القاهرة - محمد علوش
بدأت فرقة ملك المسرحية الإعداد للافتتاح الرسمي لمسرحها من خلال تنظيمها 6 ورش مسرحية جديدة بدأت الأسبوع الماضي، حيث أكد مدير المسرح، أحمد السيد، أنه "سيتم افتتاح عدد من الورش الأخرى، هذا الأسبوع، في التقنيات المسرحية، كما ينتظر افتتاح مسرح ملك قريبًا بعد الانتهاء من ترميمه". وأضاف السيد، خلال افتتاح تلك الورش، أن "الغرض الأساسي من الورش
هو العمل على أربعة عناصر رئيسة في العمل المسرحي، وهي؛ النص، وذلك بتطوير نصوص تهم الجمهور، والمنصة، عن طريق الخروج من الشكل التقليدي للمسرح (العلبة الإيطالي)، والعمل في أية مساحة فارغة لاسيما إذا ابتعدت المسافة بين المسرح والجمهور، فقد حان الوقت لتقترب منه مرة أخرى، والعمل على تقديم ممثلين مختلفين ومميزين، وتقديم عناصر فنية مختلفة، من غناء أوبرالي، إحياءً لفن الأوبريت، والمسرح الأسود، والمايم...وغيرها، أما العنصر الرابع؛ فهو الجمهور، ويتم ذلك عن طريق تقديم أعمال موجهة لشرائح محددة منه، من أجل تربية جمهور مسرحي، فتكون هناك عروض للأطفال، والشباب، والرجال، والنساء".
وأكد السيد، أن "الورش تتوجه إلى كل المغامرين الذين يريدون تقديم أعمالًا مختلفة وأفكارًا جديدة، والذين لديهم مشروعًا محددًا يدور بشأن موضوع محدد، ويستهدف فئة محددة، لذا هناك ورشتان في المايم، (التمثيل الصامت)، والهدف من الأولى العمل على تقديم ممثل مايم شامل، والهدف من الثانية؛ تقديم عرض مايم متكامل طويل ساعة إلا ربع، بالإضافة إلى ورشة أخرى لتحويل أحد الكتب أو الأعمال الأدبية إلى مسرحية، وأخرى للارتجال الشعبي، كما أن هناك ورشًا في التمثيل والارتجال، وورشة كتابة، ومن المقرر أن يُقدِّم نتاج هذه الورش بعد 3 أشهر"، مضيفًا أن "الهدف من تلك المرحلة هو إعادة الثقة في فكرة التدريب والورش، وفي وجود جهة تخرج فنانين جيدين يستطيعون إثبات وجودهم أمام الفن الهابط".
وأوضح أن "المرحلة الثانية؛ فهي تبادل الخبرات مع المهرجانات الخارجية، وإقامة زمالة مع المسارح العالمية، بالإضافة إلى عمل جولات داخل مصر، ولاسيما في الأماكن النائية، مثل: شمال سيناء، وحلايب وشلاتين، وسيوة، والأهم من تقديم العروض هو تحقيق نجاح حقيقي، وليس مجرد ليالي عرض، لذا فالجمهور هو المقياس الحقيقي، وهو الدعاية الرئيسة، وليس وجود نجوم في العرض كما هي الفكرة السائدة، لذا سيكون هناك اعتمادًا على استبيانات تُقدَّم للجمهور في كل العروض لقياس مدى تفاعلهم، كما أنه لن يتم تقديم ليلة العرض إذا لم يتواجد على الأقل 75 متفرجًا في المسرح".
وأشار أحمد السيد، إلى أنه "تم افتتاح 6 ورش على مدار الأسبوع الماضي للمدربين؛ إسلام إمام، ومحمد الصغير، ومحسن مصيلحي، وأحمد برعي، وصفاء يحيى، ومصطفى حزين، والحسن محمد".
