صنعاء - العرب اليوم
باشرت امانة العاصمة اليمنية صنعاء في ترميم (باب اليمن) في سياق حملة واسعة لترميم واحياء المباني والمعالم التاريخية وعلى رأسها (باب اليمن) البوابة الرئيسية لمدينة صنعاء القديمة. ويقع باب اليمن جنوبي العاصمة ويعود تاريخه إلى أكثر من ألف عام وهو الباب الوحيد المتبقي بكامله من بين أربعة أبواب أخرى عرفت في السابق كمداخل للمدينة وهي أبواب شعوب والسبح وسترات والشقاديف. لكن تلك الأبواب
اندثرت ولم يتبق منها سوى باب اليمن محافظا على رونقه وشاهدا على الأحداث الجسام التي مرت بها اليمن خلال مئات السنين وشكلت تاريح البلاد حسب ما ذكرت كونا.
وتعرضت مدينة صنعاء خلال الفترة الماضية لاهمال رسمي ما جعل منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) توجه انذارا للسلطات اليمنية بشطب المدينة من قائمة مدن التراث العالمي الامر الذي حفز أمانة العاصمة صنعاء لاطلاق حملة وطنية للحفاظ على المدينة القديمة هدفها الحفاظ على معالم المدينة التاريخية والتراثية وبوابتها العتيقة.
ومنحت (يونسكو) الحكومة اليمنية مهلة جديدة من اجل ازالة التشوهات والاستحداثات التي طرات على مدينة صنعاء القديمة حتى لا يتم شطبها من قائمة التراث العالمي.
وبحسب نائب رئيس الحملة سليم الحيمي فقد تم استكمال التصاميم الهندسية للمشروع وسيبدأ العمل في إعادة ترميم جدار مدينة صنعاء بحسب النمط المعماري الفني القائم وإعادة ترميم الباب الخشبي لباب اليمن بحسب المواصفات التي بني عليها منذ القدم.
وقال الحيمي ان المشروع سينفذه فنيون يمنيون خبراء وذوي كفاءة في مجال البناء التراثي.
واوضح ان أمانة العاصمة نفذت حملة لمنع الاستحداثات الجديدة في المباني المخالفة مؤكدا البدء بترميم 10 منازل قديمة في حين يتواصل ترميم 30 منزلا في إطار المرحلة الأولى من الحملة الوطنية لإزالة التشوهات التي تعرضت اليها مدينة صنعاء التاريخية.
وقال انه تم البدء في ترميم عدد من المنازل الأكثر تضررا والأكثر بعدا تاريخيا موضحا أن الحملة الوطنية تبنت إقامة نقابة خاصة بالبنائين الحرفيين لمدينة صنعاء القديمة وتأطيرهم في كيان نقابي بهدف إحياء وتفعيل هذه الخبرات في مجال البناء المعماري الجميل والفريد.
من جانبه قال امين العاصمة عبدالقادر هلال ان امانة العاصمة بدأت في ترميم عدد من المنازل الأكثر تضررا والأكثر بعدا في التاريخ في إطار حملة الحفاظ على مدينة صنعاء التاريخية مؤكدا ان أمانة العاصمة وضعت خطة بالتعاون مع وزارة الثقافة لازالت التشوهات والعمل على استقرار الخدمات وخاصة المياه.
من جهته قال المهندس في الحملة محمد الديلمي ان الحملة بدأت من خلال إعداد خطة تشمل العمل على إزالة التشوهات في المنازل وإعادة إحياء البساتين وترميم المنازل المتضررة من خلال موازنة تشغيلية تم عملها من قبل أمانة العاصمة.
وأكد أن الحكومة لم تقر أي موازنة للحفاظ على صنعاء القديمة وأن أمين العاصمة حدد الميزانية من موازنة أمانة العاصمة السنوية مشيرا الى أن الموازنة هي 25 مليون ريال شهريا.
وذكر أن الامانة ستستمر في الحملة الوطنية حتى مع غياب الدعم الخارجي أو الدعم الحكومي في ظل رفض وزارة الثقافة والهيئة العامة للحفاظ على المدن التراثية وصندوق التراث الثقافي.
وقال ان الترميم بدأ بشكل بسيط في يونيو الماضي لكن تم اكتشاف ان عدد المنازل الأكثر تضررا يبلغ نحو 478 منازل وهي تحتاج إلى ترميم سريع لكنه الامر يتطلب وقتا وجهدا مشيرا الى انهم تمكنوا من ترميم نحو عشرة منازل.
وقال ان فترة الحملة كانت في البداية ستة أشهر لكن نظرا للمخالفات الكبيرة التي تم اكتشافها فإن المؤشرات تفيد بأن الحملة سوف تستمر من سنة إلى سنتين.