صورة من الارشيف لعنصر من الجيش السوري الحر
دمشق ـ وكالات
قتل 35 شخصًا جراء العمليات العسكرية في مدن سورية عدة، الأحد، في الوقت الذي تجري اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي للسيطرة على مطارات عسكرية في ريف حلب، فيما أفاد ناشطون أن مقاتلي المعارض المسلحة يخوضون معارك عنيفة مع الجيش النظامي حول مطار كويرس العسكري في ريف
حلب، بينما يقصفون بالمدفعية مطار منغ العسكري في ريف المدينة.
وبينما دعت موسكو، السبت، إلى البدء في عملية انتقالية سياسية في سورية، وذلك غداة إعلان الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي إلى هذا البلد أنه اتفق مع الروس والأميركيين على أن هذه العملية تعني تولي حكومة انتقالية "كل صلاحيات الدولة"، ما يطرح علامة استفهام بشأن الصلاحيات التي ستبقى للرئيس السوري بشار الاسد في هذه الحالة، بدأت في مقر جامعة الدول العربية، الأحد، أعمال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث تطورات الأزمة السورية، ويناقش الاجتماع، الأحد، برئاسة وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عدنان منصور، تطورات الأزمة الراهنة على الساحة السورية وانعكاساتها، خاصة أزمة النازحين السوريين إلى الدول المجاورة، حيث يستعرض الوزراء من خلال تقارير أوضاع هؤلاء خاصة في لبنان.
وفي ريف دمشق تستمر الاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي للسيطرة على درايا وفقًا لما ذكر مراسل "سكاي نيوز" عربية.
ووبث ناشطون على شبكة الإنترنت شريطًا مصورًا يظهر الاشتباكات وعمليات القصف التي تدور في المدينة.
وذكر الناشطون في الشريط أن الجيش السوري يدك المدينة بقصف مدفعي، كما أشاروا إلى أن القصف طال دورًا للعبادة، حسب تعبيرهم.
كما أظهر شريط آخر آثار الخراب والدمار الذي لحق بالمدينة نتيجة العمليات والاشتباكات المسلحة التي تجري بين الجيشين السوري والحر، وذكر نشطاء من المجلس المحلي لمدينة داريا أن القصف الذي شنته قوات الجيش ألحق حرائق وأضرارًا كبيرة.
كما تعرضت بلدة بيت سحم في ريف دمشق إلى الحصار أيضًا، وسط ما وصفه ناشطون معارضون بـ "حالة إنسانية صعبة جدًا" نتيجة انقطاع التيار الكهربائي والماء والاتصالات، وفقدان كامل لمادة الوقود.
يأتي ذلك غداة يوم قتل فيه 120 سوريّا، في أعمال العنف التي تشهدها مدن سورية.
إلى ذلك، اشتد القتال، الأحد، في ريف دمشق وسط غارات جوية، كما وقعت اشتباكات في عدد من أحياء العاصمة السورية، في حين واصل الثوار استهداف مطارات عسكرية في حلب في محاولة لاقتحامها.
وقال ناشطون إن القتال بين الجيشين الحكومي والحر شمل اليوم جل بلدات الغوطة, وبينها داريا والمليحة وعقربا.
ويحتدم القتال على محاور عدة في ريف دمشق، خاصة على مشارف داريا التي تحاول القوات النظامية اقتحامها منذ شهرين وسط مقاومة عنيفة من مجموعات الثوار.
واستقدمت القوات الحكومية، مساء السبت، مزيدًا من الآليات والجنود لإحكام الطوق على المدينة. وكان ناشطون بثوا قبل أيام صورًا قالوا إنها لجنود حكوميين قتلوا أثناء محاولة سابقة لاقتحام المدينة.
وبالإضافة إلى داريا, جرت اشتباكات عنيفة، صباح الأحد، في محيط إدارة الدفاع الجوي في بلدة المليحة، وفق ما قالت شبكة "شام".
وتحدثت لجان التنسيق من جهتها عن اشتباكات عنيفة في الحجيرة وعلى الطريق السريعة بين دمشق والقنيطرة، وأيضًا في عقربا على مقربة من مطار دمشق الدولي.
وبالتزامن مع الاشتباكات، شن الطيران الحكومي غارات على بلدات جسرين والمليحة وعقربا وكفر بطنا، وصاحب الغارات قصف بالمدافع وراجمات الصواريخ، مما أوقع إصابات في صفوف المدنيين، وفق ناشطين.
