واشنطن - العرب اليوم
أعربت الشركات والمجموعات التجارية الأميركية والصينية عن قلقها من تداعيات النزاع التجاري المتصاعد بين القوتين الاقتصاديتين العظميين على أعمالها، بعد تجدد المواجهة التجارية بين البلدين وإعلانهما فرض رسوم متبادلة، والجمعة ردت بكين على الفور على رسوم بقيمة عشرات مليارات الدولارات فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على سلع تصدرها الصين إلى الولايات المتحدة، ما أطلق شرارة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين التي تهدد التبادلات التجارية الضخمة بينهما، ومن شأنها أن تؤثر سلبًا في الصادرات والشركات الأميركية العالمية الحريصة على السوق الصينية الكبرى.
حبوب الصويا
وتتصدر حبوب الصويا، والذرة البيضاء، والبرتقال، واللحوم قائمة منتجات أميركية بقيمة 34 مليار دولار ستفرض عليها بكين رسوماً إضافية بدءاً من الشهر المقبل. ودعت "كارغيل"، كبرى الشركات الأميركية الخاصة المصدرة للمنتجات الزراعية، إلى الحوار بين واشنطن وبكين يجنب الشركات والمزارعين والمستهلكين حرباً تجارية شاملة.وقال نائب رئيس كارغيل ديفري بونر فورمرك، إن "النزاع التجاري... سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على النمو الاقتصادي وخلق الوظائف وسيؤذي الشركات الأكثر عرضة للتداعيات في العالم".بدورها، قالت متحدثة باسم شركة تجارة الحبوب ارتشر دانييلز ميدلاند، إن الحوار الثنائي يجب أن يستمر، مضيفة أن الصين "سوق مهمة للصادرات الغذائية والزراعية الأميركية".
ويأتي إعلان الجمعة في أعقاب أشهر من المفاوضات الدبلوماسية والمكوكية أحيانًا بين واشنطن وبكين، طرحت خلالها الصين شراء كمية أكبر من السلع الأميركية، إلا أن اقتراحها لم ينجح في تهدئة اعتراضات الرئيس الأميركي على العجز المتزايد في الميزان التجاري والسياسات الأميركية لتنمية الصناعة.
وعلى الرغم من فرضها رسوماً مضادة واعتمادها خطاباً تصعيدياً، تركت بكين الباب مفتوحاً أمام المفاوضات.وأوردت صحيفة "تشاينا ديلي" السبت، أن "إدارة ترمب أثبتت مرة جديدة تناقضاً وعدم استقرار". وأضافت الصحيفة أنه نظراً إلى "كثرة التخبط" في الولايات المتحدة، "لا يزال من المبكر الجزم باندلاع حرب تجارية".وزادت المجموعات التجارية الأميركية من حدة انتقاداتها، بينما أعلنت شركات كبرى كـ"بوينغ" أنها ستباشر تقييم الأثر المحتمل للرسوم.
إيرادات الصين
وبلغت إيرادات "بوينغ" من الصين نحو 12.8 في المائة من مجموع إيراداتها لعام 2017، وهي غالباً ما تُعتبر من بين الشركات الأميركية العالمية الأكثر عرضة لمخاطر حرب تجارية شاملة.وقال المتحدث باسم "بوينغ" تشارلز بايكرز: "نجري تقييماً لتلك الرسوم ولتداعيات أي إجراء متبادل على إمداداتنا وأنشطتنا التجارية".وتابع المتحدث: "سنستمر بالتواصل مع قادة البلدين للدفع باتجاه حوار مثمر من أجل إيجاد حل للخلافات التجارية، وتسليط الضوء على الفوائد الاقتصادية المشتركة لقطاع طيران قوي ومزدهر".
من جهتها، رحبت الجمعية الأميركية للألبسة والأحذية بتخلي إدارة ترمب عن خطة سابقة لفرض رسوم على تجهيزات أساسية ومعدات مستخدمة في القطاع، إلا أنها قالت الجمعة، إن الإجراءات الانتقامية الصينية قد تضر بالمزارعين الأميركيين وبقطاع صناعة النسيج وقد ترفع تكاليف إمدادات القطاع.
وقال رئيس الجمعية ريك هلفنباين، إن "الرئيس ترمب يصر على الرسوم، ويعتقد أنه يملك الحرية في فرضها، لكن هناك عواقب خطيرة". وتابع هلفنباين: "على الكونغرس التدخل الآن لوضع حد لهذا الهاجس الخطير".ومن بين المجموعات الأميركية المعارضة للرسوم "بزنس راوندتيبل" (الطاولة المستديرة للأعمال) وغرفة التجارة الأميركية.كذلك سيكون قطاع صناعة السيارات الأميركي، الذي يَعتبر الصين إحدى أسواق النمو الرئيسية له، أحد القطاعات التي ستطولها الرسوم. وباعت شركة "فورد" الأميركية 338386 سيارة حتى الآن في الصين في 2018، أي ما يقارب ثلث مبيعاتها في الولايات المتحدة، وكانت رحبت بخطة صينية لخفض الرسوم على قطع الغيار. وكانت وضعت خططاً لخفض أسعار استيراد سيارات "لينكولن".لكن مصير ذلك سيكون في مهب الريح، لا سيما أن رسوماً إضافية ستفرض على السيارات العاملة على الغاز والسيارات الكهربائية.
- هبوط أسعار الذهب
وهبطت أسعار الذهب إلى أدنى مستوى في خمسة أشهر ونصف يوم الجمعة آخر تعاملات الأسبوع، مع إقبال مستثمرين من الصين قلقين بشأن الخلافات التجارية مع الولايات المتحدة على بيع المعدن النفيس، وانضم آخرون إلى موجة المبيعات بعد أن تراجعت الأسعار عن مستوى الدعم الفني 1290 دولارا للأوقية الأونصة، والذهب ملاذ آمن، عادة ما يلجأ إليه المستثمرون أثناء الاضطرابات التجارية، وهو عكس ما حدث الجمعة. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن رسوم جمركية كبيرة على واردات من الصين، وردت بكين بالمثل.
وقال جورج جيرو المدير التنفيذي في آر.بي.سي ويلث مانجمنت "أكبر المشترين للذهب حديثًا هم الصين والهند وروسيا. الصين بدأت موجة مبيعات وصناديق التحوط بدأت في البيع بعد (الإعلانات التجارية الأميركية والصينية).. وذلك دفع الأسعار للهبوط".
وانخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية 1.7 في المائة إلى 1279.81 دولار للأوقية في أواخر جلسة التداول بالسوق الأميركية بعد أن سجل في وقت سابق 1276.15 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ أواخر ديسمبر (كانون الأول). وينهي المعدن الأصفر الأسبوع على خسارة قدرها 1.5 في المائة.
وتراجعت العقود الأميركية للذهب تسليم أغسطس (آب) 2.3 في المائة لتبلغ عند التسوية 1278.50 دولار للأوقية. ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، هبطت الفضة في المعاملات الفورية 3.3 في المائة إلى 16.56 دولار للأوقية منهية الأسبوع على خسارة قدرها 1.1 في المائة. وانخفض البلاتين 1.3 في المائة إلى 888.30 دولار للأوقية موسعا خسائره على مدى الأسبوع إلى 1.4 في المائة، بينما تراجع البلاديوم 2.0 في المائة إلى 988.20 دولار للأوقية لينهي الأسبوع على خسارة قدرها 2.8 في المائة