إحدى كتائب الجيش الحر تنتقل بين الأبنية في أحد أحياء حلب
دمشق ـ جورج الشامي
وثّق المركز السوري 131 قتيلاً مع انتهاء السبت، منهم اثنان قضوا تحت التعذيب، بينهم 12 طفلاً و8 سيدات, توزعوا كالآتي: 48 في حلب، 40 في دمشق وريفها، 19 في حمص، 12 في إدلب، 7 في حماة، 5 في درعا، 2 في اللاذقية، 2 في دير الزور، واستمرت الاشتباكات في معظم أنحاء البلاد، فيما سقط عشرات الجرحى، وقامت
الحكومة السورية بحملة اعتقالات تعسفية تركزت في ريف دمشق، وحلب، فيما استهدف الجيش الحر بقذائف الهاون والصواريخ مطار المزة العسكري والقصر الجمهوري في قلب العاصمة دمشق.
كما وثقت اللجان 226 نقطة قصف بينهم 20 نقطة تعرضت للقصف بالطيران، وتم تسجيل استخدام البراميل المتفجرة في نقطتين، والقنابل الفراغية والعنقودية في 3 نقاط، والقنابل الفوسفورية في نقطة واحدة، أما القصف المدفعي فقد جرى في 97 نقطة، يليه القصف الصاروخي في 65 نقطة، والقصف بالهاون في 44 نقطة.
وقد اشتبك الجيش الحر مع قوات الأسد وشبيحته في 115 نقطة، قام من خلالها باستهداف القصر الجمهوري ومطار المزة العسكري بصواريخ محلية الصنع، وتصدى للطيران الحربي في كفرنبودة في حماه، واستمر في حصاره لمطار الجراح العسكري في مسكنة في ،حلب ونفذ عمليات قنص لعدد من الجنود داخله، أما في دير الزور فقام بقنص ثلاثة جنود على حاجز المميزون في حي الحويقة، إضافة إلى تدميره آليات عسكرية ودبابات في مدن وبلدات سورية.
وفي دمشق انفجرت سيارة مفخخة في حي الزاهرة الجديدة في العاصمة دمشق، وقامت قوات الأمن بإغلاق الطريق المؤدي إلى مكان الانفجار، وقال ناشطون معارضون إن السيارة التي انفجرت تعود لأحد الضباط من مرتبات الدفاع الجوي، برتبة عقيد، تم تفخيخ سيارته لكنه لم يصب بأي أذى، فيما قتل سائقه الخاص الذي كان في السيارة، وسقطت قذيفة هاون على منطقة التجارة وهي المرة الأولى التي تستهدف هذه المنطقة، ودوت انفجارات عدة في قلب العاصمة، فيما شهد حي برنزة اشتباكات عنيفة استخدم خلالها الجيش السوري قذائف الهاون.
أما ريف دمشق اشتد القصف على مدينة المعضمية، وذلك من جميع أنواع الأسلحة كراجمات الصواريخ والمدفعية والشيلكا والميغ مما أدى إلى دمار عدد كبير من المنازل، واشتعال الحرائق في بعضها، وسقوط عشرات الجرحى، كما شن طيران الميغ عدة غارات على المدينة استهدفت الأحياء والمباني السكنية، وتوجهت تعزيزات عسكرية من مطار المزة العسكري وحاجز مدخل مدينة داريا الشرقي إلى المدينة، كما تم إعدام ثلاثة عشر شخصًا وحرق جثثهم على حاجز لقوات الأسد على أطراف داريا.
كما تعرضت شبعا وعقربا إلى قصف عنيف من طريان الميغ والدبابات المتواجدة على طريق مطار دمشق الدولي، وشهدت حران العواميد قصفًا عنيفًا من قبل كتيبة الدفاع الجوي، وفي عين ترما دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات الأسد على طول المتحلق الجنوبي من محور مدخل البلدة، في ظل تحليق كثيف للطيران الحربي، الذي يشن غاراته على البلدة ومدن وبلدات الغوطة الشرقية، وقد قامت قامت طائرات الميغ بشن غارة جوية على مدينة دوما في ساحة الشهداء، ودارت أيضًا اشتباكات عنيفة في زملكا بين الجيش الحر والنظامي، وتعرضت بلدة ببيلا إلى قصف بالهاون وراجمات الصواريخ، كما تجدد القصف المدفعي العنيف على مدينة الزبداني، وتعرضت خان الشيح إلى قصف مدفعي عنيف على المنطقة الواقعة بين دروشا والعين وتصاعد لسحب الدخان في المنطقة، وفي المليحة تواصل الاشتباكات العنيفة في المناطق المحيطة بإدارة الدفاع الجوي بين الجيش الحر وقوات الحكومة وتعرض البلدة إلى عشر غارات جوية منذ الصباح شنها طيران الحكومة على البلدة، ما أسفر عن سقوط شهداء وعدد كبير من الجرحى ودمار هائل في الأبنية السكنية، ويقول ناشطون إن طيران الأسد يلقي على البلدة قنابل محرّمة دوليًا.
