الجزائر - سميرة عوام
استطاع الحرفي والفنان التشكيلي فؤاد الجزائري تحقيق نجاحاً كبيرا بواسطة موهبته الفريدة من نوعها ودخل عالم الفنون التشكيلية، ليتمكن هذا الفنان من خلق تواصل بين الريشة والألوان والمرأة ويقدم للزائرات أشكال مختلفة المعالم تتلائم وخصوصية كل منطقة في الجزائر.
ويهدف فؤاد إلى إحياء التراث القديم و مشاركة المرأة الجزائرية فرحتها خلال الحفلات والأعراس فهو يهتم بانشغالتها خاصة تلك التي تعشق الطبيعة الممزوجة بنفس الإبداعي لهذا الفنان.
بابتسامة تنم عن حبه الكبير لحرفته وإبداعه الداخلي،كان فؤاد يضع أشكال ورسوم جميلة تحمل أشكال الورود، التي تمازجت مع عبق تراث الجزائر العميق ، وبواسطة مادة سائلة تدعى الحرقوس في الجزائر رسم هذا الفنان أشكال، منفردة من نوعها،على الأيادي الناعمة، هن زبونات يتمتعن من خلال إبراز أنوثتهن من هذه الرسوم الرائعة والتي تحملك إلى زمن بعيد، ويعرف المحل الذي فيه يروج فؤاد نشاطه والذي كان قد زينه بالفخار وأصداف البحر إقبالاً واسعاً من طرف الزوار، والذين كان لهم فضول لمعرفة عالم الحرقوس، التطواج واكتشاف المادة المستعملة في عملية الرسم.
اقتربنا منه وسألناه عن سر تعلقه بهذه الحرفة الجديدة والدخيلة على المجتمع الجزائري، وكيف استطاع الاسترزاق منها.
كشف الفنان فؤاد لطرش - 30سنة ،عن تعلقه بالريشة والمحبرة التي تلازمه طول الوقت لإرضاء رغبات الزبونات واللوات تعلقن بعالم الحرقوس نظرا للأشكال الجميلة التي يتفنن في وضعها الحرفي فؤاد ،و الذي أكد لنا أن همه الوحيد هو تطوير هذا الفن والذي تحول إلى قناعة داخلية،بعد 7سنوات من ممارسة هذه المهنة ،والتي أخذها عن فنانات تونسيات،عن طريق المحاكاة وتبادل الثقافات،وقد فكر الشاب في نقل هذه الحرفة الجديدة إلى مدينته عنابة، ومن هنا بدأت حكايته مع الريشة، وحسب فؤاد فإن إمكانياته البسيطة فرضت عليه جلب المادة المستعملة في الحرقوس من الجارة تونس وذلك بدفع ألف دينار للعلبة الواحدة ناهيك عن تكاليف النقل، وتتكون المادة المستعملة في التطواج من الحديدة، العفص والقرنفل، بالإضافة إلى ماء الزهر وبعض منكهات العطور والتي تعطي رائحة زكية للحرقوس خاصة عند وضعه على المفصل و حتى في مختلف تفصيلات الجسد و حسب محدثنا فإن المادة توضع على طابونة الفحم لساعات طويلة حتى تنضج ثم توضع في علب للحفظ و تحول للحرفيين و فؤاد واحد من هؤلاء،الباحثين عن هذه المادة و التي منها تتفتق جمالية الشكل و التي تمتد حتى إلى العروس الجزائرية و التي أصبحت تعتبر الحرقوس شيء مهم ليلة عرسها و منه تستطيع اقتناء الملابس التي تتلاءم و الأشكال و الرسوم المقدمة على معصمها و يدها ،و في هذا الشأن قال فؤاد أن هناك إقبالا واسعا من طرف العرائس خاصة في فصلي الخريف و الصيف و هو موسم مفتوح على الأعراس و الجمال ،و عليه تبحث دائما المرأة الجزائرية عن الشيء المميز لها و الذي يدخل في تقاليد الموذا و الأزياء ،أما عن الأسعار يضيف ذات المتحدث فإنها تختلف حسب طريقة الشكل المطلوب و الذي يتراوح ما بين 20 إلى 60ديناراً،أما عن الفئات التي تحب الحرقوس هن المراهقات ثم الجامعيات و اللوات يجدن الأشكال وسيلة للتباهي و التزين ،كما أن الماكثات بالبيت يطلبن الحرقوس ،خاصة في الحفلات و المناسبات الدينية و حتى الأعراس.
و ينتظر الفنان فؤاد فترة الخريف بشغف ،لأنها فرصة للربح و التعريف بمهنته خاصة أن المدن الكبرى بالجزائر تعرف توافدا قوي للسواح من الجهات الأربعة وهذا ما يعتبره هذا المبدع مكسب له خاصة أن حرفة التطواج دخيلة على المجتمع الجزائري.
وعن نجاحه في جلب العديد من الزبائن، وإقناعهم بتمرير حرفته يقول فؤاد "إن المرأة بطبعها تعشق التميز والألوان والرائحة الزكية وهذا يصنع جانب من أنوثتها، وعليه هو يعرف جيدا كيف يستميل عاشقات الحرقوس واللوات أصبحن لا يدخلن حفل بدونه".
ويطالب الفنان فؤاد من الجهات المحلية لتدعيم نشاطه من خلال الاستفادة من محل خاص بصناعة الحرقوس، وذلك لترويج منتوجه، لأنه يعاني كثيراً عند تنقله إلى الفنادق و غرفة الحرف بمدينة عنابة .
تجدر الإشارة أن الحرفي فؤاد له مواهب أخرى في الزخرفة و الرسم على الزجاج وعلى الفخار وحتى في الفنون التشكيلية الأخرى بمختلف أنواعها منها الزيتية وصنع البورتري.