فاس ـ حميد بنعبد الله
تحتضن مدينة إيموزار كندر في إقليم صفرو المغربي، خلال الفترة الممتدة بين 7 و10 تشرين الثاني/ نوفمبر، مهرجان سينما الشعوب في دورته العاشرة، بمشاركة دول عربية وغربية عدة، وتتميز بإحداث مسابقة دولية للفيلم القصير مفتوحة في وجه الأفلام الروائية والوثائقية ذات الأهمية الثقافية.
وتدور تيمة هذه المسابقة المحدثة عن "الحوار بين الحضارات والثقافات والشعوب"، على أن تقل مدة كل فيلم قصير
مرشح للمشاركة فيها، عن 30 دقيقة، ومنتجة بين عامي 2011 و2013، وإرسالها مرفوقة بنسخة أصلية في "دي في دي" مع ترجمة تحتية بالعربية أو الفرنسية أو الإنجليزية.
وإضافة إلى هذه المسابقة المبرمجة ضمن فعاليات هذا المهرجان المنظم من قبل نادي إيموزار كندر للسينما، ستتنافس أفلام من دول عدة، للظفر بـ 5 جوائز تخص الجمهور ولجنة التحكيم الخاصة وأحسن لقطة وأفضل "تثمين لثقافة شعب"، بالإضافة إلى الجائزة الكبرى للدورة.
ومن الأفلام القصيرة المغربية المرشحة للتنافس في هذه المسابقة، "وأنا" للحسين شاني، و"نعل أيوب" لمجاهد بوجنان، و"القردانية" لعبد اللطيف فضيل، و"عملية 22" لحميد عزيزي، و"الوصية" لعلال العلاوي، و"أسير الألم" لبوشعيب المسعودي، وفيلم "الدقيقة 102" من إنتاج مغربي إسباني.
ويشارك فيلم "نحو حياة جديدة" لمخرجه المغربي الشاب عبد اللطيف أمجكاك، الحائز على عدة جوائز في مهرجانات مغربية ودولية عدة، في هذه المسابقة، إضافة إلى أشرطة "عيد ميلاد" للجزائري إدريس بنشرنين، و"السينما بعيون.." لإيناس بن عثمان من تونس، والفيلم الألماني "1944".
وتشارك السينما الكيبيكية في هذه الدورة، بأفلام "كراك بوم هي" لتيري بوفارد، و"خط النهاية" لسيمون بوبري، و"سمك" لسيباستيان دوكاي، و"رجل الفضاء" لبيير بولنجير، بينما تحضر السينما الشيلية بفيلم "امرأتان" لميشيل توليدو، والسينما الألبانية بشريط "الدموع المالحة" لمارسيلدا بالا".
وتحضر السينما الفرنسية بأفلام "المنبع" لناتاشا لريس وشارلين، "هبوب الريح" للريس مينوس و"استنطاق" ليان أويليس، في الوقت الذي تشارك فيه السينما المكسيكية والكاميرونية على التوالي بفيلمي "مد وجزر" لكارل كاراردو كارسيا، و"طاكسي" لجاسيكا إملين كبيزلي.
ويتم في المناسبة عرض أفلام أخرى لمخرجين مغاربة آخرين، وكنديين ومكسيكيين وألمانيين وألبانيين وتونسيين وكامرونيين ومن جنسيات ودول أخرى خاصة من الشيلي وفرنسا وموريتانيا، مع توقيع إصدار الدورة السابعة لنادي إيموزار للسينما، بعنوان "دلالة المقدس في السينما المغاربية".
ويروم المهرجان ترسيخ المعاني الجميلة لكفاح الهوامش وأهلها، بعدما راكم مبادرات ونظم عدة ندوات وعرض أفلام تختصر تجارب مختلفة، مع إصدار أعمال مهمة تفعل أسئلة حارقة بصدد إشكاليات دقيقة في السينما المغربية والمغاربية من قبيل "الذات والآخر" و"المقدس" والإيديولوجيا والجمالي".
ولم تأتِ بمهرجان سينما الشعوب، ثقافة الإعلان والبهرجة أو القداسات الرسمية وثقافة الولائم، بل استدعاه وعي الحاجة إلى فعل ثقافي مختلف وأصيل وفاعل، ويهمه المساهمة في إنضاج الوعي الفني وخدمة الممارسة الثقافية الدالة، وإبراز المعاني الإيجابية للهامش والمشاريع المضادة الخلاقة.
وركز المهرجان في دوراته السابقة على أسماء وأنشطة خاصة اعتمدت على ما يمكن تسميته "الفعل الثقافي الفقير"، الذي أعطى النتائج المرجوة منه، و"ليس اختيارًا ألزمتنا به تخمة الإمكانات وعدم الحاجة إليها أو الرغبة في التميز، بل أكرهنا عليه بؤس الواقع" حسب بيان قبلي للمهرجان.