القاهرة – أكرم علي
أكد رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب أن مصر باعتبارها إحدى الدول المؤسسة لـ"النيباد" تدعم الجهود الرامية إلى تحقيق الأهداف التنموية في القارة الأفريقية، لاسيما في مجالات تطوير القطاع الزراعي، وإنشاء البنية التحتية لوضع أسس عملية التنمية في القارة.
وأوضح محلب، خلال القمة الأفريقية المنعقدة في جنوب أفريقيا، السبت، إسهام مصر في تعزيز التجارة البينية الأفريقية، منوهًا إلى ما تم إنجازه في هذا الصدد لاسيما إطلاق منطقة تجارة حرة بين التكتلات الثلاثة (الكوميسا، والسادك، وتجمع شرق أفريقيا) في شرم الشيخ الأربعاء الماضي، والتي تُعد خطوة محورية في إطار دعم الجهود الأفريقية لإنشاء منطقة تجارة حرة قارية خلال الأعوام القليلة المقبلة.
وأضاف رئيس الوزراء أن مصر تدعم الجهود الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية التي تقع ضمن أجندة 2063، والتي يتمثل هدفها الرئيسي في الازدهار بالقارة الأفريقية وأبنائها، تُبنى على أساس تنمية القطاعات الحيوية القارية، وإنشاء بنية تحتية تضع الأساس لعملية التنمية، وتطوير قطاع الزراعة لتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الغذائي القاري، وتعزيز التجارة البينية الأفريقية، لاسيما من خلال إنشاء منطقة تجارة حرة قارية في المستقبل القريب.
وأشار محلب إلى أن مصر قد استضافت منذ أيام قمة التكتلات الثلاثة الأفريقية بمشاركة الدول أعضاء الكوميسا والسادك وتجمع شرق أفريقيا، وتم خلالها إطلاق منطقة تجارة حرة تجمع بين دول تلك الأقاليم، وتُعد تلك الخطوة تقدمًا مُهمًا في إطار تحقيق منطقة التجارة الحرة القارية التي يأمل الجميع في إطلاقها وتعزيز الاندماج والتعاون الاقتصادي في ربوع قارتنا الأفريقية ودراسة سبل إدماج أهداف تنمية أجندة 2063.
ونوَّه المهندس محلب إلى أن "مصر تقوم الآن بدراسة سُبل إدماج أهداف تنمية أجندة 2063 ضمن الأجندة التنموية الوطنية من خلال إعداد خطة وطنية لمواءمة تنفيذ خطتنا الوطنية مع الأجندة، وأنني أدعو الدول الأعضاء كافة إلى التعاون والتنسيق على المستويات الوطنية والإقليمية والقارية؛ من أجل تحقيق أهداف الأجندة، وأنني أُعرب عن استعداد مصر في هذا السياق إلى التعاون مع الأشقاء الأفارقة في كافة المجالات التنموية، لبناء قدرات أبناء القارة وتطوير مؤسساتها من أجل تمكينها من أداء مهامها لتحقيق أهدافنا المشتركة.
وأشار إلى أن مصر تعتبر مجال البحث العلمي أحد الأولويات الإنمائية للقارة، حيث يُشكل أساس التطور والتنمية في كافة المجالات، ودعا الأشقاء الأفارقة إلى تعزيز التعاون في هذا المجال من أجل تنمية مجتمعات القارة ودولها إلى مجتمعات المعرفة، والتي من شأنها النهوض بالقارة إلى مستقبلٍ أفضل، ودعمًا للجهود المُشتركة في هذا المجال، فقد أعربت مصر عن استعدادها لاستضافة مقر وكالة الفضاء الأفريقية خلال قمة الاتحاد الأفريقي السابقة في أديس أبابا.
وفي نهاية مداخلته، قال رئيس الوزراء: أود أن أؤكد على أن جهودنا من أجل التنمية يجب أن تتضمن رؤية شاملة، تأخذ في اعتبارها موضوعات السلم والأمن والاستقرار ومكافحة التطرف، حيث أن انتشار التطرف والنزاعات إنما من شأنه زعزعة الاستقرار والتنمية الاقتصادية التي نسعى سويًا لتحقيقها، وهو ما يفرض علينا التعاون المشترك من أجل التصدي لهذه التحديات من منظور شامل، كما أدعو الشركاء كافة إلى الالتزام بمسؤولياتهم تجاه القارة الأفريقية وشعوبها.