تجدد الاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي
دمشق ـ وكالات
قتل ثمانية اشخاص اليوم الخميس في عدد من المناطق السورية بعدما تجددت الاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي خصوصا في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. وسمع دوي انفجار قوي هز المخيم ، فيما اتسعت الاشتباكات بريف دمشق خصوصا في داريا وعربين والمعضمية. وشهد ريف حمص اشتباكات
في بلدتي تسنين وحوش حجو، حسبما أفادت شبكة شام الإخباريةوكانت حصيلة ضحايا الاشتباكات امس الاحد ارتفعت الى اربعة وثمانين قتيلا معظمهم في ريف دمشق وحمص ودرعا، وفقا لشبكة " شام الإخبارية"، فيما أكد ناشطون معارضون استمرار عمليات الإعدام الميداني والقصف والقتل في عدد كبير من المدن والقرى السورية، في حين رفضت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وتركيا، الخطاب الذي ألقاه الرئيس السوري بشار الأسد، الأحد، وطرح فيه خطة لتسوية الأزمة، معتبرة ذلك "مجرد خداع".
ففي ريف حمص، أعدم 8 أشخاص من أهالي قرية تسنين وأحرقت جثثهم، وفي حي السكري حلب سقطت قذيفة هاون على حافلة لتقتل 5 أشخاص، وفي مورك في حماة قتل 5 من أهالي البلدة أيضا، ومن بين قتلى الأحد 4 أطفال و12 سيدة بينهم اثنتان قتلتا تحت التعذيب و5 من مقاتلي الجيش الحر. وقالت مصادر المعارضة، إن بلدات ومدن دوما وعربين وداريا وعقربا تعرضت للقصف من قبل الجيش، لافتين إلى وقوع اشتباكات في محيط كل من ادارة المركبات في ريف دمشق ومدرسة الشرطة ومطار كويرس العسكري في ريف حلب اضافة الى اشتباكات في بلدة البلالية وسيدي مقداد.كما أشارت المصادر إلى أن اشتباكات وقعت في حي مخيم اليرموك بين الجيش الحر والقوات الحكومية بالقرب في شارع راما وشارع الثلاثين ومحيط قسم شرطة اليرموك، في ظل قصف مدفعي".
وتابعت أن "اشتباكات دارت بين معارضين مسلحين والجيش النظامي في محيط مدرسة الشرطة في بلدة خان العسل بريف حلب رافقها قصف من قبل الجيش على كما وقعت اشتباكات في محيط مطار كويرس العسكري رافقها قصف على المنطقة".واضافت مصادر المعارضة، أن اشتباكات دارت بين الجيش ومعارضين مسلحين في حيي الصاخور والسبع بحرات بمدينة حلب كما سقطت قذائف عدة على حي كرم الجبل في المدينة تزامنا مع اشتباكات مماثلة", مشيرة إلى أن بلدتي عندان وكفر حمرة تعرضت للقصف من قبل الجيش النظامي".
كما ذكر ناشطون، أن "5 مواطنين على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 10 بعضهم في حال خطرة إثر انفجار حافلة صغيرة في حي السكري"، لافتين إلى أن "اشتباكات متقطعة نشبت في محيط معسكر وادي الضيف الذي يحاصره مسلحون معارضون منذ سيطرتهم على مدينة معرة النعمان في ادلب في اوكتوبر- تشرين ألاول الماضي".وكشف الناشطون، أن "قصفا بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون طال، حي الحميدية وبقية أحياء حمص المحاصرة، كما قصفت راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن القصير والحولة وحلفايا وطيبة الإمام وقلعة المضيق وقرى وبلدات الريف الغربي الجديدة وتل ملح وكفرنبودة في حماة.
في المقابل، قالت وكالة الأنباء الرسمية "سانا"، أن وحدات الجيش أوقعت خلال عملياتها النوعية التي نفذتها، الأحد، قتلى ومصابين بين أفراد المجموعات "الإرهابية" في بلدات كفر بطنا والمليحة وشعبا في ريف دمشق, مضيفة أن وحدات الجيش واصلت ملاحقة "إرهابيين" في بلدات عقربا وحجيرة والذيابية ويلدا "وأوقعتهم بين قتيل ومصاب بعد توجيه ضربات قاضية لتجمعاتهم وأوكار أسلحتهم".
وأضافت "سانا"، أن "وحدات من الجيش واصلت عملياتها في ملاحقة المجموعات الإرهابية التي ترتكب أعمال قتل ونهب وسطو في داريا والنبك ودوما في ريف دمشق"، مشيرة إلى أن "وحدات من الجيش صادرت كميات من الاسلحة والذخيرة كانت بحوزة (مجموعة ارهابية) تستقل سيارة في مدينة نوى وأردت جميع افرادها بين قتيل ومصاب", وأن وحدة من الجيش اشتبكت مع مجموعة "إرهابية" كانت تقوم بأعمال قتل وتخريب وسطو وسلب في بصر الحرير في درعا وقضت عليها.وفيما أكد ناشطون، أن معارضين مسلحين اقتحموا حقل تشرين النفطي وأسروا العديد من عناصر الحراسة، فضلا عن اغتنام عدد من سيارات الدوشكا والدفع الرباعي، اعترفت وكالة الأنباء الرسمية، بان مجموعات "إرهابية مسلحة" قامت بالاعتداء على حقل تشرين النفطي في محافظة الحسكة (40 كم شرق مدينة الحسكة) وسرقة محتوياته.
