واشنطن ـ عادل سلامة
كشفت الأمم المتحدة، أنّ 615 مليون شخص يعانون من الجوع، وأن ملايين الأطفال معرضون للإصابة بسوء التغذية. وأكدت في تقرير "حالة الأمن الغذائي والتغذية 2017"، الذي نشرته السبت أن معدل الجوع في العالم بدأ في الارتفاع مجدداً ليؤثر في 815 مليون شخص عام 2016، أو 11 في المئة من سكان العالم، بعدما شهد انخفاضاً مضطرداً خلال العقد الماضي.
وأفاد تقرير الأمم المتحدة في نسخته السنوية، بأن أشكالاً متعددة من سوء التغذية باتت تهدد صحة الملايين في أنحاء العالم، وأن عدد الأشخاص المتأثرين بالجوع زاد 38 مليوناً مقارنة بعام 2015، نتيجة انتشار النزاعات المسلحة والصدمات المناخية.
وأشار إلى أن 520 مليون شخص يعانون الجوع في آسيا، وحوالى 243 مليوناً في أميركا اللاتينية، إضافة الى 42 مليون شخص في أميركا اللاتينية والكاريبي. وأن نسبة الجياع في العالم هي 11 في المئة كمعدل عام، وتبلغ 11.7 في المئة في آسيا، و20 في المئة في أفريقيا، و6.6 في أميركا اللاتينية والكاريبي.
ولفت التقرير إلى أنّ حوالي 155 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم، بينما يعاني 52 مليون طفل من الهزال، ما يعني أن وزنهم يقل كثيراً نسبة إلى طولهم. ويعاني حوالى 41 مليون طفل من زيادة الوزن. كما بات انتشار فقر الدم بين النساء وسمنة البالغين يشكلان مصدراً للقلق. وهذه التوجهات ناجمة ليس فقط عن النزاع والتغير المناخي، بل عن التغيرات الكبيرة في العادات الغذائية والتباطؤ الاقتصادي.
ويعتبر هذا التقرير أول تقويم عالمي تنشره الأمم المتحدة حول الأمن الغذائي والتغذية، بعد تبني «أجندة أهداف التنمية المستدامة «2030» التي تهدف إلى القضاء على الجوع وكل أشكال سوء التغذية بحلول عام 2030 ووضع ذلك على أولويات السياسات العالمية. وأكد التقرير أن النزاع الذي يفاقمه التغير المناخي، هو أحد الأسباب الرئيسة وراء الزيادة الجديدة في معدلات الجوع وأشكال سوء التغذية.
وقال كل من المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) جوزيه غرازيانو دا سيلفا، ورئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية جيلبير انغبو، والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، في المقدمة المشتركة للتقرير: «خلال العقد الماضي زاد عدد النزاعات في شكل كبير وأصبحت أكثر تعقيداً وتداخلاً». وأكدوا أن أكبر نسبة من أعداد الأطفال الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي ونقص التغذية تتركز الآن في مناطق النزاع». وأضافوا أن ذلك «دق أجراس الخطر التي لا يمكننا أن نتجاهلها وهي أننا لا يمكن أن نقضي على الجوع وكل أشكال سوء التغذية بحلول عام 2030 ما لم نعالج كل العوامل التي تقوض الأمن الغذاء والتغذية. كما أن ضمان وجود مجتمعات سليمة وشاملة لجميع الشرائح هو شرط ضروري لتحقيق ذلك».
وضربت المجاعة أجزاء من جنوب السودان لأشهر مطلع العام الحالي، كما ترتفع أخطار تكرار حدوثها هناك وظهورها في مناطق أخرى متأثرة بالنزاع وبخاصة شمال شرق نيجيريا والصومال واليمن، وفقاً لرؤساء الوكالات الدولية».
وأشار معدو التقرير الى أن "موجات الجفاف أو الفيضانات المرتبطة بظاهرة النينيو المناخية في المناطق التي يسودها قدر أكبر من السلام، إضافة الى تباطؤ الاقتصاد العالمي، أدت إلى تدهور أمن الغذاء والتغذية". ولفتوا الى أن 155 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم وأن الأطفال المتقزمين الذين يعيشون في دول متأثرة بمستويات مختلفة من النزاع عددهم 122 مليوناً. أما الأطفال دون الخامسة المصابون بالهزال فيبلغ عددهم 52 مليوناً. وأشار التقرير الى أن من بين 815 مليون شخص يعانون من الجوع، يبلغ عدد من يعيشون في مناطق النزاع 489 مليوناً. وأن نسبة انتشار الجوع في الدول المتأثرة بالنزاعات ترتفع عن نسبة انتشاره في الدول الأخرى بنسبة تتراوح بين 1.4 و4.4 في المئة.
وتزيد نسبة انتشار الجوع في الدول التي تعاني من هشاشة مؤسساتية أو بيئية بنسبة تتراوح ما بين 11 و18 في المئة. والأشخاص الذين يعيشون في دول تعاني من أزمات طويلة أكثر عرضة للإصابة بنقص التغذية بمرتين ونصف مرة مقارنة بالأشخاص الذين يعيشون في دول أخرى.
وهذه هي المرة الأولى تنضم فيها منظمة "يونيسيف" ومنظمة الصحة العالمية إلى منظمة الأغذية والزراعة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج الغذاء العالمي، في إعداد تقرير «حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم». ويعكس هذا التغيير النظرة الواسعة لأجندة أهداف التنمية المستدامة للجوع وكل أشكال سوء التغذية. ويركز عقد الأمم المتحدة للعمل من أجل التغذية، الذي وضعته الجمعية العمومية للأمم المتحدة، على هذه الجهود من خلال تشجيع الحكومات على وضع أهداف والاستثمار في إجراءات لمعالجة الأبعاد المتعددة لسوء التغذية.
وتم وضع تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم بحيث يواكب عصر أهداف التنمية المستدامة ويشمل مقاييس محسنة لتحديد حجم الجوع وتقويمه بما يشمل مؤشرين على انعدام الأمن الغذائي وست مؤشرات على التغذية. وشارك في إصدار التقرير إضافة الى غرازيانو دا سيلفا وأنغبو وبيزلي، المدير التنفيذي لـ «يونيسيف» أنتوني ليك، والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس ادهانوم غيبريسوس.