تظاهرات مناوئة لحكومة المالكي في العراق "صورة من الأرشيف"
تظاهرات مناوئة لحكومة المالكي في العراق "صورة من الأرشيف"
بغداد ـ جعفر النصراوي
قُتل 4 متظاهرين عراقيين، وأُصيب 19 آخرون بجروح، الجمعة، في اشتباكات مع قوات الجيش في مدينة الفلوجة غرب بغداد، خلال تظاهرة حاشدة معارضة لسياسية الحكومة تطالب بإطلاق سراح المعتقلين. وقال ضابط في شرطة الفلوجة برتبة نقيب، إن "4 من المتظاهرين قُتلوا، وأصيب 19 آخرين من
رفاقهم بجروح إثر وقوع اشتباكات بينهم وبين قوات الجيش في الفلوجة، إثر قيام الأخيرة بمنع متظاهرين من الوصول إلى موقع للتجمع عند المدخل الشرقي لمدينة الفلوجة، قام على إثرها بعض المتظاهرين بإلقاء زجاجات الماء والأحذية على الجنود، الذين ردّوا بإطلاق الرصاص في الهواء وبشكل عشوائي، مما أدى إلى وقوع القتلى والجرحى".
وأفاد المصدر ذاته، أن "قوات الجيش العراقي فتحت النار على المتظاهرين الذين عمدوا إلى إحراق سيارة عسكرية تابعة للجيش"، مشيرًا إلى أن العديد من مسؤولي الأمن يتخوفون من الفلوجة التي تشهد توترًا عاليًا الجمعة.
ومن جهتها، أعلنت السلطات العراقية أن "الاشتباكات اندلعت الجمعة في الفلوجة، وهي مدينة تقطنها غالبية سنية على بعد 50 كيلومترا شمال العاصمة بغداد، حين ألقى الجيش القبض على ثلاثة محتجين، واشتبك مع متظاهرين يلقون الحجارة ويحاولون قطع طريق رئيسي.
وقررت السلطات العراقية منع إقامة الصلاة الموحدة في محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى، وقامت بمصادرة خيام المعتصمين، فيما أعادت قوات الشرطة في مدينة الرمادي فتح الطريق المؤدي إلى ساحة الاعتصام بعدما قامت بإغلاقها صباح الجمعة.
ويشارك عدد من نواب "ائتلاف العراقية" ورئيس مجلس محافظة الأنبار، إلى جانب الآلاف من المحتجين، في جمعة "لا تراجع" في الفلوجة، في حين شارك عشرات الآلاف في صلاة الجمعة، وسط توتر أمني شديد، دفع خطيب الجمعة إلى حث المصلين على عدم الصدام مع الأمن، في الوقت الذي احتشد فيه الآلاف من أهالي محافظة الأنبار ومحافظات عراقية أخرى في ساحة الاعتصام في مدينة الرمادي، للمشاركة في المسيرة السلمية التي دعت إليها اللجان المنظمة للتظاهرات لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، حيث رفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها "لن نرحل حتى ترحل"، في رسالة إلى حكومة المالكي، كما أكد المعتصمون أنهم باقون في ساحاتهم حتى تنفّذ الحكومة مطالبهم كافة.
في السياق، أكد طبيب في مستشفى الفلوجة، رفض الكشف عن اسمه، وصول جثث 4 من المتظاهرين ومعالجة 19 آخرين أصيبوا بالرصاص، في الاشتباكات التي تُعتبر الأولى من نوعها التي تؤدي إلى وقوع ضحايا منذ اندلاع التظاهرات والاعتصامات قبل أكثر من شهر في أنحاء عدة من العراق، حيث نزل آلاف المحتجين إلى الشوارع في محافظة الأنبار منذ أواخر كانون الأول/ ديسمبر الماضي في تحد لحكومة نوري المالكي "الهشة"، المقسمة بين الشيعة والسنة والأكراد، بعد عام من انسحاب آخر جندي أميركي من العراق.