غزة ـ محمد حبيب
قال وزير جيش الكيان الإسرائيلي بوغي يعلون أن اكتشاف النفق قرب خط الحدود مع قطاع غزة يثبت أن "حماس" لا زالت تتجهز لمواجهة عسكرية ضد إسرائيل، أو لتنفيذ عمليات "إرهابية"، فور توفر الفرصة والإمكان، على الرغم من فترة التهدئة التي فرضت عليها، والتي لا زالت قائمة بفضل قوة الردع الإسرائيلية فقط. وأضاف يعلون، في تصريح صحافي،
الاثنين، "بعد اكتشاف أمر النفق، واستخدام مواد بناء في شقه، أمرت بوقف تزويد قطاع غزة بمواد البناء، على أن تواصل قوات الجيش والأمن العمل، بغية الحفاظ على أمن سكان المنطقة وإسرائيل".
ومن المقرر أن تفتح سلطات الاحتلال، صباح الاثنين، معبر كرم أبو سالم، لإدخال 300 شاحنة محملة ببضائع للقطاعين التجاري والزراعي.
وقال رئيس لجنة تنسيق وإدخال البضائع لقطاع غزة رائد فتوح، في بيان صحافي، أن "الاحتلال سيفتح معبر كرم أبو سالم، ومن المقرر إدخال 300 شاحنة محملة بالبضائع للقطاعين التجاري والزراعي والمساعدات فقط"، مشيرًا إلى أنه "سيتم ضخ كميات محدودة من البنزين وسولار المواصلات وغاز الطهي".
وكانت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" قد قررت، في وقت سابق من الأحد، تعليق توريد مواد البناء إلى قطاع غزة، بزعم اكتشاف نفق يمتد من شرق القطاع إلى داخل أراضي الـ 48.
وفي السياق ذاته، أكد الخبير العسكري اللواء واصف عريقات أن "الجيش الصهيوني، بعد اكتشافه النفق الحدودي بين خانيونس جنوب قطاع غزة والأراضي المحتلة، سيُجبره على تصعيد عملياته الحدودية من مراقبة وعمليات عسكرية محدودة وتكثيف طلعاته الجوية في سماء غزة"، موضحًا أن "الجيش الصهيوني، والمستوطنين داخل المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، يشعرون بالخوف والفزع الشديد، نتيجة استمرار المقاومة الفلسطينية في حفر الأنفاق الحدودية"، مؤكداً أن "الأنفاق أصبحت كابوس يؤرق الصهاينة في كل مكان من حدود غزة"، مُبينًا أن "إسرائيل لا يمكن أن تعيش وسط الدول العربية، دون أن تتنفس الحروب والاعتداءات المتواصلة على الشعوب العربية، لاسيما في قطاع غزة".
وعن تصريح رئيس أركان الجيش "الإسرائيلي" الجنرال بني غانتس، بشأن "استعداد الجيش الصهيوني لأي حرب مقبلة، على الجبهات كافة، والتصدي للوسائل المتاحة لدى المقاومة الفلسطينية واللبنانية"، أكد عريقات أن "غانتس يدرك أن جيشه لا يمكن أن يعيش دون حرب، أو اعتداءات متواصلة على شعوبنا العربية"، مشيرًا إلى "وجود دوافع متعددة من تصريحات غانتس"، موضحًا أن "أولها يكمن في أن يحذر الجيش الإسرائيلي من تزايد وتفاقم المقاومة الفلسطينية في محيط إسرائيل، والثانية أن يبقي الجبهة الداخلية الإسرائيلية على أهبة الاستعداد، ودائمة القلق الأمني من تزايد قوة المقاومة"، لافتًا إلى أن "الهدف الثالث من تصريحات غانتس المتواصلة هو مخاطبة الأميركان والغرب، بضرورة دعم الجيش الصهيوني، لأنه اللاعب الأساس في المنطقة العربية، ويتعرض لمخاطر عظيمة، كان أخرها اكتشاف النفق على حدود غزة"، مُبينًا أن "هدف إسرائيل من تضخيم قضية النفق هو إنهاء العزلة التي تعيشها في أوروبا، بسبب ما تقوم به في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
ودعا اللواء عريقات المقاومة الفلسطينية إلى "الاستعداد الكامل لأي عدوان صهيوني محتمل على قطاع غزة"، مشدداً على أن "العدو سيصعد من عدوانه على قطاع غزة"، متوقعاً أن "لا تصل الأمور إلى مستوى الحرب، ولكن سيكتفي الاحتلال بعمليات عسكرية محدودة على الحدود، ومراقبة قطاع غزة بمختلف الطائرات الاحتلالية".
وكانت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، وما زالت، تحلق بصورة مكثفة في أجواء وسماء قطاع غزة، في مختلف الطائرات الحربية، بغية تجديد بنك الأهداف، كما قال محللون مختصون في الشأن الإسرائيلي.