الجزائر ـ سميرة عوام
أكد أسقف عنابة وقسنطينة في الجزائر المونسينيور بول ديفارج، خلال حفل تدشين كنيسة القديس أغسطين، وجود حوار مفتوح بين الحضارة الإسلامية والمسيحية، إلى جانب تعزيز الاحترام بين الديانات، والحدّ من مختلف الصراعات التطرفية بين الطوائف في العالم العربي والإسلامي.
وأشار الأسقف بول، إلى الأهمية الكبرى
التي يوليها الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة للكنائس وكل الآثار الرومانية الموجودة على مستوى التراب الجزائري، مضيفًا أن "وزارتي السياحة والثقافة في الجزائر، قد ساهمتا بقوة في ترميم وحماية مختلف التحف والقطع التي تدل على تاريخ القديس أغسطين، وآخرها حضور وإشراف رئيس مجلس الأمة عبدالقادر بن صالح، ممثلاً من قِبل بوتفليقة لتدشين كنيسة القديس أغسطين في مدينة عنابة، بعد أعمال ترميم دامت 32 شهرًا، وقد رصد لها 500 مليون دينار جزائري (ما يعادل 6 مليون و117 ألف و330 دولارًا)، إلى جانب إسهامات عدد من المؤسسات الاقتصادية،علمًا أن الكنيسة كانت قد بنيت في الجزائر في العام 1830، ومنذ ذلك الوقت تحولت إلى محجٍ للباحثين والطلبة، وكذلك أساقفة الدول الأوروبية والأميركية، أي ما يعادل زيارة 18ألف سائح سنويًا.
وقد ولد القديس أوغسطين في مدينة عنابة، وهي رابع كبريات المدن الجزائرية، ومن أبرز الموانئ على البحر المتوسط، وتقع في أقصى الشمال الشرقي من البلاد، وهي مدينة تاريخية أسسها الفينيقيون وحكمها الرومان، وأطلقوا عليها اسم "هيبوريغيوس" واستولى عليها الفندل عام 431، ومن أبرز معالم عنابة كاتدرائية القديس أوغسطين وقد وضعت وزارة السياحة الجزائرية برنامجًا سياحيًا للتعريف بها، ويشار إلى أن هذا القديس له 18مليون من الأتباع، لا سيما في الولايات المتحدة، حيث بنوا هناك أكثر من 500 كنيسة.
وعاش أغسطين حياة العربدة في شبابه، ثم درس الفلسفة، ثم تحول إلى الديانة المانوية، وألّف الكثير من المواعظ والتأملات الدينية التي منها 500 موعظة و200 رسالة، وأهم مؤلفاته على الإطلاق كتابي "مدينة الله" و"الاعترافات"، وهما من أهم كتب السيرة الذاتية في التاريخ، وقد تأثّر بفلسفة القديس أوغسطين عدد من كبار الفلاسفة مثل القديس توما الإكويني وجون كالفن ومارتن لوثر وغيرهم، ومن آرائه أن "الخطيئة الأولى وراثية، ولابد من رعاية الله حتى يتحقق الخلاص للإنسان"، كما دعا إلى تحريم الجنس، وذكر أن المدينة الوحيدة التي لها قيمة هي المدينة المبنية على قيم المسيحية أو "مدينة الله"، وطلب من الملوك آنذاك اللجوء إلى سلطة البابا، لأن "الخلاص لن يتم إلا عن طريق الكنيسة"، وتأثر توما الإكويني في بعد بآراء أغسطين في الفلسفة السياسية