تدريبات الجيش الجزائري على مستوى القتال في الصحراء الكبرى
الجزائر ـ حسين بوصالح
باشرت القوات الجزائرية استعدادها إلى حرب وشيكة في شمال مالي، وبدأت هيئة أركان الجيش التدريب على مستوى القتال في الصحراء الكبرى، استعدادا لمواجهات قد تفرزها تطورات الوضع في منطقة الساحل.ونفذت هيئة الأركان مع قيادات القوات الجوية، والدرك الوطني تدريبات بمشاركة عناصر متخصصة في مكافحة الإرهاب،
تابعة للقوات الخاصة وقيادة القوات البرية، وقيادة النواحي العسكرية الرابعة والسادسة والثالثة.
وأشارت مصادر عليمة، بحسب صحيفة "الخبر" الجزائرية إلى أن "هذه التدريبات سوف تتواصل على مدى سنة كاملة، وتتضمن التمارين القتالية التي برمجتها القيادة العسكرية تدريب القوات على معارك واسعة النطاق في الصحراء مع مجموعات مسلحة كبيرة العدد، وحصارها وتدميرها ومطاردتها في مواقع وعرة تتشابه مع جبال شمال مالي"، إلى جانب "التدريب على طريقة التعامل مع مجموعات جيدة التسليح، وقادرة على التنقل بسلاسة في الصحراء، بالإضافة إلى تحرير الرهائن والتسلل إلى مواقع محصنة في الصحراء من طرف وحدات نخبة، والتنسيق بين القوات الجوية والوحدات المحمولة على متن طائرات عمودية، واستغلال وسائل الاتصال والتجسس الحديثة".
وذكرت المصادر، أن "التدريبات التي باشرتها هيئة أركان الجيش ترتكز أيضًا على تدريب المتخرجين الجدد من كل المدارس العسكرية، وكذا الطيّارين على العمل طويل المدى في الصحراء، والوصول إلى أقصى درجات التنسيق بين مختلف فروع القوات المسلحة أثناء مواجهة طويلة الأمد مع مجموعات مسلحة".
من ناحيته، أوضح الخبير الأمني والاستراتيجي محمد شفيق مصباح، لـ"العرب اليوم" أن "هذه المعلومات تؤكد التوّجه الحتمي لخيار الحرب الوشيكة على منطقة شمال مالي"، لافتًا إلى أن "القضية تجاوزت فرنسا وأميركا، وحتى الصين وروسيا مقتنعتان بضرورة التدخل العسكري في منطقة الساحل الإفريقي"، لافتًا إلى أن "الجزائر مهددة بخطر محدق في حال اندلعت الحرب، ولا يقتصر هذا على الجانب الأمني فقط، إنما يهدد حتى النظام القائم في حال تعالت أصوات طوارق الجنوب، مطالبة بالاستقلال أو الحكم الذاتي".
بدوره، أكد الخبير الأمني والمحلل السياسي أحمد عظيمي، أن "الجزائر أقحمت في الحرب من طرف الدول الكبرى، قبل أن تندلع بحكم تواجد أكثر من 700 ألف عائلة على التراب الجزائري"، مشيرًا إلى "خطورة نزوح سيول بشرية على أمن واستقرار الجزائر"، مؤكدًا أن "مخطط تقسيم الجزائر من خلال حرب مالي هو هدف الدول الداعمة إلى الدخول العسكري، والزج بالجزائر لاستنزاف احتياطي الصرف المقدر بـ 200 مليار دولار".