أكد الصحفي الاقتصادي موريس متى، أننا “نجتمع اليوم، وكلنا أمل بإعادة تصدير الامل. كل أمل، بغد يحمل للشعبنا الامل”. وتابع، في كلمة خلال مشاركته في مؤتمر “لبنان ـ السعودية إعادة تصدير الأمل” الذي انعقد مساء اليوم الإثنين، في المقر العام لحزب القوّات اللبنانيّة في معراب، “كل أمل، ونحمل في قلوبنا أصدق المشاعر وخالص الاحترام للمملكة العربية السعودية و خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، والشعب السعودي الشقيق، نجتمع اليوم أول لنقول اولا وأخيرا، لا، ولن نقبل، من أي احد، ولن نقبل أي أحد، ان يمس بالعلاقة الاخوية بين شعبين عمرها من عبر الأوطان”.

أضاف، “فعمق العلاقات اللبنانية السعودية أكبر بكثير من ان يأتي أحد اي أحد، ان يعكرها ويزعزعها، فللنتذكر سويا، ان المملكة العربية السعودية من أولى الدول التي طالبت بحق لبنان في الحصول على استقلاله من الانتداب الفرنسي في العام 1943 ، وهي كانت وما زالت سنداً للبنان ولم تتخل عنه يومًا”.

واعتبر أن “العلاقات السعودية اللبنانية والتبادل الفكري والثقافي والتعليمي بقيت على الدوام، راسخة رسوخ التاريخ، لأنها علاقات تستند إلى القيم والمبادئ التي قامت عليها المملكة العربية السعودية منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز رحمه الله. وهي ذات القيم والمبادئ التي حافظ عليها الملوك الراحلون من أبنائه إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

نعم، المملكة العربية السعودية سعت ومازالت تسعى لتعزيز الاستقرار في لبنان وكانت على الدوام حريصة على استقرار لبنان وأمنه وازدهاره، وقد يكون التاريخ اللبناني الشاهد الأول على عمق العلاقات اللبنانية – السعودية، والتي تنطلق من الأخوة بالدرجة الأولى قبل أن تكون علاقة تعاون وتنسيق ودعم”.

وأردف، “بلغة الارقام ، وبنظرة الى العلاقات الاقتصادية والتجارية التاريخية اللبنانية – السعودية، تشير أرقام السفارة اللبنانية في المملكة إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ خلال السنوات الست الماضية 600 مليون دولار سنوياً، وتعد المملكة العربية السعودية الوجهة الثانية للتصدير من لبنان، وفي الربع الرابع من العام 2019، كانت الحكومة اللبنانية على وشك الانتهاء من توقيع 22 اتفاقية بين السعودية ولبنان، وذلك من خلال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين.

وهنا لا بد ان نذكر ايضا بدور صندوق التنمية السعودي في مد يد العون للبنان في مختلف أزماته الاقتصادية، وبما نفذه وينفذه الصندوق من مشاريع لصالح لبنان واللبنانيين. إضافة إلى دور مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وما يقوم به من تقديمات في أوقات الشدة، كدعم المؤسسات التربوية والصحية والإنسانية والاجتماعية والدينية، عن طريق الهبات العينية”.

واستطرد، “هذا ويحظى أبناء الجالية اللبنانية بالرعاية الكريمة، بعد أن فتحت المملكة أبوابها لهم للعمل والاستثمار بالمشاريع الإنمائية في كافة ربوعه، حيث يصل عدد اللبنانيين القاطنين في المملكة العربية السعودية إلى نحو 350 ألفاً، فيما تُعد الجالية اللبنانية أكبر جالية عربية مستثمرة داخل السعودية وتضم آلاف المستثمرين ورجال الأعمال وما يزيد على أكثر من 600 مؤسسة لبنانية، هذا وتُقدر استثمارات اللبنانيين في المملكة بعشرات المليارات من الدولارات، حيث تتجاوز قيمة المؤسسات التي يملكها اللبنانيون في السعودية او يتشاركون ملكيتها بنحو 125 مليار دولار.

أما في ما يتعلق بتحويلات اللبنانيين من المملكة العربية السعودية الى لبنان، فتشير تقديرات مجلس الأعمال اللبناني السعودي الى أن مجمل التحويلات المالية من منطقة الخليج إلى لبنان تبلغ نحو 4.5 مليارات دولار سنوياً نصفها تقريباً يأتي من الجالية اللبنانية في السعودية”.

وأوضح، أن “أي حظر لاستيراد الصناعات الغذائية من لبنان، يعني ضربة قاضية للصناعة الوطنيّة حيث إنّ ثلث الصادرات اللبنانيّة لن تصل إلى الخليج العربيّ، وهنا نتكلّم عمّا يُساوي 900 مليون دولار.

على الصعيد الزراعي، فالارقام الرسمية تشير الى ان المملكة العربية السعودية ودول الجوار التي تعبر اليها الشاحنات اللبنانية عبر الأراضي السعودية للوصول الى اسواقها تستورد ما نسبته 55.4 في المئة من إجمالي الصادرات اللبنانية من الخضار والفاكهة اي حوالي 173.3 الف طن سنويا.  نعم، واستناداً الى بيانات مديرية الجمارك العامة، صادرات لبنان من الخضار والفاكهة في عام 2020 قد بلغت ما يقارب 312.6 الف طن بقيمة إجمالية تصل الى 145 مليون دولار، حصة المملكة العربية السعودية منها 50 الف طن وقيمتها 24 مليون دولار اي 16 في المئة من اجمالي الصادرات”.

وقالـ، “نعم، لنا كل الامل والثقة بتجاوز لبنان المرحلة الصعبة التي يمر بها حاليًا بمساعدة أصدقائه ومحبيه من الدول الشقيقة والصديقة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، لنؤكد ايضا بحضرنا جميعا على ما هو خير المملكة ولبنان، والشعبين الشقيقين، وكل ما يعزز العلاقات الودية الراسخة بين البلدين. لا بد من تقديم خالص التقدير لهذه المبادرة التي يطلقها اليوم حزب القوات اللبناني لما تحمل من بصيص امل بالنسبة للقطاعات الاقتصادية عموما والصناعية والانتاجية خصوصا في هذه الظروف، مع ضرورة العمل المستمرة على تعزيز علاقات البنانية الاقتصادية مع الدول الشقيقة وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية”.

واعتبر ان، “استعراض العضلات السياسية وخطابات مسؤلي الصدفة كلّفت لبنان خراباً عارماً. ونحن اليوم، نجتمع مجددا، وكلنا أمل، بإعادة تصدير الامل، ذلك الامل الذي لم يتبقى لنا سوه امل بغد افضل. نحن شعب يحب الحياة لا الموت، يحب السلام لا حرب، يحث الانفتاح لا الانعزال، نحترم الشعوب وسيادة الأوطان، نحن شعب لن يموت، ما دام القلب ينبض امل”.

قد يهمك أيضا

ارتفاع أسعار النفط بفعل بطء استئناف الإنتاج في الولايات المتحدة

ارتفاع أسعار النفط يرتفع بعد بيانات صينية قوية