وسُجل أيضًا قتال في حي برزة شمال غربي دمشق، وحيي والحجر الأسود والتضامن، بالإضافة إلى مخيم اليرموك جنوب المدينة.
وفي الوقت نفسه، تعرضت أحياء العسالي والحجر الأسود والقدم إلى القصف، بينما نفذت قوات الأمن حملة اعتقالات في حيي الشاغور ونهر عيشة، وعثر في حي الميدان على جثة رحل جرى إعدامه وفق ناشطين.
وقالت لجان التنسيق "إن ستة مدنيين قتلوا في دمشق وريفها حتى ظهر الأحد".
وخارج دمشق وريفها، جرت اشتباكات عنيفة في بصرى الحرير في درعا عندما حاولت القوات الحكومية مجددًا اقتحامها، لكنها خسرت مجددًا عددًا من الآليات وفق ناشطين.
وفي درعا أيضًا، أعلنت كتائب الثوار في المنطقة توحدها، وبدء تحرير المدينة التي تشهد بعض بلداتها منذ شهور قتالاً، كما هو الحال في طفس حيث قتل عنصر من الجيش الحر باشتباك وفقًا للجان التنسيق.
وتحدث ناشطون عن قصف عنيف على الرستن في حمص، وعن غارات جوية على طيبة الإمام في حماة، كما قُصفت بلدات في جبل الزاوية في إدلب، في حين عثر على قتيل قرب بلدة الحفة في اللاذقية. وقتل كذلك، الأحد، خمسة أشخاص في دير الزور، وثلاثة في درعا، وواحد في كل من إدلب وحلب، وفق حصيلة أولية للجان التنسيق.
ميدانيًا أيضًا، يدور قتال بين الثوار وقوات الأسد في محيط أكثر من مطار عسكري في ريف حلب بعد سقوط مطار تفتناز في ريف إدلب، في قبضة مجموعات بينها الجبهة الإسلامية السورية.
واندلع اشتباك عنيف، صباح الأحد، في محيط مطار منّغ العسكري الذي يحاصره الثوار منذ مدة، وتمكنوا من إعطاب مروحيات داخله.
وقال ناشطون إن الثوار قصفوا المطار بمدافع ودبابات استولوا عليها سابقًا. كما واصل الثوار قصف مطار النيرب العسكري، وقاموا، صباح الأحد، بقصف مطار الجرّاح، وهو مطار عسكري آخر في ريف حلب, بالصواريخ طبقًا للجان التنسيق المحلية.
من جهة أخرى, أُعلن، الأحد، عن انشقاق اللواء محمود أحمد العلي من وزارة الداخلية، ليلتحق بضباط ومسؤولين كبار انشقوا عن حكم الرئيس بشار الأسد.
وفي موازاة ذلك، وقعت 52 دولة عريضة تطالب مجلس الأمن بإحالة ملف الجرائم التي ارتكبت وترتكب في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، كما أعلنت سويسرا، وذلك على وقع تواصل المعارك وعمليات القصف والاشتباكات في مناطق عدة، ولا سيما في محيط العاصمة.
وفي بيان أصدرته، السبت، غداة اجتماع استغرق خمس ساعات بين الإبراهيمي ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز، ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في مقر الامم المتحدة في جنيف، أكدت الخارجية الروسية أن حل النزاع السوري يبدأ بوقف العنف فورًا، وبدء عملية انتقالية سياسية.
وقال البيان "في رأينا أن الأولوية هي لوقف فوري لكل أعمال العنف وإراقة الدماء، وإرسال المساعدات الإنسانية إلى السوريين، بمن فيهم النازحون واللاجئون"، مضيفًا أنه "في الوقت عينه يجب إطلاق عملية انتقالية سياسية في سورية يكون هدفها تضمين القانون المساواة في الحقوق المكفولة لكل المجموعات الإثنية والطائفية في هذا البلد".
وكان الإبراهيمي قال إثر اجتماعه مع المسؤولين الأميركي والروسي الجمعة "شددنا مجددًا على أنه من وجهة نظرنا لا حل عسكريًا للنزاع".
وإذ أوضح أنه يتحدث باسم الثلاثة، أضاف "شددنا كذلك على ضرورة التوصل إلى حل سياسي قائم على بيان جنيف" في 30 يونيو الماضي، و"الضرورة العاجلة لوقف إراقة الدماء والدمار وأعمال العنف".
