بيروت ـ جورج شاهين توفي أحد المصابين من موكب الشيخ حسام الصباغ، الذي تعرض للإصابة مع 4 عناصر من فريق مواكبة وزير الشباب والرياضة اللبناني فيصل كرامي، نجل رئيس الحكومة السابق عمر كرامي، أحدهم حالته شديدة الخطورة، بالإضافة إلى مدني خامس، أصيب بجروح مختلفة، وذلك إثر اعتداء تعرض له موكب الوزير، قبيل صلاة الجمعة، في ساحة عبد الحميد كرامي، المعروفة بساحة النور، أثناء اعتصام دعا إليه الإسلاميون في طرابلس، للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين الإسلاميين في سجن رومية.
وقالت مصادر أمنية لـ"العرب اليوم" أن الوزير كرامي كان يصطحب نجله عمر في الطريق من مكتبه في قصر كرم القلة لآداء صلاة الجمعة، عبر ساحة التل، عندما حصل هرج ومرج وسمع إطلاق نار كثيف وصوت انفجار لقنبلة يدوية، ما أدى الى إصابة 4 من عناصر الموكب واشتعال النيران في سيارة جيب كانت في آخر الموكب، و تبعد مسافة سيارتين عن سيارة الوزير كرامي ونجله، ما أسفر عن احتراقها كليًا، وإلحاق أضرار بالغة بسيارة أخرى، تم إطفائها قبل أن تمتد النيران إليها كليًا.
وقد صرح الوزير كرامي أنه لم يكن مستهدفًا على الإطلاق، ولا يعرف الجهات التي أطلقت النار، معتبرًا أن عبوره في المنطقة كان إجباريًا، باعتبارها على مدخل مكتبه الخاص المعروف في قصر كرم القلة، لافتًا إلى أنه لم يكن يعرف أنه سيخرج في هذا الوقت على الطريق المذكور.
وفور وقوع الحادث، استنفرت جميع الأجهزة الأمنية، وأجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالات بالقيادات الأمنية والعسكرية، وطلب إلى وزير الداخلية مروان شربل عقد اجتماع لمجلس الأمن الفرعي في المدينة، فوجه شربل الدعوة إلى اجتماع يعقد عصر الجمعة في سرايا المدينة.
كذلك اتصل الرئيس ميقاتي بالوزير كرامي مطمئنًا على سلامته،
واعتبر الرئيس ميقاتي خلال الاتصال أن "الاعتداء على موكب الوزير كرامي هو استهداف لطرابلس وأمنها واستقرارها، ومحاولة لافتعال فتنة داخلية في المدينة".
ورأى ميقاتي كذلك أن "الإدانة لا تكفي، لأن العناية الإلهية أنقذت طرابلس من هذا الهجوم الخطير، الذي استهدف بيتًا وطنيًا عريقًا، قدم للبنان أغلى التضحيات، وفي مقدمتها الرئيس الشهيد رشيد كرامي".
وأكد ميقاتي على أنه أعطى التوجيهات لوزير الداخلية لمتابعة التحقيقات المشددة حتى النهاية، وملاحقة ومعاقبة المتورطين في هذا الاعتداء. وشدد على أن "الرهان الأن على حكمة دولة الرئيس عمر كرامي، ومعالي الوزير فيصل كرامي، وأبناء طرابلس الحريصين على وحدة المدينة وأمنها واستقرارها، وتضامن أبنائها الذين يقفون جميعًا في صف حماية طرابلس من الاستهداف والفتنة".
كذلك إتصل الرئيس ميقاتي بالرئيس عمر كرامي، معبرًا عن تضامنه، كما جرى التأكيد على العمل لتجنيب مدينة طرابلس كل ما يؤثر على أمنها واستقرارها.
من جانبه، أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً هاتفيًا بالوزير فيصل كرامي، مهنئًا بنجاته من الاعتداء الآثم الذي تعرض له، ومعربًا عن استنكاره الشديد لهذه الجريمة، التي استهدت حياته وحياة لبنان عامة، والفيحاء على وجه التحديد، كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى.
كما أعلن المكتب الإعلامي لوزير الداخلية أن الوزير شربل قد توجه عند الثانية والنصف من بعد ظهرالجمعة إلى طرابلس، حيث سيرأس في السرايا اجتماعًا طارئًا لمجلس الأمن الفرعي، في ضوء التطورات الأمنية التي تشهدها المدينة.
هذا، وقد انتشر الجيش اللبناني في المنطقة، وتحديدًا في محيط منزل الوزير كرامي في منطقة المعرض، حيث يعمل عناصر الجيش حاليًا على التدقيق في هويات المارة. وأكدت قيادة الجيش أن وحداتها كثفت من تدابيرها في المنطقة، لمحاصرة الوضع ومنع حصول ما يمكن أن يكون مخططًا له. وقالت أنها طوقت ذيول الحادث، واستتب الوضع أمنيًا، و تجري الاتصالات لتهدئة الوضع.
وكان مئآت من المعتصمين قد اعتصموا في ساحة النور، طلبًا للإفراج عن الموقوفين الإسلاميين من سجن رومية، قبل أن يؤمهم في صلاة الظهر الشيخ السلفي سالم الرفاعي، الذي طالب بوقف المحاكمات للإسلاميين، والإفراج عنهم، بعد 5 سنوات من التوقيف من دون محاكمة.
كما لفت إلى أن "السنة" مهمشون، طالما أن أبناءهم في السجون من دون غيرهم.  مطالبًا بتسوية مشكلة التعويضات لمتضرري طرابلس بالسرعة القصوى، كما جرى تعويض سكان حي السلم، الذين تضرروا جراء السيول، بعد اعتداءهم على الأملاك النهرية في جوار نهر الغدير في الضاحية الجنوبية.