القاهرة ـ علي رجب أكد مستشار شيخ الأزهر الشريف للعلاقات الخارجية، الدكتور محمد مهنا، أن "مصر أصبحت تفتقد للوسطية في كل شئ، وأن الأزمات السياسية التي تشهدها البلاد دليل على غياب الرشد السياسي لدى قادة الأحزاب، وأن مسؤولية تلك الأزمات تقع على عبء جميع القوى السياسية في مصر". وأضاف د.مهنا في حديث لـ"العرب اليوم"، أن "شيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، لا يبخل بأي جهد من أجل تهدئة الأوضاع المضطربة في البلاد، وعودة الاستقرار لمصر وانتشالها من حالة الفوضى، وأن الأزهر مع أي تحرك ومبادرة تهدف إلى انتشال البلاد من الفوضى التي تشهدها حاليًا من أجل لمّ الشمل ونبذ روح التعصب والفرقة، وإعادة روح الوحدة والائتلاف المعروفة لدى المجتمع المصري، وأن الأزهر يدرك تمامًا أن هناك خيطًا رفيعًا للتفريق بين المواقف الوطنية والمواقف السياسية، وأن القوى السياسية لا تعبر عن الشارع المصري، وأنها تعمل على استغلال الشارع لصالح أهدافهم الخاصة فقط".
وشدد نائب رئيس "الأكاديمية العالمية لدراسة التصوف وعلوم التراث"، على أن "حالة الفوضى التي تشهدها البلاد ترجع إلى قيام العديد من الفصائل بالتلاعب بالدين"، مضيفًا "كل من هبّ ودبّ يتكلم باسم الدين ويستغلون البسطاء من الشعب للضحك عليهم، والأزهر يسعى إلى التوحيد بين صفوف الشعب ونشر الوسطية الحقيقية، ويواصل اتصالاته منذ الأحد، بكافة الأطراف من دون استثناء، لهدف تهدئة الأوضاع والخروج من الحالة التي يمر بها الوطن حاليًا، وسيظل الأزهر بعيدًا عن الاستغراق في الأمور السياسية، فهو لا يلعب دورًا سياسيًا، وإنما ينطلق من الواجب الوطني لإستقرار الأمة والحفاظ على الأرواح والممتلكات، لأن الفكر الإسلامي يسع كل التيارات والأفكار الوسطية".