في حمص شهدت قلعة الحصن قصفًا عنيفًا براجمات الصواريخ وقذائف المدفعية على أحياء المدينة، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة على مدخلها الشمالي. فيما اشتدت وتيرة القصف على جورة الشياح مما أسفر عن نشوب حرائق بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في مناطق عدة، وسقوط ثلاثة شهداء في اشتباكات مع قوات الحكومة في مدينة القصير.
وشهدت إدلب قصفًا عنيفًا براجمات الصواريخ من حاجز تل الدهب على قريتي جديدة وقيقون قرب جسر الشغور، واشتباكات عنيفة تدور بين الجيش الحر وقوات الحكومة قرب حاجز اليعقوبية.
وفي حماة تركز القصف على كرناز بمختلف أنواع الأسلحة من راجمات الصواريخ والقنابل الفوسفورية من قبل قوات الحكزمة، فيما سقط عدد كبير من الجرحى جراء قصف مدفعي وصاروخي استهدف بلدة كفرنبودة من حواجز تل عثمان والشيخ حديد ودير محردة.
وأخيرًا في درعا سجّل في بصر الحرير انشقاق ستة عناصر مع ملازم من قوات الحكومة، وانضمامهم للجيش الحر، فيما حرر الجيش الحر حاجز الكبريتة في درعا البلد.
سياسيًا، اعتبر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أنه من غير الممكن قيام (دويلة علوية)، أو (دويلة كردية) في سورية، مقللاً من احتمال حدوث ذلك إلا بتحريض خارجي. وانتقد الدول التي توجه الانتقادات لتركيا وغيرها من الدول، التي تساعد الشعب السوري، فيما يجلسون متفرجين في عواصهم على معاناة الشعب السوري، ولا يحركون ساكنًا لإغاثة اللاجئين السوريين. وحيا الشعب السوري، (الذي يواجه الدبابات والقصف بالطائرات منذ سنتين)، مشيرًا إلى أنه (بات اليوم وجهًا لوجه مع نظام يستخدم صواريخ سكود ضدهم)، مشددًا على أن (الشعب السوري هو الوحيد المخول برفض أو قبول الأسد في العملية الانتقالية). وأكد أوغلو أن تركيا تقف على مسافة واحدة من جميع السوريين، ولا تنظر إلى السوريين الذين وصفهم (بالإخوة) من خلال عرق أو مذهب.
فيما أعلن نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل لإذاعة "صدى موسكو"، أن روسيا لا تزال تسلم أسلحة لدمشق في إطار عقود موقعة منذ زمن طويل. وقال جميل إن سورية تلقت دائمًا ولا تزال تتلقى أسلحة من روسيا. لدينا عقود موقعة قبل الأزمة وروسيا تفي بالتزاماتها، حسب وكالة "فرانس برس". وأوضح أن الأمر يتصل بأسلحة مختلفة من دون أن يحددها، مؤكدًا أن لا غنى عنها للدفاع عن سيادة البلد.
