بانكسي

عُرضت صور لعشرين قطعة فنية من أعمال بانكسي في فلسطين بوسط مدينة بيت لحم، تعبيراً عن الامتنان لفنان الشارع البريطاني المجهول، لمساهمته في تنويع مصادر السياحة بالمدينة.وقد تولّى جمع الصور عدد من المصورين الفلسطينيين لعرضها في المعرض المفاجئ في «ساحة المهد». ونحت فنانون من غزة عبارة «شكراً بانكسي» على الرمال على امتداد الشاطئ تزامناً مع المعرض الذي ضمّ أربعة أعمال للفنان المجهول مستوحاة من قطع وأماكن في غزة.وفي رسالة بالفيديو موجّهة إلى بانكسي، قال منسق الفعالية يامن العبد: «دائماً ما يفاجئنا بانكسي، واليوم نريد أن نفاجئه». وأضاف: «نظّمنا المعرض لنقول لبانكسي إنّنا ممتنون للمساندة. أريد فقط أن تصل رسالة الشكر إلى بانكسي... لقد ساعد اقتصادنا من خلال السياحة» البديلة، حسبما ذكر موقع «الغارديان» البريطاني.الجدير بالذكر أنّ بانكسي باع الشهر الماضي، ثلاث لوحات مقابل 2.2 مليون جنيه إسترليني في مزاد في لندن وتبرع بعائداتها لمستشفى في بيت لحم.

وقال أيوب علي، سائق سيارة أجرة حضر المعرض، إنّ ظهور أعمال بانكسي ساعد في تنويع السياحة في بيت لحم التي تعد وجهة الحج الرئيسة للمسيحيين. واستطرد: «يعرف السّياح أنّ بيت لحم هو المكان الذي وُلد فيه السيد المسيح، كنيسة المهد التي أفتخر بها، لكن فكرة بانكسي هي أيضاً أن نرى أين يعيش ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية».زار نحو 300 شخص المعرض في الهواء الطلق، وكان جميعهم تقريباً من السكان المحليين، حيث أدى الوباء إلى وجود عدد محدود من السياح. وقد حصل كل زائر على قناع وجه مجاني مزيّن باسم «بانكسي» بمجرد وصوله إلى المكان.وأضاف العبد أنّ الزيارات إلى بيت لحم تتوقف خلال فترة الوباء الذي جاء كضربة قاصمة للاقتصاد السياحي، مؤكداً أنّ «هذه المدينة تعتمد على السياحة. أصبح الكثير من الناس عاطلين عن العمل الآن في ظل إغلاق الفنادق ومحلات بيع التذكارات والعديد من المطاعم والشركات السياحية وقلة عمل المرشدين السياحيين مثلي. كلنا ننتظر عودة السياحة».منذ ظهوره الأول في فلسطين قبل 15 سنة، أصبح بانكسي جزءاً رئيسياً من مناطق الجذب السياحي في المدينة حيث اشتهر فندق «وولد واف» الذي صممه، بإطلالته على «أسوأ مشهد لأي فندق في العالم»، نظراً لإطلالته على الجدار الإسرائيلي العازل بالضفة الغربية، ورغم ذلك زاره عدد كبير من الضيوف الأجانب منذ افتتاحه في عام 2017.

غير أن هناك بعض منتقدي بانكسي الذين اتهموه بالتقليل من شأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وإلهائه عن حقيقة الصراع كما صوّرته أعمال الفنانين الفلسطينيين المحليين، حيث انتقد كل من الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء جوانب من فنه.على سبيل المثال، قال عبد الفتاح أبو سرور، المدير العام لـ«جمعية الرواد للثقافة والفنون»، وهي منظمة فنية مقرها في «مخيم عايدة» للاجئين في بيت لحم: «إنني أقدّر بشدة بانكسي كفنان وأحب عمله، لكن بعض اللوحات تبدو ساذجة، مثل لوحة العراك بالوسائد».وأضاف: «لم يكن القتال أبداً بين الناس كأفراد، بل ضد نظام. ما دام هناك احتلال وظلم فإنّ مثل هذه الأعمال لا علاقة لها بما يجري ولا تحترم معاناة المظلومين»وأضاف أبو سرور قائلاً: «لم نتلقَّ فلساً واحداً من فندق (وولد أوف). لا أحب أن تُستغلّ قضيتي كفلسطيني في عمل تجاري، على الرغم من أنّني أقدّر عمل بانكسي (كفنان)».

بيد أنّ زوار معرض بيت لحم أظهروا حماسة لمشاركة الفنان الكبير، وهو ما ظهر في تدوينة الزائرة أميرة قمسيا التي قالت: «شكراً بانكسي على دعم الشعب الفلسطيني. فنك موضع تقدير كبير. وشكراً لك يامن العبد (منسق المعرض) على جمعنا هنا في هذه المناسبة الرائعة».وقال العبد إنّ الخطر الذي يُعتقد أن بانكسي وضع نفسه فيه عندما رسم لأول مرة على الجدار الإسرائيلي بالضفة الغربية، وهو أمر يستحق الاحترام من الفلسطينيين. «كانت مخاطرة لأنّه خلال الانتفاضتين الأولى والثانية كان رسم الغرافيتي على الجدران محظوراً، وقد تعرض العديد من الأشخاص للأذى أو الاعتقال بسبب كتابتهم على الجدران. لذا فعل بانكسي الكثير من أجل الفلسطينيين. نريد أن نراه مرة أخرى في فلسطين».

قد يهمك ايضا : 

رسم 72 لوحة من الصوف على قطعة فنية من الكتان "بايو"

   العثور على قطعة فنية تحمل عبارة عربية عمرها ألف عام في القدس