ونص اتفاق مجموعة العمل بشأن سورية (الدول الخمس الكبرى وتركيا ودول من الجامعة العربية) في جنيف، في حزيران/ يونيو الماضي على تشكيل حكومة انتقالية بـ "صلاحيات كاملة"، من دون التطرق مباشرة إلى مصير الرئيس بشار الأسد.
وردًا على سؤال لـ "فرانس برس" رفضت وزارة الخارجية الروسية التعليق على تصريح الإبراهيمي بشأن موافقتها على التفسير الذي قدمه للعملية الانتقالية. وأكدت موسكو، السبت، من جديد دعمها لمهمة السلام التي يقوم بها الإبراهيمي، واستمرار المحادثات الثلاثية.
كما أعادت التأكيد على دعمها لخطة جنيف في 30 حزيران/ يونيو والتي تنص على تشكيل حكومة انتقالية تجمع كل أطراف النزاع. وقالت وزارة الخارجية "ننطلق من واقع أن هذه الوثيقة التوافقية تبقى صالحة والطريق الوحيد لتجاوز الأزمة". وفي بيان منفصل، أشارت الخارجية الروسية إلى أن بوغدانوف التقى في جنيف وفدًا سوريًا بقيادة المعارض ميشال كيلو.
وقالت الوزارة إنهما "يتقاسمان الرأي بأن المهمة الأولى هي وقف أعمال العنف فورًا، وبدء حوار وطني" بموجب بيان جنيف.
وتعهد بوغدانوف بمواصلة "الاتصالات بوتيرة حثيثة" مع الحكومة السورية والمعارضة.
من جهة ثانية، أعلنت سويسرا، السبت، أنها سترسل، الإثنين، إلى مجلس الأمن عريضة وقعها 52 بلدًا، تطالبه بإحالة ملف الجرائم المرتكبة في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقال وزير خارجية سويسرا ديديه برخالتر إن "جرائم حرب خطيرة ترتكب في سورية. يجب القيام بما من شأنه أن يحول دون مرورها من دون عقاب"، مضيفًا "إننا نقدم اقتراحا، وعلى مجلس الأمن أن يقرر الآن". وبما أن سورية لم تشارك في إنشاء هذه المحكمة، فإن تدخل مجلس الأمن الدولي ضروري للاحتكام إلى المحكمة الجنائية الدولية بشأن الجرائم المرتكبة خلال النزاع السوري المستمر منذ 22 شهرًا.
من جهته، حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، السبت، من خطورة وقوع مخزون الأسلحة الكيميائية السورية في "الايدي الخطأ"، مؤكدًا استعداد بلاده للتعامل مع أي طارئ.
وقال الملك عبد الله في مقابلة مع مجلة "لونوفيل أوبسرفاتور" الفرنسية، نشرت وكالة الأنباء الأردنية نصها: "كان الأردن أول دولة تحذر من خطر الأسلحة الكيماوية، والخوف الأكبر هو ما
يمكن أن يحدث لو وقعت مخزونات هذه الأسلحة في الايدي الخطأ".
وقدَّم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عرضًا في بداية الاجتماع للوضع الراهن على الساحة السورية وتطوراته في ما يتعلق بمهمة المبعوث الأممي - العربي المشترك إلى سورية، الأخضر الإبراهيمي، والاتصالات التي أجراها هو (الأمين العام للجامعة العربية) مع الأطراف المعنية على المستويين الإقليمي والدولي.
وأكد الحضور في كلماتهم على ضرورة السعي الحثيث من أجل توفير المساعدات والمعونات العاجلة للنازحين السوريين إلى الدول المجاورة، لتخفيف معاناتهم المعيشية والإنسانية، خاصة في ظل تفاقم الأزمة الراهنة على الساحة السورية، واستمرار عمليات النزوح.
وكان وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عدنان منصور دعا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري لبحث موضوع تدفق النازحين من سورية إلى لبنان.
وتشهد سورية منذ 15 مارس/ آذار 2011 مظاهرات تطالب بإسقاط الحكومة ما لبثت أن تحولت إلى أعمال عنف مسلح أسفرت، حتى الآن، عن مقتل نحو 60 ألفًا من المدنيين والقوات الحكومية، ومن مسلحين تصفهم الحكومة السورية بأنهم "إرهابيون مدعومون من الخارج".
وأدت الأوضاع في سورية إلى نزوح أكثر من 600 ألف سوري معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، غالبيتهم يوجد في لبنان.