بيروت - غيث حمّور
تستعدّ سينما الكندي في منطقة مشروع دمر في العاصمة السّوريّة دمشق قريباً، لبدء عرض أوّل فيلم رسوم متحرّكة سوريّة طويل ناطق بالعربيّة تحت عنوان (خيط حياة).
وتدور قصة الفيلم عن الطفل علاء ذي العشرة أعوام، متفوّق في المدرسة، توفي أبوه وترك له أمّاً وحيدة لا عائل لها، فكانت تعمل في تطريز العباءات لتعيل طفلها،
فاليتم والفقر وعذاب الأم في كفاحها، ثلاثة أمور تضافرت لتجعل من علاء طفلا حزينا، يحلم كل يوم بأن يكبر ويحمل عن أمه أعباءها.
وحلم علاء تحقق يوماً بفضل أصدقائه الحكماء من الحيوانات الذين يؤنسونه في منزله الريفي، حيث اقتاده الطائر سمسم والسلحفاة الحكيمة في مغامرة مدهشة إلى عجوز الزمن الطيبة التي تمنح علاء خيط الحياة السحري الذي كلما شده، تقدّم به الزمن إلى الأمام.
كان على علاء أن يشد الخيط ليتحقق حلمه فيخرج من بؤسه، لكن سحر الخيط كان يخلص علاء من مشكلته الآنية بنقله هو وعالمه إلى المستقبل، وتحقق الحلم العجيب، فقد انتقل علاء إلى المستقبل، ووجد نفسه شابا قويا قادرا على العمل وإعالة أمه، كانت فرحة علاء لا تقدر، وتحول الخيط السحري إلى رفيقه في رحلة الحياة الصعبة، ولم يكن علاء يلجأ إليه إلا عند الضرورة فيقفز به إلى المستقبل أعوام قليلة، وينقل معه أصدقاءه ورفاق دربه، وحزّ في نفسه أن يفارق بعضهم الحياة، لكن مشكلة كبيرة واجهته و وقف أمامها مكتوف اليدين، عندما ذهب ابنه ليقاتل كجندي دفاعا عن الوطن، وقف علاء خائفا وحائرا، خائفا على ابنه الذي قد يستشهد في المعركة وحائرا في نفس الوقت، هل يشد الخيط السحري؟ ماذا عليه أن يفعل؟ فكر علاء، و لم يجد أمامه إلا حلا واحد، هو أن يعود إلى طفولته وأن يعيش حياته.
وعن الفيلم قالت المخرجة رزام حجازي "الطفل العربي الذي سيشاهد الفيلم سيتخيل أن علاء يشبه ابن حارته، بل سيشعر بأن علاء شخص مألوف، فالسوق الذي يظهر في الفيلم كسوق الحميدية يشبه خان الخليلي في مصر والأسواق في الدول العربية.
مدة الفيلم 83 دقيقة، وهو من الأدب الشعبي العالمي، كتب السيناريو ديانا فارس، وقام بإخراجه رزام حجازي، والموسيق لسيمون أبو عسلي، وفي الإنتاج قامت المؤسسة العامة للسينما في سوريا وبالتعاون مع شركة تايغر برودكشن العالمية والمتخصصة في إعلام الطفل بإنتاج فيلم «خيط الحياة» بعد ان تغلبت على مشكلات الانتاج عبر الاستعانة بالخبرات السورية في القطاع الخاص وجرت المشاركة مناصفة بين المؤسسة وشركة تايغر لإنتاج هذا الفيلم الذي يعد الأول من نوعه.
وحصل الفيلم على جوائز عدة منها جائزة لجنة تحكيم الأطفال الدولية، الجائزة الذهبية لأفضل فيلم في مهرجان القاهرة الدولي السابع عشر لأفلام الأطفال، شهادة تقدير من مهرجان سيسلي للأفلام في ولاية ميامي الأميركية، استحسان دولي بعد المشاركة في تظاهرة السينما العالمية في مهرجان لندن