مروحيات الجيش السوري في قاعدة عسكرية قرب تفتناز في محافظة ادلب
مروحيات الجيش السوري في قاعدة عسكرية قرب تفتناز في محافظة ادلب
دمشق ـ وكالات
أفادت "لجان التنسيق المحلية" بمقتل 53 سوريًا منذ صباح الجمعة، فيما انفجرت عبوة ناسفة في دمشق التي تعرضت أحياؤها الجنوبية إلى عمليات قصف من قبل القوات الحكومية، في حين دعت المعارضة إلى التظاهر الجمعة تحت شعار "مخيمات الموت"، وبينما أكد رئيس أركان الجيوش
الأميركية الجنرال مارتن ديمسي، "استحالة منع الرئيس السوري بشار الأسد من استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المعارضة"، فيما شدد وزير الدفاع ليون بانيتا على أن "الولايات المتحدة سوف تركز على "كيفية تأمين مخزون النظام السوري من هذه الأسلحة في حال سقوط الأسد".
وفي حين انتهى اجتماع "سري" عقدته بريطانيا في قصر ويلتون بارك" التاريخي، لبحث "مصير سورية بعد رحيل بشار الأسد"، أكد وزير الخارجية وليام هيغ، أن "تنحي الرئيس السوري بشار الأسد لا مفر منه"، مشددًا على أهمية أن "يعد المجتمع الدولي للمرحلة التالية في سورية"،
وانفجرت عبوة ناسفة صباح الجمعة في دمشق، قال "المرصد السوري" عنه:" سُمِع دوى انفجار ناتج عن عبوة ناسفة داخل سيارة في شارع الثورة بالقرب من جسر فيكتوريا في مدينة دمشق (شمال غرب)، ولم ترد معلومات عن خسائر"، فيما أشار إلى "تعرُض أحياء العسالي والحجر الأسود، والتضامن في المدينة إلى قصف من القوات الحكومية"، كما طال القصف بلدات ومدن: يلدا، والمعضمية، وداريا، وبيبلا في ريف دمشق.
وفي مدينة حلب(شمال البلاد)، ذكر مصدر عسكري أن "سوق المدينة القديمة المحيط بالجامع الأموي الكبير شهد الخميس اشتباكات عنيفة بين عناصر الجيش السوري ومسلحين بعد محاولة الجيش السوري التقدم إلى سوق الزهراوي".
وقال المصدر، إن "المسلحين حشدوا تعزيزات كبيرة ما أجبر الجيش على التراجع إلى نقطة السبع بحرات في مركز المدينة مساء"، فيما تحدث المصدر، عن "تقدم للجيش" على المحور الرئيسي في حي بستان الباشا (شمال).
وقد دعت المعارضة إلى التظاهر الجمعة تحت شعار "مخيمات الموت"، بعد بروز معاناة اللاجئين السوريين مع العواصف التي ضربت المنطقة خلال الأيام الماضية، ومداهمة الأمطار والثلوج مخيماتهم.
ومن وحي الشعار، كتبت صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011" على موقع "فيس بوك"، قائلة:" "رحلوا بأطفالهم ونسائهم خوفا من الخطف والقنص والقصف، حلموا بخيمة آمنة بعيدة عن كلاب الأسد وعصاباته، ولكن الموت البطيء كان في انتظارهم، حرمهم أدنى متطلبات الحياة البشرية.. تمنوا من خلاله الرجوع إلى الوطن والموت تحت سمائه بكرامة".
وأضافت "تبًا لموت الضمير والإنسانية، ثم تبًا لخذلان الجار القريب قبل البعيد".
وانتهى اجتماع نخبوي وهام في بريطانيا الخميس، للإجابة عن السؤال المحوري "ماذا عن سورية بعد الرحيل المرتقب لرئيسها بشار الأسد؟"، فيما عقد في سرية وتم منع الصحافيين والإعلاميين عن فعالياته.
وعلى الرغم أن الاجتماع المغلق بدأ الأربعاء إلا أن أحدًا لا يدري شيئاً عن نوعية المناقشات والمداولات التي جرت وراء أبواب موصدة، لكن من المتوقع صدور إعلان أو بيان الجمعة عن النتائج والتوصيات التي قد يدعو إليها الاجتماع الذي نظمته ودعت إليه الخارجية البريطانية، التي أوحت بأهميته من اختيار المكان الذي عقد فيه، وهو "مركز ويلتون بارك"، المعروف بأنه قصر تاريخي تم بناؤه في القرن السادس عشر في ريف بعيد عن لندن 50 كيلومترا في مقاطعة ساسكس في الجنوب البريطاني.
والقصر هو الأشهر عالمياً لعقد مؤتمرات واجتماعات خاصة بمناقشة قضايا دولية مهمة، وأشهر مؤتمر عقد فيه هو الذي اقترحه رئيس الوزراء البريطاني الراحل، ونستون تشرشل، في العام 1946 وناقش بنجاح سبل إرساء السلام والديمقراطية في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
وقد فشلت وسائل الإعلام في التعرف على هوية بعض المشاركين، ممن وصفتهم الخارجية البريطانية بخبراء وجامعيين متخصصين في كيفية إدارة وتجاوز الأزمات، مضيفة أن "البعض الآخر أعضاء في قيادة الائتلاف السوري المعارض". وبحسب ما قال متحدث باسم الخارجية البريطانية، فإن "الهدف من الاجتماع هو "حض المجتمع الدولي على التفكير والإعداد لانتقال سياسي يتولاه السوريون"، مضيفاً "إننا نبذل ما في وسعنا لوضع حد للعنف في سورية والتوصل إلى انتقال سياسي فعلي"
وقد كتب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ على "تويتر"، قائلاً:" إن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد لا مفر منه"، وشدد في "تغريدة" ثانية على أهمية أن "يعد المجتمع الدولي للمرحلة التالية في سورية"، لكنه لم يشرح شيئاً عن الاجتماع الذي يشرف عليه مسؤول دائرة الشرق الأوسط وإفريقيا في الخارجية البريطانية ديفيد كواري، ويرعاه عن كثب وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أليستير بيرت.
ولم تسمح الخارجية البريطانية لأية وسيلة إعلامية بتغطية الاجتماع الذي يهدف أيضًا إلى الخروج بتوصيات وبرامج عمل تطمئن المجتمع الدولي عن مرحلة ما بعد سقوط الأسد، كما لم تكشف الوزارة عن هوية أي طرف عربي أو أجنبي، ولا عن ممثلي أي جهة عربية ودولية وسورية شاركوا في الاجتماع، وسط تأكيدات لمحت إليها بعض وسائل الإعلام البريطانية بأن أي وزير خارجية ولا حتى زعيم التحالف الوطني السوري معاذ الخطيب كان بين المشاركين.
من ناحيته، أعلن "الجيش الحر" الخميس سيطرته على مطار "تفتناز" العسكري في إدلب، شمال سورية، فيما أفاد ناشطون بمقتل 46 شخصًا في أعمال عنف في العديد من المدن السورية، بينما شن الجيش السوري النظامي غارات جوية على مواقع لقوات المعارضة، كما ألقت مروحيات عسكرية براميل متفجرة على بلدة تفتناز.
وبث ناشطون صورًا على الإنترنت تظهر ما قالوا إنه "حصار لمطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي".
وقالت المعارضة، إن "الحصار يستهدف قطع خطوط الإمداد ويساعد قوات من الجيش السوري على الانشقاق، ما يسهل اقتحام المطار"، في حين قال رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمسي في مؤتمر صحافي الخميس:"إذا قرر الرئيس السوري بشار الأسد استخدام أسلحة كيماوية ضد المعارضين السوريين فسوف يكون شبه مستحيل منعه من القيام بذلك"، مؤكدًا أن "هذا الأمر(المنع) سوف يتطلب مقدارًا من الدقة في المعلومات الاستخباراتية يتيح معرفة ما سوف يحصل حتى قبل أن يقع هذا الأمر".
وبدوره أعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أن الولايات المتحدة ستلتفت في شكل أكبر إلى كيفية تأمين مخزون الأسلحة الكيماوية لدى النظام السوري في حال سقوط الأسد.
وقال بانيتا في المؤتمر ذاته إن "القلق الأكبر اليوم هو معرفة ما يقوم به المجتمع الدولي للتأكد من أنه حين يسقط الأسد، سيتم تنفيذ آليات لنقوم بتأمين هذه المواقع".
وأوضح بانيتا أن الحكومة الأميركية تبحث هذه المسألة مع إسرائيل ودول أخرى في المنطقة، لكنه نفى أن تكون واشنطن بصدد إرسال قوات على الأرض للقيام بهذه المهمة وسط أجواء "معادية".
من ناحيتها اعتبرت وزارة الخارجية السورية تصريحات المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي الأخيرة التي انتقد فيها خطاب الرئيس بشار الأسد واستبعد دورا له في المرحلة الانتقالية بسورية تعبر عن "انحيازه السافر" في بيان أصدرته الأربعاء.
وكان الإبراهيمي هاجم الأربعاء خطاب الأسد مؤكدا في الوقت نفسه أنه لا يرى دورا للأسد في حكومة تشرف على مرحلة انتقالية في البلاد.
وفي مقابلة له، أطلق الإبراهيمي واحدا من أوضح تصريحاته بشأن مستقبل الأسد، إذ جزم أن الأخير "لن يكون عضوا في هذه الحكومة".
وأضاف أنه سيتوجه إلى جنيف، للمشاركة في اجتماع مقرر مع مسؤولين أميركيين وروس لبحث سبل تنفيذ إعلان جنيف.
يشار إلى أن القوى الكبرى اتفقت في حزيران/ يونيو على إعلان جنيف الذي دعا إلى تشكيل إدارة انتقالية للخروج من دوامة العنف في سورية.
وشدد الإبراهيمي على أن إعلان جنيف هو "أساس الحل في سورية.. نتحدث عن حل سلمي.. لا حل عسكري"، مشيرا إلى أنه "كلما أسرعنا بالحل السلمي كان أفضل... لأن سورية.. تتهشم... عملية الهدم يجب أن تتوقف".
وفي حين اعتذر المبعوث الدولي عن استخدامه كلمة "طائفية" في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية في وقت سابق لوصف خطاب الأسد الأخير، تمسك بانتقاد الخطاب.