وأكد المخرج إسلام إمام، أنه "ينطلق في ورشته من كتاب "الرجال من المريخ، النساء من الزهرة" لجون جراي، وهو أكثر الكتب مبيعًا في العالم كله، وذلك بهدف إخراج أفكار جديدة من خلال ورشته في التمثيل والارتجال، بالإضافة إلى تقديم عرضًا مسرحيًا يدور بشأن أكثر العلاقات جدلًا وتأثيرًا وقربًا من الإنسان العادي، وهي علاقة الرجل بالمرأة، وقد تخيل الكاتب أن الرجال من كوكب المريخ، والنساء من كوكب الزهرة، فماذا حدث عندما قررَا أن يعيشا سويًّا على كوكب الأرض؟ والعرض مُوجَّه للشباب من الجنسين.
أما المخرج محمد الصغير، فيُقدِّم ورشة تمثيل وارتجال عن مشكلات الشباب المعاصرة، مثل: البطالة، التي يعاني منها الشباب، والعنوسة، التي تعاني منها الفتيات"، حيث أضاف محسن مصيلحي، عن الورشة التي يقدمها في الكتابة المسرحية، أن الهدف منها، هو استقبال متدرب ليس لديه أية خلفية عن الكتابة، وتدريبه على أن يستطيع كتابة نص مسرحي بمعايير فنية عالية، ومن المنتظر أن يقدم العشرة متدربين 10 نصوص مسرحية جديدة مكتوبة كمادة للعروض الجديدة، وسيتم اختيار أفضل نصين منهم؛ لينتجوا من خلال مسرح ملك".
وتابع مصيحلي، أن "المتخرج من الورشة سيحصل على شهادة يمكن التعامل بها مستقبلًا مع المسارح؛ لأن الورشة تابعة للبيت الفني للمسرح، ليتحول البيت الفني من منتج للعروض فقط إلى منتج للمبدعين، وهذا ما يحاول تحقيقه أحمد السيد في وحدة الورش في ملك".
بدأت كذلك ورشة (المايم) للمدربين؛ صفاء يحيى، وأحمد برعي، وهدفها تقديم أفراد جدد ماهرين في فن (المايم) بشكل متكامل، وإخراج فنان شامل في (المايم)، يستطيع تقديم عرض متكامل وحده، من فكرة وأداء وموسيقى وإخراج، ومن المنتظر انتهاء الورشة أن يستطيع كل فرد من المتدربين تقديم عرض (مايم) صغير من (7 إلى 10 دقائق)، وورشة المايم الثانية، للمدرب مصطفى حزين، وهي أول ورشة من نوعها لتقديم أول عرض طويل كامل من (المايم)، أداء وموسيقى فقط في الشرق الأوسط كله، فمن المنتظر تقديم عرض 45 دقيقة (مايم).
وأوضح مصطفى حزين، أن "هناك فكرة عامة يتم الارتجال من خلالها، ويتم العمل الارتجالي على تلك الفكرة في النصف الأول من الورشة مع المتدربين؛ لاستخراج أفكار وإمكانات أكبر منها، ثم يصيغها دراميًّا "الدراماتورج" الحسن محمد، ثم يتم العمل على العرض خلال النصف الثاني من الورشة"، مبديًا "تفاؤله بتلك الخطوة التي بدأها البيت الفني للمسرح"، معتبرًا أن "مسرح ملك فتح طاقة وبداية رائدة في طريق المايم الاحترافي".
بينما يعمل الحسن محمد على تبسيط الأعمال الكلاسيكية إلى المتفرج في حدوتة كوميدية، تُقدَّم في قالب مصري، وذلك من خلال ورشة تمثيل جاءت نتيجتها بعرض "عفريت بابا"، وهو تمصير وإعداد عن نص "هاملت"، ويمزج فيه بين التراث الصعيدي والتراث الإنكليزي، حيث أوضح الحسن محمد، أن العامل المشترك بين الاثنين هي فكرة الثأر، الموجودة لدى الصعايدة، والمحرك الأساسي لهاملت الذي يريد أخذ ثأره من عمه"، مضيفًا أنه "يستخدم خلال العرض مفردات المجتمع الصعيدي كلها من حكي، ومواويل، والتحطيب، واللكنة الصعيدية الحقيقية ... وغيرها"، مشيرًا إلى أن "العرض من إعداده وإخراجه".