واشنطن ـ يوسف مكي
صنفت وزارة النقل في تكساس الأميركية واجهة "برادا" في صحراء تشيهواهوا، 35 ميلاً شمال غرب "مرفا"، على أنها "إعلان غير قانوني"، والمحل ليس متجرًا للبيع بالتجزئة، ولكن مقر ثابت صنعه كلا الفنانَين الإسكندنافيَّين مايكل المجرين وإنغار دراجست المقيمين في برلين، ويحمل اسم "برادا مارفا"، وعلى الرغم من موقعه المنعزل إلا أنه يجذب الآلاف من السياح منذ افتتاحه في العام 2005، بما في ذلك بيونسيه التي زارته الصيف الماضي.
وفي انتهاك لقانون تجميل الطرق السريعة الذي وضع العام 1965، يبدو أن هذا المقر الأنيق، الذي يقع على أرض غير مرخصة على حدود الولايات المتحدة، وبالتحديد على الطريق السريع 90 ، يمكن أن تتم إزالته بالقوة، على الرغم من أن الوزارة لم تقرر بعدُ ما الذي ستفعله معه.
وداخل المخزن ست حقائب (مثبّتة في لوحات العرض، لمنع السرقة) و 20 حذاءً ( الفردة اليمنى فقط، للغرض ذاته) من مجموعة برادا لشتاء العام 2005، كانت قد اختارتها ميوشيا برادا بنفسها.
المعرض الصغير الذى يبلغ حجمه 15 قدمًا X 25 قدمًا لم يفتح قط، والمقصود الا يتم اصلاحه على الإطلاق حتى يتحلل ببطء ليعود مرة أخرى جزءًا من المشهد الطبيعي.
وصرح المجرين إلى صحيفة "نيويورك تايمز"، بـ "أن المقصود من هذا المخزن الصغير أن يكون تعبيرًا عن الانتقاد لصناعات السلع الفاخرة، من خلال وضع متجر في وسط الصحراء"، مؤكدًا انه لم يسع أبدا لطلب الحصول على تصريح، لأنه يرفض ان يعتبر هذا المكان إعلانًا.
المشروع، الذي تكلف 80 ألف دولار، لم تموله برادا، ولكن موله صندوق نيويورك غير الربحي للإنتاج الفني بالتعاون مع قاعة "مرفا"، وهي معرض للفن المحلي المعاصر.
وأكد المجرين "إذا كان هذا حقا ضد القانون واللوائح كان يجب أن يتبين لهم ذلك العام 2005 عندما تم تشيده".
وأثيرت القضية منذ حزيران/ يونيو الماضي فقط، عندما قامت شركة "بلاي بوي" بتثييت علاماتها المميزة في شكل أرنب من لمبات النيون بارتفاع 40 قدمًا، الى جانب علامة أخرى لدودج تشارجر 1972، على الطريق السريع ذاته فقط على بعد ميل خارج مرفا.
واعتبرت وزارة النقل الهيكل الذي أقامته "بلاي بوي"، وصممه الفنان ريتشارد فيليبس إعلانا من اعلانات الطرق غير القانونية بسبب استخدام الشركة لشعار علامتها التجارية المعروفة وهي وجه الأرنب من دون تصريح.
وبدأ النائب العام المساعد أورين كوناوي، الذي ساهم في تأكيد شرعية الهيكل الذي اقامته "بلاي بوي" في مرفا يطرح التساؤلات عن مخزن برادا في مرفا.
لكن المجرين دافع عن مخزن برادا قائلاً "هناك فرق بين ان يتم تكليفك من قبل احدى الشركات أن تقوم بعمل شيء لهم، ومستخدما شعارهم، وبين ان تستخدم الشعار من دون أن تٌكلف بذلك" .
وأضاف بحزم "إذا كانوا يريدون إزالته بسبب البيروقراطية فنحن مستعدون لهدمه تمامًا، وبعدها يمكننا أن نقول إن واحدًا من الأعمال الفنية المعروفة - والتي لم تكلف دافعي الضرائب أي شيء، والذى تم اختياره كواحد من أهم مناطق الجذب الجديرة بالرؤية على جانب الطريق- لم يعد له وجود".