بيروت - لبنان اليوم
شيع لبنان أمس (الأحد) العلامة السيد محمد حسن الأمين الذي فارق الحياة مساء أول من أمس (السبت) عن عمر ناهز الـ75 عاماً نتيجة إصابته بفيروس كورونا، ونعاه رجال دين وسياسيون في لبنان، واصفين إياه بـ«فقيد العلم والعلماء».
والعلامة الأمين معروف بمواقفه المعتدلة دينياً وسياسياً التي تتعارض مع «حزب الله» و«حركة أمل» لا سيما في العلاقة مع إيران، وهي ما برزت بشكل أساسي في عام 2005 إثر اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ليعرف بعدها أيضاً بمواقفه المؤيدة للثورات العربية وبقربه فكرياً وشخصياً من العلامة الراحل السيد هاني فحص الذي توفي عام 2014.
هو من مواليد بلدة شقرا قضاء بنت جبيل، جنوب لبنان، سنة 1946 في عائلة ملتزمة دينياً، والده السيد علي مهدي الأمين تخرج في كلية الفقه في النجف عام 1967 ثم تابع دراساته العليا حتى عام 1972، وفي عام 1975 دخل سلك القضاء الشرعي الجعفري، ثمّ عُين قاضياً في مدينة صور حتى عام 1977، حيث انتقل إلى مدينة صيدا وبقي رئيساً لمحكمتها حتى سنة 1997 حين نُقل إلى المحكمة العليا مستشاراً وبقي فيها حتى وفاته.
وكتب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عن الأمين، على حسابه على «تويتر»، قائلاً: «برحيل العلامة السيد محمد حسن الأمين يغيب عقل متنور كرّس حياته لوحدة المسلمين وخير اللبنانيين».
ونعى رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الأمين، واصفاً إياه بـ«فقيد العلم والعلماء والمفكر الإسلامي والأديب الذي قضى معظم حياته في خدمة الدين والمجتمع وتبليغ الأحكام الشرعية ودعم القضايا المحقة للشعوب المستضعفة؛ وأسهم الراحل الكبير في تعزيز الحوار والانفتاح بين التيارات الفكرية والثقافية المتنوعة خدمة للوطن وشعوب الأمة».
وأضاف: «كان العلامة الأمين رجل علم وفكر وداعية حوار وانفتاح عرفنا فيه مزايا العالم العامل نصرة لقضايا الوطن وشعبه والتزاما بقضايا الأمة وشجونها، وفي طليعتها القضية الفلسطينية التي سكنت في عقله وقلبه، وأغنى المكتبة الإسلامية بأبحاثه ومؤلفاته التي اشتملت حقول المعرفة والعقيدة والأدب والفكر، وخسرت الحوزات والمراكز الدينية ومنتديات الفكر والحوار والثقافة برحيله عالما جليلا وأستاذاً باحثاً ومفكراً فذاً».
ونعى أيضاً المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان العلامة الأمين «الذي قضى حياته بين الفكر والقضاء والقضايا الدينية والوطنية والوحدوية تاركاً بصمات وقضايا نقاشية طالما وجدت بيئتها ودواعي إثارتها بالفكر الديني والإنساني». وقال في بيان: «مع وفاته يترك السيد الراحل بصمة التنوع بالفكر والقضايا ويسدل جبل عامل الستار عن شخصية نقاشية كانت وما زالت تؤكد معنى التنوع بالإرث الديني والفكري الذي شكله علماء جبل عامل على امتداد التاريخ وقدموه كمصدر للثراء الفكري العالمي بطريقة قل مثيلها».
قد يهمك أيضا