وعلى صعيد ردود الفعل على خطاب الرئيس السوري، رفضت وزارة الخارجية الأميركية الخطاب واعتبرته "محاولة بلا معنى للاحتفاظ بالسلطة في بلده الذي مزقته الحرب"، وحثته على التنحي عن السلطة، وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند، إن كلمة الأسد "محاولة أخرى من النظام للتشبث بالسلطة ولا تفعل شيئا للتعجيل بهدف الشعب السوري في حدوث انتقال سياسي".وأضافت: "مبادرته منفصلة عن الواقع وتقوض جهود المبعوث الخاص المشترك الأخضر الإبراهيمي ولن تجدي سوى السماح للنظام بمزيد من إدامة قمعه الدموي للشعب السوري"، وكررت دعوات الولايات المتحدة منذ وقت طويل للأسد إلى التنحي.
وفي لندن دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الرئيس السوري بشار الأسد إلى ترك منصبه، في حين اعتبر وزير خارجيته وليام هيغ أن مبادرة السلام التي طرحها في خطابه لن تخدع أحدًا.وأبلغ كاميرون المحطة التلفزيونية الأولى في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، بأن الرسالة التي يوجهها للرئيس الأسد هي "الرحيل لأن يديه ملطختان بكمية هائلة من الدم بعد مقتل 60 ألف شخص في سورية خلال عامين"، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وقال إنه التقى بعض الضحايا حين زار مخيم اللاجئين على الحدود الأردنية، واستمع منهم إلى روايات مروّعة عن عمليات القصف وإطلاق النار التي تعرضوا لها، والطعن في بعض الحالات، للخروج من منازلهم وقراهم وبلداتهم، مضيفا أنه يعمل مع حكومات أخرى في محاولة لتغيير المشهد السياسي في سورية.
وفي برلين، طالب وزير الخارجية الألمانية غيدو فسترفيله مجددا، الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي، قائلا: "على الرئيس الأسد بدلا من تكرار عبارات التهديد أن يمهد الطريق أمام تشكيل حكومة انتقالية وبداية سياسية جديدة في سورية".من جهته قال وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو، أن ما ورد في خطاب الأسد بشأن التسوية والإصلاحات لا يعدو كونه "وعودا جوفاء"، مضيفا أنه ليس في وسع الأسد الادعاء بأحقيته في أي دور قيادي بعد مقتل 60 ألف سوري, مطالبا إياه بالاعتراف بالمعارضة.من ناحيتها, طالبت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون الرئيس السوري بالتنحي، كي يمكن التوصل إلى حل سياسي للأزمة.
عربيا، دعا الرئيس المصري محمد مرسي نظيره السوري إلى التخلي عن السلطة، مبديا تأييده لمحاكمة الأسد كمجرم حرب أمام محكمة جرائم الحرب الدولية، وقال مرسي في مقابلة خاصة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية، إنه يؤيد المطالب الداعية إلى محاكمة الأسد أمام محكمة جرائم الحرب الدولية، وإنه يدعم الكثيرين من الشعب السوري الذين يطالبون بمحاكمة الأسد كـ"مجرم حرب".
ايران من جهتها اعلنت دعمها لمبادرة حليفها الرئيس الأسد معتبرة أنها تمهد لبناء مستقبل واعد للشعب السوري واحلال الاستقرار في سوريا والمنطقة برمتها".
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي الذي يقوم بجولة افريقية أن "مبادرة الأسد تنبذ التطرف والعنف والإرهاب وتدعو الى رسم المستقبل السياسي لسوريا استنادا الى مبادئ التعددية السياسية وتهيئة الظروف الملائمة لتبلور ملامح عملية سياسية شاملة مبنية على أساس الحوار الوطني وصياغة دستور جديد وإجراء انتخابات مما يفضي الى تشكيل حكومة جديدة".
وأضاف "إن من ما يميز مبادرة الرئيس السوري أنها جاءت متوافقة مع أسس وأهداف ميثاق الأمم المتحدة والقواسم المشتركة لكل المبادرات الإقليمية والدولية لحل الأزمة في سوريا" .
وأوضح صالحي أن "المبادرة "جاءت منسقة مع مبادرة إيران ذات النقاط الست للحل السلمي للصراع في سوريا التي إذا ما طبقت على أرض الواقع، من شأنها ان تحقق الأمن والاستقرار للشعب السوري والمنطقة على حد سواء" الى ذلك ، لفتت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الى ان "المعارضة السورية وداعميها الدوليين رفضوا عرض الرئيس السوري بشار الأسد لإنهاء العنف"، مشيرة الى ان "المعارضة اكدت على أن الأسد لم يقدم تنازلات ذات معنى، وان عليه التخلي عن السلطة فورا".
ورأت الصحيفة ان "الآمال في تحقيق تقدم تبددت بعد خطاب الاسد .
ولفتت الصحيفة الى ان "الجمهور الذي قاطع الاسد مرارا بالتصفيق والهتافات المؤيدة كان مختارا بعناية"، مشيرة الى "فرض اجراءات امنية مشددة، وقطع خدمة الانترنت اثناء تواجد الاسد في دار الاوبرا