الجزائر - سميرة عوام
عُرِضَت، اليوم الأربعاء، في المركز الثقافي الفرنسي في عنابة الجزائرية قصة البطل والشهيد الذي صنع ملحمة الثورة الجزائرية "شيخ أحداد"، والذي تم نفيه إلى كاليدونيا الجديدة بعد كفاح مرير لنيل الاستقلال في الجزائر، والذي حضرته وجوه فنية وثقافية من العاصمة الفرنسية باريس، لتشارك الجمهور الجزائري فرحة
"خمسينية الاستقلال"، والمسرحية من إخراج عمر فطموش وإنتاج المسرح المحلي عبد المالك بوقرموح بجاية في إطار الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، وقد أبدع كل من محمد طالبي وكمال شامك سفيان حاج علي وآخرين في تقديم هذه الملحمة التاريخية للبطل أحداد، الذي صنع مجد التاريخ الجزائري من خلال بطولته، واستطاع المخرج أن يأخذ المتفرجين من خلال إدراج الموسيقى القبائلية المصحوبة بالإكسسوارات والألوان التي تساعدك على التغلغل في عمق البيئة التي تربى فيها هذا البطل الذي قاوم المستعمر لإخراجه بالقوة، خاصة أن الشيخ أحداد عُرِف بشجاعته وبطولته إلى جانب المقراني وآخرين، والذين كان شعارهم تغليب القضية الجزائرية وفرضها في العالم وطرد المستعمر بشتى الطرق التي من شأنها تحرير أي رقعة من أيدي الفرنسي.
وحاول أبطال المسرحية نقل الأجواء التي عاش فيها أحداد والزاوية الرحمانية التي تعلم فيها تعاليم الدين والتاريخ في قرية صدوق، وبعدها التحق بالثورة وشارك إخوانه المقراني وآخرين ليتم سجنه رفقة أبنائه، وتم نفيهم إلى كاليدونيا الجديدة، إلى أن تُوفِّي في 29ا نيسان/ أبريل 1873، وقد صفَّق الجمهور كثيرًا وتعالت الزغاريد في مسرح مجوبي تحية تقدير لهذا البطل الذي استطاع رغم كبر سنه أن يرهب المستعمر، وينقل لهم بمرارة مكافحة الشعب الجزائري وتشبثه بقضيته وتحرير أمته لتعيش الأجيال المقبلة في أرضها تنعم بالحرية، خاصة أن أحداد قد عرف معنى الوطن بعد أن نُفِي إلى كاليدونيا الجديدة باعتباره المكافح الشرس.