اشتباكات قرب القصر الجمهوري في دمشق وإطلاق صواريخ "سكود"
دمشق ـ وكالات
أفادت مصادر بوقوع اشتباكات عنيفة قرب القصر الجمهوري في العاصمة السورية دمشق، فيما قال ناشطون إنَّ 164 شخصًا قتلوا، الجمعة، بأعمال العنف في مختلف أنحاء سورية، فيما كشف قائد الجيش السوري الحر عن أن قواته تقاتل مرتزقة محترفون جلبهم نظام الأاسد من أوروبا الشرقية، وفي غضون ذلك بث ناشطون سوريون
على الانترنت أول فيديو لعملية إطلاق صاروخ سكود، غير أن الفيديو لم يوضح وجهة الصاروخ، ولا المنطقة التي استهدفها، وسط إدانات دولية وإقليمية لاستخدام هذا النوع من الصواريخ (سكود) ضد المدنيين.
وقال شاهد عيان للاشتباكات قرب القصر الجمهوري "إنَّ الاشتباكات تدور في منطقة مشروع دمر القريبة من القصر الجمهوري"، وأوضح أنَّها قد لا تستهدف القصر الرئاسي بحد ذاته، لكنَّها تدور بالقرب من ثكنة تابعة له.
وأشار الشاهد إلى أهمية هذه المنطقة التي تمثل موقعا استراتيجيًا في العاصمة، مشددًا على كثافة الانتشار الأمني فيها.
وأضاف: "هناك ثكنات عسكرية خاصة لحراسة هذه المنطقة، ووصول الجيش السوري الحر إليها يؤكد أنَّه يوسع عملياته بشكل كبير"، وتتبع هذه المنطقة، الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد.
في غضون ذلك بث ناشطون سوريون على الانترنت الجمعة، شريطًا قالوا إنَّهم حصلوا عليه من منشقين يظهر إطلاق القوات النظامية لصاروخ من نوع "سكود" من كتيبة الصواريخ 578 في ريف دمشق، في الوقت الذي نفت الخارجية السورية بشدة استخدامها هذا النوع من الأسلحة ضد المعارضين.
وأضاف الناشطون أنَّ كتائب النور التابعة للمجلس الثوري في مدينة النبك أمّنت انشقاق 20 جنديًا من الكتيبة 578 المخصصة لإطلاق صواريخ سكود في بلدة الناصرية بريف دمشق وحصلوا منهم على الشريط.
ولم يتضح المكان الذي استهدف فيه الصاروخ لكنَّ ناشطين أكدوا أنَّه ضرب منطقة مورك في ريف حماه ولم يخلف أضرارًا كونه سقط في أرض خاوية، وكان ذلك قبل أسبوع من الآن.
وتجددت الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة المسلحة وآخرين موالين للرئيس السوري بشار الأسد في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق وفقا لما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد إنَّ اشتباكات عنيفة تدور في ساحة الريجة وقرب مدرسة اليرموك في المخيم بين مقاتلين يعتقد أنهم من اللجان الشعبية الموالية للنظام السوري ومقاتلين من كتائب للجيش الحر بينهم فلسطينيون، وذلك بعد اتفاق لخروج القوات النظامية والمعارضة من المخيم لم يدخل حيز التنفيذ.
من جهة أخرى أدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندريس فوغ راسموسن استخدام القوات الحكومية السورية مجددًا صواريخ سكود صباح الخميس في الصراع الدائر في البلاد منذ 21 شهرًا، وقال راسموسن إنَّ حلفاء الناتو رصدوا إطلاق الجيش السوري عدة صواريخ من طراز "سكود" قصيرة المدى ضد مواقع للمعارضة يوم الخميس، وذلك بعد نحو أسبوع من رصد الحلف استخدام هذا النوع من الصواريخ أول مرة في سورية، معتبرًا أنَّ إطلاق هذا النوع من الصواريخ دليل على "يأس النظام واقترابه من الانهيار".
وفي محافظة حماة، شنَّت قوات حكومية عمليات عسكرية وقصفت براجمات الصواريخ قرى منطقة سهل الغاب في المحافظة، لكنَّ سهل مضايا في الشمال الغربي من ريف دمشق شهد تدمير الجيش الحر دبابتين في استهداف حاجز لجيش النظام في سهل مضايا.
وكشف قائد لواء أحرار سوريا التابع للجيش الحر علي بلو عن أنَّ "النظام السوري أدخل مرتزقة من أوروبا الشرقية للقتال ضد الثوار بعد فشل مسلحين من "حزب الله" ومن إيران والعراق في قمع الثورة"، مشيرًا الى أنَّ "هؤلاء المرتزقة يملكون أسلحة متطورة ويقاتلون بشكل محترف ومدربون على حرب الشوارع".
