فرقة "أجيال" للمسرح الراقص

قدّمت فرقة "أجيال" للمسرح الراقص عرضًا جديدًا يحمل عنوان "أبواب المجد"، على مسرح الدراما في دار الأوبرا السورية، مطلة على عالم أمنيات الطفل السوري، في زمن الأزمة، لتفصح على لسان طفلة صغيرة عن أحلام بسيطة، لا يمكن لها أن تتحقق إلا إذا عم الأمن والاستقرار في بلادها. وتميز العرض الراقص، الذي قدمته "أجيال"، بإشراف لافت لكل من مخرجي العرض مجد أحمد وباسل حمدان ، على مجاميع الراقصين من الأطفال، بغية تقديم لوحات راقصة متتالية، استندت إلى التراث العربي والهندي والشعبي السوري، عبر الدمج بين عفوية الصغار، ومهنية الكبار، للوصول إلى مشهد استعراضي متوازن على خشبة مسرح الدراما .
واستطاع العرض، الذي ألفه فادي منصور، نقل الحيوية الراقصة من مستوياتها التزيينية إلى مستويات درامية، جذبت المشاهد الصغير بخفة الراقصين في التحرك على الخشبة، والانتقال بين المشاهد المسرحية المتتالية، بالاستناد إلى خبرات حركية نقلت مجاميع الرقص إلى مصاف العروض البصرية الكبرى، من حيث توزيع الكتل الراقصة على الخشبة، وتواترها بين كل لوحة وأخرى، مفسحةً المجال أمام مواهب الطفل السوري لانتزاع إعجاب جمهور الأوبرا، الذي حقق حضوراً لافتاً لـ"أبواب المجد"، بعد السمعة الطيبة التي حققتها "أجيال" منذ انطلاقتها عام 2007.
وتخطت "أجيال" في عرضها الراقص خبراتها السابقة في تحقيق "بيرفورمانس" متنوع، زاوجت فيه بين الرقص والموسيقا والإضاءة والحكاية المسرحية، حيث تضافرت هذه العناصر الفنية لتكون بنية متينة للعمل الراقص، الذي حقق له أطفال الفرقة سوية لافتة على صعيد الأداء الجسدي وصولاً إلى مشهدية عالية، أوجزت لمحاتها الراقصة بتقنية المسرح الاستعراضي الراقي.
وأوضح مخرج المسرحية مجد أحمد أن "قصة العرض تلخص مجموعة أمنيات لأطفال سورية، بطريقة استعراضية، حيث يبدأ الافتتاح بلوحة تمثل حلمًا لطفلة صغيرة، تحلم حلمًا مرعباً، لتتوارد في الأحلام أمور مخيفة وكوابيس وأشباح، ومن جسامة الكابوس يغمى على الفتاة الصغيرة، لتدخل فتيات على هيئة ملائكة كي يوقظوها، لتجسد كل فتاة أمنية تحققها لبطلة المسرحية، عبر زيارة أكثر من بلد عربي وأجنبي، لتحط الطفولة في نهاية العرض على أرض دمشق الشام، قبالة أبوابها السبعة".
وتتمنى الطفلة، التي حملت اسم سيريانا، أن "تكون عازفة كمان وراقصة باليه، كما تحلم أن تذهب إلى تاج محل في الهند، أو إلى الفضاء، ولكن كل الأمنيات لن تتحقق في الواقع، إلا إذا عاد الأمن والاستقرار إلى سورية، بلد المحبة والسلام".
ولفت أحمد إلى أن "التدريب على المسرحية استغرق ستة أشهر"، مشيرًا إلى "نية الفرقة الذهاب بالعرض إلى محافظات اللاذقية وطرطوس والسويداء، عقب عرضه في دار الأوبرا في دمشق".
وفي شأن الإخراج المشترك، أكّد أحمد أنها "تجربة جديدة، وغريبة في الوقت نفسه، وأن وجود أكثر من رأي في إخراج العمل يكسبه أشياء جميلة، ويغني الموضوع"، مشيرًا إلى أنه "يتفق وحمدان في كل الأعمال، ويتفقان على النقاط التي تكون في مصلحة العمل".
وعن اختيار النصوص، بيّن مخرج العرض "نختار النصوص التي تجذب الطفل العصري المنفتح، الذي يجلس أمام الإنترنت، ويشاهد ما يريد مشاهدته، بغية الارتقاء إلى وعي الطفل، حتى نكون مسرحًا للعائلة".
وكان للموسيقى حضورها المميز في مسرحية "أبواب المجد"، حيث تحدث عن ذلك المؤلف الموسيقي نزيه أسعد، مشيرًا إلى أن "الموسيقى تعتبر من الأعمدة الداعمة للعمل المسرحي، وتعطي بناء متكاملاً ومزخرفًا، وهي تتبع للشعر أو للفكرة".
ولفت أسعد إلى أن "الانسجام بين التأليف والتلحين يعطي كتلة متكاملة، تكسب العمل المسرحي أهمية، فهناك تضافر جهود بين الإخراج والموسيقى والإضاءة، لتعطي نتاجًا متكاملاً، لا يمكن أن يستغنى فيه عن أي جزء".
يذكر أن فرقة "أجيال" تأسست عام 2007، وتضم أكثر من 60 طفلاً و40 راقصًا وراقصة من الشباب المحترفين في الأداء المسرحي الراقص، وتهتم بتقديم الأعمال المسرحية الراقصة، وإحياء الفلكلور والموروث الشعبي، الذي تتمتع به سورية.