دمشق - وكالات ذكر ناشطون أن 71 شخصًا لقوا مصرعهم، الخميس، جراء العنف المستمر في أنحاء متفرقة من سورية، بينهم 5 من أفراد الجيش الحر، فيما بحث أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون الوضع في سورية مع أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، والمبعوث المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي.  وفي حين رأى السفير الإيراني لدى بغداد حسن دانائي-فر، الخميس، أن حلاً سلميًا للصراع الجاري في سورية "بعيد المنال"، مشيرًا إلى أن البلاد باتت على شفير حرب أهلية .
 وفي الوقت ذاته قال السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله بن يحيى المعلمي إن الحكم السوري فقد شرعيته، ولم يعد قادرًا على الاستمرار في السلطة، مشددًا على أن التشبث بالسلطة على "جثث الشهداء" لا يمكن أن يطول فيما قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في أحدث تقاريرها أن 71 شخصًا قتلوا في محافظات ريف دمشق ودرعا وحمص.
وقال ناشطون إن اشتباكات دارت بين القوات الحكومية والجيش  الحر في مناطق مختلفة من البلاد، التي تمزقها الاحتجاجات  والعنف منذ مارس 2011، كما أن مناطق عدة تعرضت للقصف بأسلحة مختلفة.
ففي دمشق شهد الطريق المؤدي إلى مبنى وزارة الخارجية القديم في حي المهاجرين انتشارًا كثيفًا للقوات الحكومية وفي ريف دمشق تجدد القصف الحكومي براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدينة داريا، وعلى عدة بلدات بالغوطة الشرقية، فيما وقعت اشتباكات في محيط إدارة الدفاع الجوي في بلدة المليحة ومحيطها، وعلى طريق المتحلق الجنوبي من ناحية بلدة عين ترما، بينما تعرضت بلدة عقربا إلى قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ.
وفي حمص، تعرضت أحياء المدينة المحاصرة إلى قصف مدفعي  وبراجمات الصواريخ، بينما دارت اشتباكات على أطراف حي جورة الشياح وأحياء عدة في المدينة.
كما قصفت القوات الحكومية مدينة القصير في ريف حمص، وسط اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والحكومي في أكثر من محور على أطراف المدينة.
وفي حلب دارت اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والحكومي على أطراف حي صلاح الدين أما في درعا فتعرض ريفها إلى قصف جوي، وتحديدًا على مدينة بصرى الحرير، كما تعرضت مدينة الحراك إلى قصف بالمدفعية الثقيلة.
ومن جهته، قال المتحدث باسم الأمين العام للامم المتحدة إن بان كى مون والعربي جددا التأكيد على دعمها الجهود التي يبذلها الإبراهيمي في السعي للتوصّل إلى حلّ سياسي للأزمة في سورية.
وقد شارك المبعوث الخاص الأخضر الإبراهيمي بالاتصال الهاتفي الذي وصفه المتحدث بــ"المحادثات العميقة" بشأن الوضع في سورية.
ويأتي اتصال الخميس، بعد قول العربي، الإثنين، إنه لا توجد حتى الآن "أي بارقة أمل" في نجاح مهمة الإبراهيمي.
وكان الإبراهيمي قد عُيّن موفدًا الى سورية من قبل الأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر 2012، خلفًا للأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان الذي أقر بفشل مهمته، واستقال في الثاني من آب/أغسطس 2012.
وفي المقابل، عرض السفير الإيراني في حديث مع وكالة "فرانس برس" تقييمًا قاتمًا للاحداث الدامية الجارية في سورية منذ أكثر من 22 شهرًا.
ورد دانائي-فر على سؤال عما إذا كان يعتقد بأن السلام  قد يحل في سورية خلال العام الجاري اجاب "أعتقد أنه بعيد المنال".
وأضاف "ذلك أمر غير مرجح، لكن لاحظنا أيضًا وجود بعض الاشارات خلال الشهر أو الشهرين الماضيين" في إشارة إلى  تصريحات المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، والتي فسرتها إيران على أنها "نهاية لخيار العمليات العسكرية".
وتابع السفير قوله بواسطة مترجم في السفارة الإيرانية، أنه يعتقد بأن الصراع في سورية "فيه ملامح حرب أهلية" موضحًا أن "هناك خصوما خطرين ومدافعين شرسين (عن النظام) يقاتلون بعضهم".
وتابع "أنا لا أقول إن أي شخص يعارض الحكومة السورية هو إرهابي، لكن أقول إنهم أوجدوا ظروفًا أفسحت المجال للمرتزقة لضخ المال والسلاح داخل سورية".
