بيروت ـ جورج شاهين فوجئ ركاب الطائرة التي توجهت صباح الجمعة من بيروت إلى جنيف ب وعقيلته السيدة وفاء في ما بينهم كمواطنين عاديين، فعلا التصفيق على متن الطائرة فور دخولهما كما تلقيا عبارات الترحيب التي تمنت لرئيس البلاد التوفيق في مهمته لقيادة السفينة إلى بر الأمان . وأشاعت الخطوة أجواء من الراحة والاطمئنان في نفوس المسافرين الذين قدروا للرئيس تواضعه على أمل أن يشكل مثالًا لكل السياسيين اللبنانيين.
وكان الرئيس سليمان توجه إلى سويسرا لتمضية عطلة رأس السنة على أن يعود إلى بيروت مطلع العام لترؤس جلسة مجلس الوزراء الخاصة بملف النازحين والبت في مصير طاولة الحوار الوطني التي دعا إليها في السابع من كانون الثاني / يناير المقبل.
وقالت مصادر مقربة من رئيس الجمهورية لـ"العرب اليوم" إن رئيس الجمهورية سيبت في أول أيام العام المقبل بمصير طاولة الحوار  ولن ينتظر هذه المرة إلى الربع الساعة الأخير الفاصل عن موعد الإجتماع.
وقالت المصادر إن سلسلة المواقف المرتبطة بالطاولة باتت واضحة للغاية ولا حاجة لانتظار أي جديد فالمواقف على حالها ولا يعتقد أن هناك ما سيؤدي إلى تغييرها في هذه الأجواء.
وفي هذه الإطار  رأت الأوساط المقربة من قصر بعبدا عبر "العرب اليوم" أن موقف رئيس كتلة نواب المستقبل فؤاد السنيورة لم يحمل جديدًا وهو سبق له ولكتلته أن سجل مثل هذا الموقف في لائحة الشروط المسبقة التي نشرت قبيل الجلسة السابقة للحوار في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي وقد أرجئت في حينه.
وتوقفت المصادر أمام مطلب التغيير الحكومي الذي تطالب به قوى 14 آذار فاعتبرت أن مطالبة رئيس الجمهورية بالتغيير الحكومي الذي تحدث عنه الرئيس السنيورة ومن قبله رئيس حزب القوات اللبنانية ليس في يد رئيس الجمهورية وما على المطالبين بهذه الخطوة إلا استعادة الأكثرية النيابية التي تؤدي حتمًا إلى التغيير الحكومي المنشود وعندها سيكون رئيس الجمهورية جاهزًا للإستشارات النيابية وكل المحطات التي يفرضها الدستور.
وأعربت المصادر عن خشيتها من أن تثير هذه المواقف أجواء من التشنج وخصوصًا عندما تقارب ملف الاستراتيجية الدفاعية ما يؤدي إلى تناقض في المواقف وفق معادلة تقول: إذا أردتم البحث في هذه الاستراتيجية لماذا تقاطعون طاولة الحوار؟ وهل هذا الموقف يخدم موقف حزب الله الذي يرفض أي مقاربة للسلاح إلى اليوم أم لا؟
وفي اعتقاد هذه المصادر أن هذا الموقف يحمي مواقف رافضي البحث بهذه الاستراتيجية وخصوصًا وفق ورقة رئيس الجمهورية التي شكلت طرحًا متقدمًا على كل طروحات قوى 14 آذار.
وانتهت المصادر إلى الإشارة بأن رئيس الجمهورية وجه الدعوة إلى الحوار ليتحاور المتخاصمون وليس ليجري حوارًا بينه وبين الآخرين لا مباشرة عبر وسائل الإعلام ولا من خلال لقاءاته الشخصية التي لم توفر أحدًا من كل الأطراف.
وكشفت المصادر عبر "العر اليوم" أن الرئيس ميشال سليمان تلقى اتصالًا هاتفيًا من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد ليلة الميلاد قدم فيه باسمه وباسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التهاني بالميلاد المجيد .
ووصفت هذه الأوساط الاتصال بالودي ولم يتخلله أي عتب تجاه مواقف الرئيس كما يتردد في بعض الأوساط لافتة إلى أن مواقف رئيس الجمهورية المتوازنة لا يمكن أن تستفز أحدًا وإذا أرضى هذا الموقف هذا الفريق سيأتي موقف آخر ليزعج الآخرين وفي هذه المعادلة ما يدلل إلى ميزان الجوهرجي الذي يستخدمه في مواقفه الوطنية المستوحاة من موقعه المسؤول عن إدارة شؤون البلاد ومن قسمه الدستوري.