دبي - العرب اليوم
تعمل مؤسَّسة "جين" العالميّة المنفّذة لمشروع التّحصين الغذائيّ الذي تموِّله مؤسَّسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانيَّة في أفغانستان على إنجاز أحد البرامج الخمسة التي يقوم عليها المشروع وهو برنامج "أيدنة الملح" بإضافة اليود إليه .
ووضعت "جين" بالتعاون مع مؤسَّسة خليفة للأعمال الإنسانيَّة خطة للتنفيذ تقوم على استفادة أكثر من نصف الشعب الأفغانيّ من المشروع الرئيسيّ أي تحصين الغذاء بما يعادل نحو 15 مليون نسمة معظمهم من الأطفال والنّساء الحوامل، وسيتم الانتهاء من هذا المشروع مع نهاية عام 2015 .
وعند إنجاز برنامج أيدنة الملح ستكون نسبة 61% من الشعب الأفغانيّ أي نحو 18 مليون شخص معظمهم من النّساء والأطفال قد استفاد من البرنامج بإضافة اليود إلى ملح الطعام حتى يتم القضاء على رداءة الإنتاج وتقديم ملح نقي وصافٍ إلى مائدة الطعام للأسرة الأفغانيّة .
ووفقاً لخطة مؤسَّسة جين المنفذة للمشروع، فإنه إضافة إلى برنامج أيدنة الملح يتكون المشروع أيضاً من برامج أخرى هي تزويد طحين القمح بالفيتامينات وكذلك إقامة مشروع الزيوت المزود بالفيتامينات ومشروع تصنيع الغذاء الخاص بالأطفال للحفاظ عليهم من سوء التغذية ثم مشروع خاص بتصنيع البودرة المزود بالفيتامينات أيضاً .
وفي تقرير لمكتب جين في كابول فإن المؤسَّسة تقوم حاليًّا بتزويد نحو 29 مصنعاً للملح تعمل في أفغانستان باليود ليصبح الملح صالحاً للأكل ويقضي على احتمالات إصابة المستهلكين بسوء التغذية الذي قد يضر بصحتهم على المدى البعيد خاصة الأطفال والنّساء الحوامل.
وتنتج هذه المصانع أكثر من 130 ألف طن من الملح سنوياً لكنها بحاجة إلى تنقيته من الشوائب خاصة التراب وكذلك دعمها باليود اللازم حتى تصبح صالحة للطعام .
وذكر التقرير أن السبب في اختيار هذا البرنامج من ضمن مشروع التحصين الذي تنفذه في أفغانستان هو سوء الإنتاج الأفغانيّ من الملح لتلوثه بالتراب وكذلك غلاء أسعاره قياساً بأسعار الملح في الدول المجاورة .
ويذكر منتجو الملح في افغانستان أن سعر الطن الواحد من الملح المستورد يعادل سعر ثلاثة كيلوغرامات من الملح المنتج في بلادهم نظراً لرخص إنتاج الملح المستورد وجودة إنتاجه .
وفي شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي نظم مكتب مؤسَّسة جين في كابول مؤتمراً لمنتجي الملح وممثلين عن تسع وزارات حكومية تم خلاله اطلاعهم على خطة مؤسَّسة جين لتنفيذ مشروع أيدنة الملح ضمن مشروع التحصين الغذائي الذي تموله مؤسَّسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانيَّة . . ودعت ممثلي الحكومة الأفغانيّة والمنتجين إلى التعاون لإنجاح هذا المشروع الغذائي الحيوي الذي يقلل من سوء التغذية الذي تعانيه الأسر الأفغانيّة بسبب رداءة الملح المستخدم وارتفاع أسعاره .
وشكرت ثريا دليل وزيرة الصحة الأفغانيّة في كلمة لها أمام المؤتمر مؤسَّسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانيَّة على هذا الدعم المشهود للشعب الأفغانيّ خاصة في مجال التحصين الغذائي لأنه يمس صحة الناس خاصة الأطفال والنّساء الحوامل .
وأشارت إلى أن أكثر من نصف الشعب الأفغانيّ بحاجة إلى هذا المنتج من الملح المدعوم باليود حتى ينعم الأطفال والأمهات بصحة جيدة ولا يتعرضون إلى تشوهات خلقية قبل الولادة أو بعدها .
ويؤكد تقرير مؤسَّسة جين أن السبب في تركيز مشروع التحصين الغذائي على تنفيذ برنامج أيدنة ملح الطعام وإضافة اليود إليه هو الأهمية الكبرى لهذه المادة الغذائية الحيوية التي لا يستغني عنها أي إنسان .
واستناداً إلى دراسة أعدها خبير التغذية في مؤسَّسة جين العالمية محمد منصور فإن اليود من المغذيات الأساسية في النظام الغذائي الصحي وهو مطلوب لتركيب هرمونات الغدة الدرقية وضروري لنمو الدماغ في مرحلة الطفولة المبكرة والجنين في بطن الأم .