وقدر الدبلوماسي الايراني أن "سبعين في المائة" من مقاتلي المعارضة في سورية ينتمون إلى "جبهة النصرة"، التي نفذت تفجيرات انتحارية في البلاد، لكنها تطورت لتصبح قوة قتالية لا يستهان بها تقود الهجمات في جميع أنحاء سورية.
وصنفت الولايات المتحدة هذه المنظمة على قائمة المنظمات "الارهابية" بسبب ما وصف بأساليبها المتطرفة، والاشتباه فى انتمائها الى تنظيم القاعدة في العراق.
وفي الوقت نفسه ذكر السفير السعودي المعلمي في جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن الشرق الأوسط "لقد بات جليًا للعيان ان النظام السوري فقد شرعيته، ولم يعد قادرًا على الاستمرار في السلطة، وهو يقاتل مستميتًا للحفاظ على كرسي القيادة الذي أصبح معلقًا في الهواء، ويسعى إلى تصوير المشكلة وكأنها قضية خلاف بين بلاده وجيرانها، في حين أن قضيته هي أن شعبه انتفض وعبر عن إرادته الواضحة التي يجب أن تحترم".
وشدد على أن "التشبث بالسلطة على جثث الشهداء لا يمكن أن يدوم، وإن التهديد بتدمير دمشق على رؤوس أبنائها إنما يدل على اليأس والإفلاس."
وقال السفير السعودي "إن الشعب السوري يشعر بالمرارة نتيجة تقصير المجتمع الدولي نحوه، وتخلي مجلس الأمن عنه، حيث عجز المجلس حتى الآن عن وقف آلة القتل الحكومية التي زادت طاقتها وتمادت في ارتكاب جرائمها".
وأضاف المعلمي ان بلاده تطالب بإحالة كل المسؤولين عن هذه الجرائم إلى العدالة الدولية وتدعو مجلس الأمن إلى ممارسة واجباته بهذا الشأن.
وعلى الصعيد الحكومي، جدّد وزير الأوقاف السوري محمد عبد الستار السيّد، الخميس، الدعوة التي سبق أن وجهتها وزارته إلى صلاة مليونية الجمعة، على نيّة "عودة الأمن" إلى سورية.
ودعا الوزير في تصريحات أدلى بها، الأربعاء، ونشرتها وكالة الأنباء السورية (سانا)، السوريين إلى المشاركة في "مليونية الصلاة" على النبي محمد "حتى تبلغ مائة مليون صلاة، ولأداء صلاة الحاجة التي تقام بعد صلاة الجمعة في المساجد الجامعة في سورية، على نيّة عودة الأمن والأمان إلى ربوع الوطن".
وأوضح الوزير أن "صلاة الحاجة التي دعت إليها الوزارة هي عبارة عن ركعتين والدعاء على نية عودة الأمن والأمان إلى ربوع الوطن".
وأكد أن سورية "ستنتصر على المؤامرة التي أعلنتها الدول المعادية لها، وينفذها بالوكالة عنها عبيدها وخدّامها القابعون وراء البحار ".
وكانت وزارة الأوقاف السورية،قد  دعت، الإثنين، المواطنين إلى المشاركة في مليونية الصلاة على الرسول  الجمعة المقبل، بمناسبة المولد النبوي، وإلى أداء "صلاة الحاجة بنيّة تفريج الكرب وإعادة نعمة الأمن والأمان إلى سورية".
إلى ذلك، دعا السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إلى التفاعل الإيجابي مع البرنامج الجديد الذي طرحته الحكومة السورية لحل الأزمة.
وقال الجعفري في الجلسة التي عقدها مجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط ان "الحكومة السورية طرحت أخيرًا برنامجًا سياسيًا شاملاً لحل الأزمة الجارية في سورية، حلاً وطنيًا عبر الحوار بين السوريين أنفسهم وبقيادة سورية، وبشكل متوازٍ .
وقال "ندعو كل من يدعي الحرص على حل الأزمة في سورية حلاً سلميًا أن يتفاعل إيجابًا مع هذا البرنامج، ويطرح أفكارًا بناءة لدعم تنفيذه بدلاً من التحريض على رفض الحلول السياسية ورفض الحوار."
وبعد أن انتقدت بعض الدول في الجلسة مواقف الحكومة السورية، أوضح الجعفري انه لن يرد على ما وصفها "بالادعاءات والمزاعم الزائفة"، التي ساقتها بعض الوفود ضد بلاده. معتبرا "إن تلك الدول لم تدخر جهدًا لتصعيد الأزمة السورية عبر دعم وإيواء وتسليح "الإرهاب" والتطرف في سورية، وإفشال أي حل سلمي لهذه الأزمة".