رام الله - وليد ابوسرحان
تشُنُّ أوساطٌ إسرائيليةٌ حملةَ انتقادات منظمة لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وانتقاده شخصيًا على خلفية الاتفاق النووي مع إيران، وجاء التصعيد الإسرائيلي في انتقاد اوباما عقب اتهام أوساط في البيت الأبيض رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه رجل ضعيف ومتهور.
وردًّا على الانتقادات الأميركية التي وُجِّهت لنتنياهو جرَّاء
انتقاداته لاتفاق جنيف النووي مع إيران صعدت إسرائيل، ليلة الثلاثاء، عبر وسائل إعلامها من لهجتها ضد إدارة أوباما، وذلك في سياق الهجمة الإعلامية التي يشنها رئيس الوزراء الاسرائيلي ضد اتفاق جنيف المرحلي مع إيران.
وفيما نقلت المواقع العبرية، الإثنين، تصريحات مختلفة لمسؤولين رفيعي المستوى اتهمت إدارة أوباما بالتهرب من مواجهة إيران، والسعي إلى الإبقاء على الوضع الراهن مع إيران للرئيس المقبل، نقلت الإذاعة العبرية والقناة "العاشرة"، ليلة الثلاثاء، أن مسؤولين سياسيين رفيعي المستوى شنُّوا هجومًا حادًا على إدارة أوباما، واتهموها بالتهاون في مواجهة إيران، وفي تهاوي نظام العقوبات الدولي على إيران. وتساءل هؤلاء: ماذا يتوقع أوباما من نتنياهو وهو يرى تهاوي نظام العقوبات من جهة ومضي إيران في مشروعها النووي، هل ينتظر أن يسكت نتنياهو وأن يكتفي بتوجيه رسالة بالفاكس للإدارة الأميركية؟
ولفت المراسل السياسي للإذاعة الإسرائيلية تشيكو منشيه، صباح اليوم الثلاثاء، أنه لاحظ أن اللهجة الشديدة في التصعيد الإسرائيلي، تشبه إلى حد بعيد وبصورة شبه حرفية العبارات التي استعملتها إسرائيل في التاسع عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، عشية التوقيع على اتفاق جنيف مع إيران.
وأكَّد منشيه أنه تبين له بعد العودة إلى تلك التصريحات أنها تكاد تكون متطابقة، وأنه يبدو أن هناك أوامر عليا لتصعيد لهجة الخطاب ضد إدارة الرئيس أوباما، على الرغم من فترة قصيرة من التهدئة في الحرب الكلامية بين إسرائيل والولايات المتحدة على خلفية الملف الإيراني.
في المقابل، خرجت صحيفة "هآرتس"، صباح اليوم، بعنوان رئيسي يشكو مشاعر الإحباط عند الإدارة الأميركية من استئناف الهجوم الكلامي من قِبل متحدثين إسرائيليين ضد إدارة الرئيس براك أوباما في الشأن الإيراني.
وأوضحت الصحيفة، على غرار ما أكَّده المراسل السياسي للإذاعة الإسرائيلية، أن إسرائيل تبرز بشكل خاص وجود إزمة ثقة تجاه الرئيس أوباما وكبار مستشاريه وخاصة مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، ورئيس طاقم البيت الأبيض دنيس ماكدونو.
ولفتت "هآرتس" في هذا السياق إلى "أجواء الشك وعدم الثقة" السائدة في هذه الأيام بين البيت الأبيض وبين ديوان نتنياهو.
وكما تعتمد إسرائيل الرسمية في حربها الكلامية على تصريحات لمسؤولين رفيعي المستوى لا يتم الكشف عن هويتهم، فقد حَذَت الإدارة الأميركية حَذْوَها هي الأخرى، إذ نقلت "هآرتس" عن مصدر رفيع المستوى، قالت إنه مقرب ومساهم في بلورة سياسة أوباما، قوله "إن الإدراة الأميركية لا تتهرب من المواجهة مع إيران ، ولكننا أمام فرصة تتمثل في نجاح العقوبات من جهة، ووجود قيادة جديدة في إيران، ووحدة حال دولية لم تتحق في الماضي، للسعي لحل المسألة الذرية الإيرانية بالطرق الدبلوماسية".
وبحسَب "هآرتس"، فإن أوباما والمقربين منه لا يفهمون سبب إصرار إسرائيل على التصعيد الكلامي بدلاً من الخوض في مفاوضات حثيثة بشأن صورة وشكل الاتفاق النهائي مع إيران.
ويشعر أوباما ورجال البيت الأبيض أن نتنياهو ورجله في الكونغرس رون دروما يشجعان أعضاء الحزب الجمهوري في الكونغرس على مهاجمة الرئيس أوباما في الملف الإيراني، ويُغذُّون الإعلام الأميركي برسائل سلبية مناهضة للاتفاق.