وأكّد رئيس مجلس أمناء الثورة السورية المعارض السوري هيثم المالح أن تشكيل حكومة سورية مؤقتة دون موارد مالية غير ممكن، نافيًا أن يكون سبب الإخفاق في تشكيل تلك الحكومة حتى الآن هو المخاوف من سيطرة جماعة الإخوان المسلمين عليها. وقال المالح: (الوضع العسكري على الأرض في صالحنا لأن معظم المراكز العسكرية الرئيسية التابعة لنظام بشار الأسد محاصرة)، مضيًفا: (نحن قادرون على الحسم إذا وصل إلينا بعض السلاح النوعي، وسبق وأن قصف الثوار القصر الجمهوري بالصواريخ مرتين، وسيقع بشار الأسد في يد الجيش الحر مهما حاول فرض الغموض بشأن مقر إقامته)، وأضاف: (سورية هي مفتاح الحل في المنطقة، بمعنى أنه مع سقوط نظام الأسد، سوف تتغير معادلة المنطقة كلها، وسوف ينتهي الدور الإيراني بشكل كامل). واعتبر المالح أن الروس باتوا يشعرون أن الوضع في سورية خطير. وقال: (لا أمل لبقاء الروس في سورية)، مشيرًا إلى أن سحب الرعايا الروس من حلب قد يكون بداية لسحب الخبراء الروس الذين وصل عددهم إلى 35 ألف خبير. وقال: (هم الذين يديرون عملية القصف بالصواريخ).
فيما تداولت المواقع الإلكترونية خريطة جديدة تبين خطة غربية لتقسيم سورية إلى أربعة أقاليم (الإقليم السني، الإقليم العلوي، الإقليم الكردي، والإقليم الدرزي).
وعلى صعيد اللاجئين قالت الحكومة الأردنية إن عدد اللاجئين السوريين في المملكة بلغ 320 ألفًا، معتبرة أن تزايد أعداد هؤلاء اللاجئين بات عبئًا يفوق قدرات المملكة. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (بترا) عن وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة، قوله إن وصول أعداد اللاجئين السوريين إلى هذا العدد رسالة للعالم بضرورة التعامل بجدية كبيرة مع هذا الملف، وتقديم مساعدات تتناسب مع هذا العبء الذي يقع على عاتق الدولة الأردنية، كما هو رسالة للعالم بضرورة السعي لحل الأزمة السورية ومنع ذهابها نحو أسوأ الخيارات. ولفت الوزير الأردني إلى أن حرس الحدود الأردني تعامل مع دخول 3932 لاجئًا سوريًا للأردن خلال 12 ساعة فقط، الخميس الماضي. وكان ملك الأردن عبد الله الثاني قد طالب المجتمع الدولي خلال كلمة ألقاها، الجمعة، في منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا، بدعم جهود الأردن في استقبال الأعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين. وإضافة إلى أعداد اللاجئين المسجلين لدى الأمم المتحدة والهيئات المحلية والدولية، فإن تقديرات غير رسمية تشير إلى دخول نحو 200 ألف سوري للأردن على شكل زوار خلال عامي الثورة السورية ضد حكم الرئيس بشار الأسد.
وكانت وزيرة التنمية الدولية البريطانية جوستين غرينينغ، أعلنت في وقت سابق السبت، أن بلادها ستقدّم 21 مليون جنيه إسترليني مساعدات إنسانية جديدة، لتوفير الملابس والغذاء والدواء للمتضررين من الأزمة في سورية، منها 10 ملايين للأردن لمواجهة العدد المتزايد من اللاجئين السوريين.
وقالت غرينينغ خلال زيارتها لمخيم الزعتري للاجئين السوريين الكائن في صحراء محافظة المفرق شمال شرقي الأردن، في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للسفارة البريطانية في عمّان، إن بلادها "قررت تقديم 21 مليون جنيه إسترليني مساعدات إنسانية جديدة للمتضررين من الأزمة السورية، منها 10 ملايين لمساعدة الأردن على مواجهة العدد المتزايد من اللاجئين السوريين الذين يعبرون حدوده يوميًا".
وأضافت "أما المبلغ المتبقي سيوفر مساعدات حيوية للمتضررين من الأزمة في سورية في مختلف أنحاء المنطقة، وسيساعد هذا أيضًا على توفير اللاجئين في المنطقة بالإمدادات الحيوية مثل الخيام والبطانيات بالإضافة إلى تقديم المساعدة في علاج عشرات الآلاف من الأشخاص المصابين بجروح خطيرة والمرضى داخل سورية".
وقالت غرينينغ إن "زيارتي إلى الأردن السبت أعطتني الفرصة لرؤية الكرم الرائع الذي أظهره الأردنيون العاديون في فتح منازلهم لأشخاص غرباء ومحتاجين، وأوضحت أن "الإعلان عن تقديم 21 مليون جنيه إسترليني، السبت، كمساعدات جديدة يعني أن المملكة المتحدة قدمت حتى الآن 89.5 مليون جنيه إسترليني من المساعدات الإنسانية لسورية".