وزير الآثار محمد إبراهيم

افتتح وزير الآثار محمد إبراهيم، السبت، في احتفالية عالمية، عددًا من المعابد  والمقابر الأثرية في محافظة الاقصر أمام حركة السياحة المحلية والعالمية، وذلك بعد الانتهاء من مشروعات ترميمها والتي استمر العمل في بعضها إلى حوالي 5 سنوات. وشَهِد الافتتاح كلّاً من وزير السياحة هشام زعزوع ومحافظ الأقصر اللواء طارق سعد، ومحافظ البحر الاحمر وعدد من سفراء الدول الاجنبية ومندوبى الصحف ووكالات الانباء و القنوات الفضائية المحلية والعالمية. وأعلن إبراهيم خلال الاحتفالية عن افتتاح معابد الإله بتاح والإله خونسو والإلهة موت الواقعة داخل معبد الكرنك، بالإضافة إلى معبد الإلهة إيزيس، ومعبد الإله  تحوت المعروف باسم قصر العجوز، إلى جانب افتتاح مقبرة رئيس العمال في المدينة الجنوبية "آمون أم ابت" والواقعة في منطقة القرنة، ومقبرة TT148 والخاصة بكاهن آمون  المعروف باسم "آمون أم أوبت" في دراع ابو النجا.
وأوضح وزير الآثار أن افتتاح هذه المواقع الأثرية أمام الزوار يأتي في إطار خطة وزارة الآثار لخلق عناصر جذب سياحي جديدة تعمل على تنشيط حركة الساحة الوافدة على تلك المواقع، وذلك لمواجهة ما تشهده الحكومة المصرية من تحديات لاستعادة حضورها على الخريطة السياحية الدولية.
وحرَصَ وزير الآثار على شرح تاريخ تللك المواقع للحضور، موضحًا أن المواقع الخمس تمثل أهمية أثرية ومعمارية مهمة، تعكس تفاصيل فنون العمارة المصرية القديمة كما تعطى  للزائر صورة كاملة عن طبيعة المعتقدات الدينية في مصر القديمة عبر العصور المتلاحقة.
وسَرَد للحضور أن معبد خونسو شارك في بنائه عددٌ من ملوك عصر الرعامسة  من بينهم الملك رمسيس الرابع ورمسيس السادس، ورمسيس الحادي عشر ، أما عن معبد بتاح فقد أقامه الملك تحتمس الثالث أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة بينما وقعت عليه  بعض الإضافات في عهد الملك "شباكا" من الأسرة الخامسة والعشرين إلي جانب ما تم إضافته في عهد البطالمة والرومان، الأمر الذي تعكس التطور المعماري عبر العصور المصرية القديمة.
ومن جانبه، أوضح رئيس قطاع المشروعات اللواء محمد الشيخة أن أعمال ترميم وتطوير المعابد والمقابر التي ستفتح أبوابها للزيارة اشتملت على العديد من المراحل، حيث تم ترميم  معبد خونسو بالتعاون مع مركز البحوث الأميركي وجامعة شيكاغو الاميركية، والتي تضمنت أعمال تقوية جدران الفناء الأول للمعبد، بالإضافة إلي ترميم  بوابة الملك بطليموس الثالث وعدد من المقاصير الداخلية،  كما اشتمل المشروع  على  التنظيف وإزالة الأتربة المتراكمة على مختلف الجدران، وتضمن المشوع ترميم معبد الإله بتاح ،  بالتعاون مع المركز المصري الفرنسي ، والذي  تضمن ترميم واجهته الشمالية  بالإضافة إلى المقصورة الشمالية الواقعة داخل بوابة تحتمس الثالث، كما تم بناء سور من الطوب اللبن في الغرب من الطريق المؤدي إلى المعبد من الناحية الجنوبية ، إلى جانب إتمام أعمال تنظيف البوابة البطلمية الموجودة جنوب شرق المعبد وترميم  الأعمدة بوابته  التي تعود إلى عصر الأسرة الخامسة  والعشرين.
وأوضح الشيخة أنه تم تركيب منظومة متكامل لإنارة معبد الإلهة موت تعمل بالطاقة الشمسية، بالإضافة إلى الانتهاء من إنشاء مركز للزوار لخدمة الموقع، وتركيب جميع اللوحات الإرشادية، والتي تعمل على تسهيل رحلة السائح داخل المعبد، بينما اشتملت أعمال ترميم معبد تحوت على ترميم الأسقف والحوائط  بالكامل من الداخل والخارج على يد أخصائيي الترميم والفنيين التابعين لقطاع المشروعات في وزارة الآثار.
واشتمل مشروع الترميم مقبرتي كاهن آمون ورئيس عمال المدينة الجنوبية فقد تم الانتهاء من ترميم الحوائط والأسقف الداخلية، وتم ترميمهما من خلال أخصائيي الترميم بقطاع المشروعات.
وأكَّد رئيس قطاع الآثار المصرية علي الأصفر أن المقبرتين اللتين تم الانتهاء من ترميمهما تحملان العديد من النقوش المسجلة على الجدران، والتي تعكس العديد من تفاصيل الحياة اليومية والممارسات الدينية في مصر القديمة، مثل المناظر التي تصور مشاهد محاكمة المتوفَّى وعمليات التطهير وحرق البخور استعداد لرحلة العالم.