بيروت - لبنان اليوم
لم يتأثر مسار استكشاف النفط في المياه الاقتصادية اللبنانية بالأزمات الصحية والإجراءات الدولية المستجدة، إذ يتواصل الحفر في الرقعة البحرية رقم 4، ووصل إلى عمق 3 آلاف متر، تمهيداً للوصول إلى 4200 متر في الأسابيع المقبلة.
وخلافاً للتقديرات التي تتحدث عن إمكانية تأثر العملية الاستكشافية بالتدابير المستجدة، أكد عضو هيئة إدارة البترول، الدكتور ناصر حطيط، لـ«الشرق الأوسط» أن عملية الاستكشاف تجري «بجدية واحترافية وشفافية بالغة، وهي متواصلة بعد اتخاذ الإجراءات والتدابير الصحية اللازمة، لحماية العاملين من تأثيرات فيروس (كورونا)».
وبدأت سفينة الحفر Tungsten Explorer عملها في 25 فبراير (شباط) الماضي، وتحفر أول بئر استكشافية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بلبنان في البلوك رقم 4 قبالة الشاطئِ اللبناني، على بعد حوالى ثلاثين كيلومتراً من بيروت.
ويتم حفر البئر الاستكشافية على عمق 1500 متر من سطح البحر، كما يهدف حفر البئر إلى استكشاف مكامن تقع على عمق يتخطى 2500 متر تحت قعر البحر.
وقال حطيط الذي يتولى متابعة أعمال الحفر من قبل الدولة اللبنانية مع شركة «توتال» الفرنسية، إن الأعمال الاستكشافية وصلت حتى الآن إلى 3000 متر تحت سطح البحر، ويلزمها حفر 1200 متر إضافية لبلوغ المخطط، مشدداً على أن الأعمال مستمرة، وتجري كما هو مخطط لها، ويتم التنسيق والتواصل بين الشركة التي تتولى الحفر والعضوين الآخرين في «الكونسورتيوم» («آيني» الإيطالية و«نوفاتك» الروسية) والدولة اللبنانية، بشكل متواصل.
وكانت شركة «إيني» الإيطالية تحدثت الأسبوع الماضي عن أنها تجري مراجعة لجميع مشروعاتها للطاقة في المنطقة للعام الحالي 2020- 2021، بسبب تفشي فيروس «كورونا» والوضع الحالي في سوق النفط، على أن تعلن عن الخطة المعدلة هذا الشهر.
وبمعزل عن قرار الشركة الإيطالية، قال حطيط إن الجهة التي تحفر البئر الاستكشافية هي «توتال»: «ويتم وضع الشركتين الحليفتين في (الكونسورتيوم) بالتطورات»، مؤكداً أنه «لن يعيق أي تطور بالملف عمل الحفر المتواصل»، لافتاً إلى إجراءات وتدابير اتخذت لتمكين العاملين من مواصلة عملهم كالمعتاد. وأكد أن الاتصالات بين العاملين على متن السفينة والشركات، تتم عبر تطبيق «سكايب»، وهو أسلوب معتمد في الاتصالات بين شركات النفط وطواقمها منذ أكثر من عشر سنوات، ويتم اعتماده الآن.
وفي السياق نفسه، أوضح مصدر مواكب لعمل الاستكشاف في المياه اللبنانية، أن الإجراءات المتخذة على ضوء تفشي فيروس «كورونا»، تتمثل في «تقليص عملية تبديل العاملين على متن سفينة الحفر في المياه الاقتصادية اللبنانية»، وأشارت المصادر في تصريحات إلى أنه رغم أن الحكومة اللبنانية استثنت ضمن قرار التعبئة العامة العاملين في هذا البئر الاستكشافي: «فإن الطواقم التي يجب أن تنتقل إلى السفينة عبر الأراضي اللبنانية، تخضع لفترة حجر 14 يوماً في أحد الفنادق اللبنانية، قبل أن تنتقل مجدداً إلى سفينة الاستكشاف» التي يخضع العاملون على متنها أيضاً لإجراءات صحية وقائية.
وكان مجلس الوزراء اللبناني قد أطلق دورة التراخيص الأولى عام 2017، وانتهت بالتوقيع على عقدين لكل من بلوك رقم 4 وبلوك رقم 9 مع «كونسورتيوم» مؤلف من شركات: «توتال» الفرنسية، و«إيني» الإيطالية، و«نوفاتك» الروسية. وبناء على أرقام الاستكشاف في الرقعة رقم 4، سيتم الاستكشاف في الرقعة رقم 9 التي تعتبرها إسرائيل منطقة بحرية متنازعاً عليها، بينما يؤكد لبنان أنها مياهه الإقليمية، وتقوم الولايات المتحدة بدور وسيط لحل النزاع.
قد يهمك أيضا:
أسعار النفط تشهد انتعاشة قوية بعد تراجعها
ارتفاع طفيف للنفط بعد موافقة أميركا وروسيا على إجراء محادثات