بيروت-لبنان اليوم
تحت عنوان «رغم كل الصعاب» تنطلق فعاليات «مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية (باف)» في نسخته السادسة. واختار منظموه «مسرح مونو» في منطقة الأشرفية موقع عرض. فهذه الخشبة المعروفة في عالم الثقافة، تتبع حرم «الجامعة اليسوعية» وهي تملك مختلف المواصفات التي تمكّنها من استضافة الحدث.ويفتتح المهرجان في 3 ديسمبر (كانون الأول) الحالي بعرض فيلمين وثائقيين عن الموسيقي العالمي لودفيك فان بيتهوفن، يتمحور موضوعهما حول إحدى آخر المقطوعات الموسيقية «أنشودة الفرح» التي ألّفها عندما أصيب بفقدانه تماماً حاسة السمع. يعرض «سيمفوني فور ذا وورلد» في الرابعة من بعد الظهر، ويليه في السادسة من التاريخ نفسه «فولوينغ ذا ناينس». وعند السابعة مساءً يقدّم المهرجان فيلم «مدينة وامرأة» من توقيع المخرج اللبناني نيقولا خوري.المهرجان الذي يستمر حتى 9 من الشهر الحالي يختتم عروضه بفيلم «البيكاتو» الذي يتناول الرسام العالمي مايكل أنجلو. وهو من إخراج آندريه كونشالوسكي. ويعد هذا الفيلم الشريط السينمائي الوحيد الذي يتضمنه المهرجان. فجميع باقي العروض تأتي تحت عنوان «الفني الوثائقي»، وتتراوح موضوعاتها بين الفن والأدب والرقص والموسيقى والهندسة المعمارية.
وتقول أليس مغبغب، مديرة المهرجان في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد اخترنا موضوعات أفلام المهرجان هذه السنة لتصب في خانة الحب. فهي تخاطب كل من يحب الفن والسينما وبيروت، سيما أن جميع السفارات الغربية؛ وفي مقدمهم سويسرا وإسبانيا وبلجيكا، تعاونت مع فعاليات المهرجان، لإنجاحه وتقديمه في موعده من كل عام». وتؤكّد أليس مغبغب أن ليلة الافتتاح خُصّصت للموسيقي العالمي بيتهوفن في مناسبة ذكرى ميلاده الـ250. وتتابع في سياق حديثها: «مقطوعة (نشيد الفرح Hymne de la joie) التي يتناولها الشريطان الوثائقيان لعبت دوراً كبيراً في عالم الموسيقى الحديث، وشكّلت رمزاً من رموز حركات وأحداث شهدناها في القرن العشرين. فكما الثورات وزلزال تسونامي البحري وغيرها من التواريخ التي طبعت القرن المذكور، اتخذ من هذه المقطوعة نشيد لها رافق أجيالاً من الشباب. وأسهم في تغيير مجتمعات برمّتها كما حصل عندما أزيل (جدار برلين) في عام 1991».
ومن الأفلام التي يعرضها المهرجان «ذلك الحب Que l’amour» للمخرجة ليتيسيا مايكلز. ويحكي قصة انطلاق فنان جزائري (عبدل) في عالم الغناء من باريس وتأثره بأداء ونص العالمي الفرنسي جاك بريل. اليوم أصبح الفنان عبدل أحد أشهر مغني الراب محققاً حلمه في الغناء الذي راوده منذ كان في الثالثة من عمره.أما فيلم «مدينة وامرأة (une ville et une femme)» لنيقولا خوري الذي يعرض في يوم الافتتاح، فهو مستوحى من كتاب للأديبة إيتل عدنان. وتعلّق مغبغب: «لقد كتبته الأديبة السورية في أغسطس (آب) من عام 1992، ويمكن لقارئه أن يطبّقه على وضع بيروت اليوم. وسينفرد المهرجان بعرضه لأول مرة ضمن فعالياته، وهو من الإنتاجات الحديثة لها العام الذي يتولاه قسم الثقافة بالسفارة الأميركية في بيروت».تطول لائحة الأفلام الوثائقية المعروضة في النسخة السادسة لـ«مهرجان بيروت للأفلام الفنية الثقافية (BAFF)» على «مسرح مونو»، لتشمل «الحيوات الثلاث لكلارا شومن» و«كانينغهام» و«رينوار وفتاة الشريط الأزرق» و«هندسة اللانهاية» و«أوميغا» و«ذا أبولو» الذي يعرض في ختام المهرجان.
وسيجري في أيام المهرجان تطبيق جميع الإجراءات الوقائية لجائحة «كورونا» بحيث سيُعقّم مكان العرض بشكل مستمر. ويطلب من الحضور ارتداء الأقنعة الواقية بحيث لا يزيد الحضور في صالة العرض على 40 في المائة من النسبة الاستيعابية الخاصة بها.وتختم أليس مغبغب: «إن ميزة الفن الوثائقي هي وصوله إلى جميع الشعوب مهما اختلفت لغاتهم وعاداتهم وتقاليدهم.ورغم كل الصعاب التي نعيشها في بيروت اليوم، فإننا لا نزال نتطلّع إلى بيروت الثقافة، منارةً تضيء منطقة الشرق الأوسط. فالمادة الترفيهية لا تصنع أجيالاً ولا مجتمعات راقية، فيما الثقافية والوثائقية منها تحضّر لشعوب واعية وناضجة، فتحوّل أنظارنا إلى رؤية جديدة تختلف عن تلك التي نعيشها، وتتناول الأمور من منظار مغاير.وهو ما يولّد لدى الإنسان والمجتمعات آفاقاً واسعة تزوّدنا بنظرة تحدث الفرق في خلفياتنا الثقافية».
قد يهمك ايضا
ميشال نجار يؤكّد أنّ تيار المردة لم يطلب حصة في الحكومة اللبنانية الجديدة
22 مومياء ملكية و17 تابوتًا يتجّهون إلى المتحف القومي للحضارة المصرية