الرئيس الأميكي باراك أوباما وإلى جانبه رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون
نيويورك ـ سناء المرّ
حذَّرت الإدارة الأميركية، الحكومة البريطانية من إجراء استفتاء على عضويتها في الاتحاد الأوروبي، وأصدرت إدارة الرئيس باراك أوباما، الأربعاء تحذيرًا مباشرًا في هذا الشأن إلى رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون.وفي الوقت الذي يتساءل فيه مسؤول أميركي رفيع عن مزايا إجراء استفتاء، تعرضت حملة رئيس
الوزراء ديفيد كاميرون، التي تستهدف إعادة وضع شروط من أجل تواجد بريطانيا داخل الإتحاد الأوروبي، إلى هجوم من قبل بروكسل ودبلن.وقبل أسابيع من الخطاب المتوقع أن يتعهد فيه كاميرون بإجراء استفتاء حول " تسوية جديدة " من أجل تواجد بريطانيا داخل الإتحاد الأوروبي، حذَّر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأوروبية فيليب جوردون من أن "يحوِّل هذا الاستفتاء الدول إلى الانطواء".
وقال "فيليب جوردون" أثناء زيارته إلى لندن "إنَّنا نحتاج إلى إتحاد أوروبي موحد، يتحدث بصوت واحد، ويركز على مصالحنا المشتركة حول العالم وفي أوروبا"، وأضاف "نريد أن نرى صوت بريطاني قوي في الإتحاد الأوروبي، فهذه هي مصلحة أميركا".وأكدَّ جوردون أنَّه كان يتعين على بريطانيا حسم دورها داخل الإتحاد الأوروبي، ولكن ما يبدو جليًا هو محاولتها لإعادة التفاوض من أجل عضويتها في الإتحاد الأوروبي.ويسلط تدخل جوردون، الذي كان في زيارة إلى لندن لمقابلة وزراء أوروبا، الضوء على قلق واشنطن، في الوقت الذي تظهر فيه استطلاعات الرأي أنَّ انسحاب بريطانيا من الإتحاد الأوروبي سيلقى دعمًا كبيرًا، فإن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون يستعد لاستعادة قواه من الاتحاد الأوروبي.
ومن المتوقع أن يصرح كاميرون في خطابه أنَّه في حال حصوله على الأغلبية عام 2015، سيقوم بمراجعة معاهدة الإتحاد الأوروبي لدعم ترتيبات حكومة جديدة لمنطقة اليورو من أجل استعادة بعض قواها.ويوضح الموقف الأميركي لسنوات عديدة أنَّ انخراط بريطانيا القوي داخل الإتحاد الأوروبي كان يخدم مصالح أميركية، بيد أنَّ تلميحات جوردون تحمل في طياتها رسالة جلية للحكومة بأنَّه سيتم التقليل من قيمة وأهمية "العلاقة الخاصة" بين أميركا وبريطانيا إذا ما خرجت بريطانيا من الإتحاد الأوروبي أو تعثَّرت في مفاوضات طويلة بشأت تفاصيل عضويتها.ويأتي التدخل الأميركي في الوقت الذي تتعرض فيه خطة كاميرون إلى انتقاد من قبل بروكسل ورئيس وزراء إيرلندا اندا كيني، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للإتحاد الأوروبي.
وفي حفل أقيم في دبلن بمناسبة رئاسة إيرلندا الدورة الحالية للإتحاد الأوروبي، وصف كيني أنَّ ما تسعى إليه بريطانيا "كارثي"، في الوقت الذي دعا فيه رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبي، بريطانيا بأن تظل "فعالة وقائدة للإتحاد الأوروبي".
كما شكك رومني في إمكانية المراجعة الكاملة للمعاهدة، وقال إنَّ دول الإتحاد الأوروبي قد لا توافق على ما ترغب بريطانيا في تغييره في المعاهدة، ولذلك فإن إحتمال إعادة المفاوضات أمر مستبعد.وأضاف رومني "في هذه المرحلة من النقاش لا نحتاج إلى تغيير في المعاهدة كلما أراد الأشخاص"، وتابع "إنَّ الأفكار التي ترغب في إدخال تغيير على المعاهدة لا تحظى بإجماع، لذلك فإن احتمال إدخال تغييرات عليها في المستقبل القريب أو في الوقت الحاضر ليس موجودا".وقال إنَّه يريد الانتظار لسماع ما قاله كاميرون بشأن تواجد بريطانيا في الإتحاد الأوروبي، بالرغم من وجود التباس داخل العواصم الأوروبية حول أين ومتى سيلقي رئيس الوزراء خطابه الذي أعده منذ عدة أشهر.
وفي الحقيقة، فإنَّ زعماء الإتحاد الأوروبي لا يرغبون في تغيير المعاهدة وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى سنوات من المفاوضات الصعبة.وقال سياسي رفيع في إيرلندا إنَّ حكومات الدول الأوروبية الأخرى حثَّت كاميرون على العدول عن قراره، كما حذَّر كيني من فتح أبواب الإتحاد الأوروبي على مصراعيه إذا ما تمت إعادة مراجعة المعاهدة لكي تُلائم كل دولة على حدة، وأضاف "علينا أن ننظر لانسحاب دولة بحجم بريطانيا من الإتحاد الأوروبي على أنَّه كارثي" .
وقال فان رومبي "بريطانيا دولة مهمة ليس فقط كعضو في الإتحاد الأوروبي بل كأمة في الإتحاد الأوروبي أيضًا".