنسبة لنا نقول: اما رئيس جمهورية يمثّل الشعب اللبناني ومطالبه والاصلاح الذي نريده، او لا رئيس. وعندما نطالب برئيس إصلاحي، فهذا يعني أيضاً بأن هناك صفة لصيقة بهذه الصفة، وهو ان ليس لديه تاريخ من مشاركة سلطة الفساد. عندما نقول بأننا نريد رئيساً وطنياً وسيادياً، فالأمر لا يقتصر على مجرد شعارات نحملها”.

ويتابع: “لا يجوز ان ينتمي هذا الرئيس الى أي محور ، لا نتحدّث فقط عن المحور السوري – الايراني، بل أيضاً عن السعودي – الخليجي والفرنسي واي محور آخر، لا نريده في أي محور، بل نريد رئيساً يتمتع بعلاقات جيدة مع الجميع يكون محوره الوحيد داخل لبنان. هذه الصفات التي نضعها. لكن عندما يخبرنا حزب الله على لسان الشيخ نعيم قاسم بأن او فرنجية او الفراغ، فما الذي يعنيه ذلك؟ ما هذا الشريك في الوطن الذي يضع معادلة كهذه. ويقول ايضاً بأن “الفريق الآخر” ليس لديه مرشح، في حين أننا توجهنا الى المجلس النيابي وصوّتنا نحو 50 نائبا للنائب ميشال معوض، بينما هم صوّتوا بالورقة البيضاء. فكيف لا يكون لدينا مرشح؟”

ويختم صادق: “اليوم كمعارضة نتجه نحو مرشح واحد سنتوحد حوله وندعمه. نطالب رئيس المجلس النيابي نبيه بري الدعوة الى جلسة لانتخاب رئيس، لأن البلد لم يعد يحتمل. نتمنى ان يصل المرشح الذي يمثلنا، كما ان الفريق الآخر يتمنى أيضاً ان يصل مرشحهم. لكن لا نحن نستطيع ايصال مرشحنا لأنهم يملكون 43 صوتاً لتعطيل النصاب، ولا هم يستطيعون ذلك لأننا نملك 43 صوتاً لتعطيله ايضا. هناك اسماء في الوسط، كصلاح حنين، ونعمة افرام، وجهاد ازعور، وزياد بارود، فلنجلس ونتناقش حول الاسماء الوسطية. لكن لا يمكن القول “مرشحي او الفراغ” . هناك أمل في إنجاز هذا الاستحقاق، إنما المطلوب ان يكون لدى الفريق الآخر حس المنطق وأن يشعروا بوضع البلد وان يأتوا لنجلس ونتناقش ونرى من يمكننا ان نوصل الى الرئاسة وليس تحت عنوان نحن او لا احد”.

قد يهمك ايضاً

الكتل النيابية اللبنانية بين رفع الدّعم أو المسّ بما تبقّى مِن ودائع المواطنين

عون يستعد للتشاور مع الكتل النيابية حول تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان