زبيد ضمن قائمة "اليونسكو" لمدن التراث الإنساني
زبيد ضمن قائمة "اليونسكو" لمدن التراث الإنساني
صنعاء ـ علي ربيع
نجحت جهود اليمن في إقناع منظمة اليونسكو بالإبقاء على اثنتين من مدنه التاريخية ضمن قائمتها لمدن التراث الإنساني، بعد أن كانت هددت بإسقاطهما جراء عدم التزام الحكومة بالمعايير المتعلقة بالحفاظ على المدن التاريخية.
وقال أمين عام اللجنة اليمنية الوطنية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور أحمد المعمري في تصريح
رسمي، الاثنين،إن الوفد اليمني الموجود في اجتماع لجنة اليونسكو للتراث العالمي المنعقد حالياً في كمبوديا ,نجح في إقناع الاجتماع بمنح اليمن مهلة أخرى والإبقاء على مدينتي صنعاء وزبيد في قائمة التراث العالمي نظراً للظروف التي مر بها اليمن خلال أزمة عام 2011".
وذكرت مصادر مطلعة في وزارة الثقافة اليمنية لـ"العرب اليوم" "أن الوفد اليمني تعهد للجنة اليونسكو في اجتماع كمبوديا بـ"العمل على إزالة المخالفات والتشوهات المعمارية التي طالت التراث الإنساني للمدينتين". وقالت إنه" طلب من المنظمة إدراج مواقع أثرية يمنية جديدة ضمن قائمتها للتراث، حيث من المقرر أن يخضع الطلب للدراسة قبل الموافقة النهائية".
يذكر أن مدينتي صنعاء القديمة وزبيد كانتا تعرضتا أخيراً لتشوهات تهدد الطابع المعماري القديم، وتمثلت في استحداث الأهالي لأبنية من الاسمنت أو إدخال مواد غير تقليدية في بعض المباني، فضلا عن إهمال بعض المباني وعدم ترميمها، إلى جانب غياب منظومة قانونية وتشريعية تجرم الاعتداء على المدن الأثرية وتحميها من العبث بهويتها.
وتقدر المخالفات التي طالت مدينة صنعاء القديمة بنحو 2000 مخالفة، فيما بلغت في زبيد(غرب اليمن) نحو4 آلاف مخالفة متنوعة بين البناء بالاسمنت أو استبدال الأبواب الخشبية، أو الترميم بمواد غير تقليدية.
ويعود تاريخ (صنعاء القديمة) المبنية من الطوب المحروق(الآجر) إلى ما قبل الميلاد بنحو خمسة قرون، ومعظم مبانيها الحالية المأهولة يعود بناؤه إلى ماقبل القرن 11للميلاد.
وتضم مئات المساجد وآلاف المنازل، ومحاطة بسور طيني أعيد ترميمه في أواخر التسعينيات، كما يوجد فيها سوق شعبي لبيع مختلف السلع التقليدية والحرفية والمنتجات الأخرى.
أما زبيد الواقعة غرب اليمن في سهل تهامة على بعد كيلومترات من البحر الأحمر، فاختطها مؤسس الدولة الزيادية في القرن التاسع الميلادي، لتكون بعد ذلك حاضرة لعدد من حكام دويلات اليمن الوسيط، كالرسوليين والأيوبيين والصليحيين والنجاحيين، وكانت مركز إشعاع ثقافي وديني، كما كانت في العهد الإسلامي الأول موطنا لقبيلة الأشاعرة.
واشتهرت بكثرة علمائها ومساجدها التاريخية ونقوشها ومبانيها من الطين المحروق، لكنها تعرضت لحملة تشويه شرسة خلال السنوات العشر الأخيرة، ولم يتبق من سورها التاريخي إلا آثاره، فيما لا تزال تكافح للبقاء ضمن قائمة اليونسكو لمدن التراث الإنساني.