بيروت ـ العرب اليوم
وقف جنود إسرائيليون يشاهدون من وراء السياج الحدودي، مشهد عملية تفجير لأحد مواقعهم السابقة في جنوب لبنان، قبالة مستوطنة المطلة (شمال إسرائيل، ومواجهة لقرية كفر كلا اللبنانية)، ضمن أحداث فيلم "زهرة فؤادي" السينمائي الذي يوثق عملية للمقاومة، استهدفت هذا الموقع قبل 29 عامًا أودت بحياة العشرات من زملائهم بين قتيل وجريح،وكان قد نفذ "العملية" نفذها "أبو زينب" عام 1985 ضد دورية إسرائيلية حيث يتم، الجمعة، إعادة تمثيل
العملية بأدق تفاصيلها من فيلم "زهرة فؤادي".
وتحت أنظار الجنود الإسرائيليين من جهة، وتجمهر العشرات من المواطنين اللبنانيين من جهة أخرى، بدأت عملية التفجير "التمثيلي" بالدورية الإسرائيلية، قرب موقع عسكري أعيد إنشاؤه بصورة مشابهة، لما كان عليه عام 1985 بكل تفاصيله، والفرق الوحيد اليوم هو أن الجنود الإسرائيليين لم يعد لهم موطئ قدم في جنوب لبنان.
الموقع الذي يبعد حوالي 150 مترا عن الشريط الحدودي تم تجهيزه بالآليات، والسيارات العسكرية، والسواتر الترابية، وأبراج مراقبة، رفعت عليها أعلام إسرائيلية.
وأوضح أحمد يوسف، مخرج الفيلم "أنه تم التنسيق مع قيادة الجيش اللبناني، وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، المنتشرة في جنوب لبنان (اليونيفيل) التي أبلغت العدو الإسرائيلي بأنه سيبدأ العمل على تصوير هذا المشهد".
وقال يوسف لوكالة الأناضول، أن "فريق العمل لم يشعر بأي قلق خلال التصوير على بعد أمتار، من قوات الجيش الإسرائيلي، الجيش اللبناني يحمينا، وعناصر المقاومة المتخفية في مكان ما متواجدة من حولنا".
ولفت إلى أنه "اختار تصوير مشهد هذه العملية في المكان نفسه الذي نفذت فيها "العملية الاستشهادية لرمزية المكان".
وقال يوسف وهو يشير إلى الموقع الذي جهز للتصوير "اليوم العلم الإسرائيلي يرفرف بأيد غير إسرائيلية، لكن إن شاء الله سنعيد إنزاله وإحراقه".
ولفت إلى أن "العملية التي نفذها "أبو زينب"، لم يتم تصويرها من قبل المقاومة، التي لم تبدأ تصوير عملياتها ضد الجيش الإسرائيلي، إلا في تسعينيات القرن الماضي".
وأوضح أن "زهرة فؤادي" هو عمل من إخراج لبناني، وإنتاج إيراني، مع الاستعانة بخبير متفجرات إيراني، جهز عبوة من مواد مشتعلة، لاستخدامها في المشهد.
علي كمال الدين، الذي قام بتجسيد دور "أبو زينب"، قال للأناضول "سعيت جاهدا لنقل صورة "أبو زينب"، بعد أن استغرق الكشف عن هويته الحقيقة 15 عاما".
وأضاف كمال الدين، الذي أصيب أصابة طفيفة بخده الأيسر أثناء التصوير، "أن البيئة المقاومة التي عاش فيها سمحت له بتجسيد الدور بشكل حقيقي".
وروى توفيق كلاكش والد "أبو زينب"، الذي حضر مع زوجته تمثيل مشهد عملية نجله "أنه لم يكن يعلم في حينها، أن ابنه هو الذي نفذ هذه العملية، وأنه عندما أخبروه بذلك لم يقتنع، إلى أن تأكد بعدها".
أما والدة "أبو زينب" فلخصت فخرها واشتياقها لولدها قائلة "بالطبع أشتاق إليه، فهو بطل قام بتنفيذ عملية ناجحة جدا".
يذكر أن إسرائيل غزت جنوب لبنان لأول مرة في العام 1978 ثم شنّت عملية "السلام للجليل" عام 1982 حين وصلت قواتها الى بيروت واحتلت أول عاصمة عربية لفترة من الوقت.
وانسحبت القوات الاسرائيلية من بعدها تدريجيا من بيروت ومن ثم من بعض المناطق الجنوبية المحتلة الا انّها بقيت مسيطرة على منطقة حدودية عازلة عُرفت بـ"الشريط الحدودي" في الجنوب اللبناني. واضطرت الى الانسحاب نهائيا على وقع ضربات المقاومة المستمرة في العام 2000 بعد 22 عاما من الاحتلال.