وفي حوار مع صحيفة "البيان" الاماراتية، لفت علي بلو إلى أنَّ "ما فعله التلفزيون السوري شيء يقترب من الكوميديا. وأتحدى النظام، إن كان يعتبر نفسه أنَّه ما زال دولة، أن يعلن أي مسؤول فيه وعلى رأسهم الرئيس السوري بشار الأسد عن مكان وزمان زيارة أي مسؤول لحلب"، موضحًا أنَّ "عدد الجيش الحر يبلغ نحو مئتي ألف مقاتل".كما أفاد بلو أنَّ "مقاتلي جبهة "النصرة" معنا على الجبهة، ولا استطيع أن أقول لهم، عودوا من حيث جئتم"، مستطرداً "أمر آخر وهو صحيح أنَّ بعض أمراء الجبهة عرب لكن معظم مقاتليها سوريون".
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال الخميس إنَّ اشتباكات عنيفة وقعت بين القوات الحكومية ومقاتلين من عدة كتائب في بلدة مورك الواقعة على طريق حلب دمشق الدولي، جنوبي مدينة خان شيخون، حسب وكالة فرانس برس، وأشار المرصد إلى "سيطرة المقاتلين على حاجز الجسر في البلدة، ومقتل اثنين منهم جراء الاشتباكات المستمرة".
وأفادت شبكة شام الإخبارية المعارضة بوقوع انفجارات عنيفة هزت مناطق مختلفة في دمشق ومنها حي كفرسوسة، مع استمرار القصف على أحياء العاصمة الجنوبية المتاخمة لمخيم اليرموك وأعنفها في التضامن والحجر الأسود.
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إلى أنَّ الحكومة السورية حذَّرت اللاجئين الفلسطينيين من مساعدة الثوار الذين يقاتلون قوات الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك في خضم فرار مئات الفلسطينيين من حي اليرموك في العاصمة دمشق، لافتة إلى أنَّ "الفلسطينيين مضوا للعثور على ملجأ آمن نسبياً في لبنان بعد أن قام الجيش السوري النظامي بشن العديد من الضربات الجوية على حي اليرموك للمرة الأولى منذ بداية الحرب الأهلية".
ورات الصحيفة أنَّ "التحذير الذي أصدرته الحكومة السورية يعكس مقدار الاهتمام الذي يوليه الأسد للحفاظ على ولاء اللاجئين الفلسطينيين في بلده، والذين يشكلون عنصراً هاماً مما تبقى من شرعيته السياسية"، مشيرة إلى أنَّ "مئات الآلاف من الفلسطينيين يعيشون في سورية بعد أن نزحوا بسبب الصراع العربي الإسرائيلي، وكانوا ينظرون إلى الأسد بوصفه راعياً وحليفاً لهم".
واوضحت الصحيفة، أنَّ "الوضع في سورية دفع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى التحدث هاتفياً مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، إذ أعرب كي مون عن قلقه حول تصاعد العنف في الأيام الأخيرة والهجوم الذي تعرض له اللاجئون الفلسطينيون في مخيم اليرموك".
ولفتت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، إلى أنَّ "سورية لا تزال في انتظار المعركة الحقيقية التي ستحدد مستقبلها"، مشيرة إلى أنَّ "المأساة السورية أسفرت عن إراقة الكثير من الدماء بصورة تُصعب التفاوض على انتقال سياسي، ولكن ليس بالقدر الذي من شأنه أن يبرر تدخلاً عسكرياً فعالاً من قبل المجتمع الدولي المنقسم الذي يسعى لخدمة مصالحه الخاصة"، مشددة على أنَّ "تعليق مسؤولية هذه الفوضى الدامية على عاتق الرئيس الأميركي باراك أوباما يعد أمراً خاطئاً وغير منصف".
ورأت المجلة أنَّ "دعاة التدخل الأميركي في سوريا عجزوا عن طمأنة سائر المسؤولين بأنَّ الولايات المتحدة لن تتورط في حرب طويلة جديدة في الشرق الأوسط"، مشيرة إلى أنَّ " المسؤولين الأميركيين استقروا على اتخاذ خطوات أقل خطورة مثل إرسال المساعدات الإنسانية وغير العسكرية إلى المعارضة، ونشر صواريخ باتريوت في تركيا، والشروع في مساع لتنسيق المعارضة"، موضحة أنَّه "لم تسفر هذه الخطوات عن عواقب حقيقية من شأنها تغيير مسار الصراع في سوريا"، مؤكدة ان "هذا لا يعني أنه يتعين على الولايات المتحدة اتخاذ تدابير أكثر عنفاً".
ولفتت إلى أنَّ "القضية السورية لم تتضمن قط أي خيارات جيدة أو سهلة"، معتبرة أنَّ "جميعها تنطوي على قدر من المخاطرة"، مشيرة إلى أنَّ "عدم وجود ضمانات على التدخل الأميركي سيوقف الحرب الأهلية أو سيحسن الأوضاع".
ورات المجلة أنَّ "الولايات المتحدة لا تستطيع تحديد نتيجة الصراع السوري أو التدخل في الحرب"، معتبرة أنَّ "ما يجري في سوريا أو في أي من دول الربيع العربي ليس من شأن الولايات المتحدة وهذه حقيقة ينبغي على الجميع إدراكها